** قبل يوم واحد.. وربما أكثر.. فإن المواطنين ينتظرون صدور ميزانية الدولة للعام المالي الجديد ليروا فيها ما إذا كانت قد استوعبت طموحاتهم.. وتطلعاتهم... وتجاوبت مع مطالباتهم على مدى عام كامل.. ولاسيما فيما يتصل «بالوظيفة» و«المسكن» وبالخدمة الصحية الأفضل.. وبالمدرسة أو المعهد.. أو الكلية أو الجامعة التي تحل مشكلات الصعوبة في الحصول على مقعد دراسي يخفف من وطأة تكاليف التعليم الأهلي المبالغ فيها.. ** وفي ظني فإن وزير المالية.. كما هو حال أصحاب المعالي الوزراء الآخرين.. يدركون هذه الحقيقة.. ويدركون معها أن الأرقام وإن ارتفعت.. وإن تجاوزت كل التقديرات والتوقعات.. إلا أن أهميتها ترتبط بمدى ما توفره من اعتمادات لتلبية برنامج «حافز».. وبما تتيحه من عدد وافر من الوظائف لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الخريجين والخريجات.. وبما تعتمده من مشروعات تتيح مئات آلاف الوظائف التي تساهم في تقليص حجم البطالة.. ** وفي نفس الوقت فإنهم يدركون أيضاً أن المواطنين ينتظرون منهم توفير المزيد من المشروعات الصحية المتقدمة حتى يجد كل مواطن في أي مدينة وقرية من يعالجه في المكان والزمان المناسبين ولا يجعله ينتظر الدور لأسابيع وربما لشهور وبما قد يعرضه لمضاعفات أخطر.. وربما يُفقده حياته. ** كما أن الوزراء يدركون أيضاً أن المواطنين جميعاً ينتظرون منهم حلولاً ملموسة لمشاكل الارتفاعات المهولة في أسعار الإيجارات.. وفي أقيام الأراضي وفي أسعار السلع التموينية أو مواد البناء.. أو الخدمات.. وغيرها.. ليس فقط باعتماد مبالغ ضخمة في هذه الميزانية تؤدي إلى تهدئة الأسواق والرأفة بجيوب الناس.. والتواؤم مع مستويات الدخل ومعدلاته.. وإنما ينتظرون منهم صدور أنظمة وتشريعات وقوانين تحد من غلواء الأسواق.. وقد مضى على الانتظار وقت غير قصير على صدورها. ** والأهم من ذلك كله..أن المواطنين بكل فئاتهم ومستوياتهم ومواقعهم من خارطة هذا الوطن ينتظرون من الميزانية.. ومن جميع الوزراء أن يترجموا توجيهات الملك وأوامره.. وقراراته (أعزه الله) التي صدرت منذ أكثر من عام ولامست كل شأن من شؤون حياتهم.. وفتحت أبواب الأمل أمامهم في تحقيق المزيد من الرفاهية للمواطن.. والتنمية لمختلف أرجاء الوطن.. ودفعت الجميع إلى التفاؤل بمستقبل مشرق.. وجميل.. ** فعل هذا الملك لأنه قريب من شعبه.. ويتابع الملك كل شأن من شؤون الوطن يوماً بيوم لأنه يفكر في كل فرد فينا صباح مساء.. غير أن الكثير من الإجراءات لا تتم بالسرعة وبالصورة الكافية.. في وقت يتصاعد فيه الشعور بأن الأجهزة الحكومية مقصرة.. وبطيئة.. وغير متفاعلة مع تلك المطالب والتطلعات.. وبالتالي فإنهم ينظرون إلى الميزانية بأمل كبير في أن تحسم حالة «القلق» و «الترقب» والشعور..بأن معدل الحركة أبطأ مما هو مطلوب.. وواجب.. ** وانطلاقاً من كل ذلك... فإن كل وزير يجد نفسه في مواقف لا يحسد عليها في هذه الأيام.. وإن كنت أعتقد أن ميزانية العام القادم سوف تجيء في مستوى الآمال والطموحات.. وترفع عنهم الكثير من الحرج.. والكثير الكثير من الأسئلة المفتوحة: أين.. ومتى.. وكم... ولماذا؟ ** لكن ما أستطيع أن أجزم به هو أن «الملك» وسمو ولي عهده..مع كل مواطن في تطلعاته.. وطموحاته.. وأن الميزانية الجديدة سوف تقدم الكثير لهذا الوطن وأنهما لا يقبلان أبدا بأن تبطئ الوزارات في ترجمة الكثير من التوجيهات إلى منجزات.. ** وأعان الله الوزراء بعد ذلك علينا.. وعلى المواطنين ووفقهم لأداء ما هو مطلوب منهم بالصورة التي يتطلع إليها الملك وولي العهد ويتمناها المواطنون. نقلا عن عكاظ