في أجواء حميمة، وقراءات شفيفة ومتنوعة، اختتمت مساء يوم السبت 26 يناير في جامعة الشارقة فرع خورفكان ، فعاليات مهرجان الشارقة الخامس عشر للشعر الشعبي ، بحضور الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في خورفكان، وعدد من مدراء المؤسسات الحكومية والخاصة ، ونخبة من الشعراء من مختلف الوطن العربي . واشتملت الأمسية، التي أدارها الشاعر ناصر الشفيري، على مادة فلمية عن المنجزات الثقافية لصاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. كما ألقى الإعلامي والشاعر إبراهيم السواعير كلمة الإعلاميين، متحدثاً عن زمالة الشعراء والإعلاميين مع الحرف الإبداعي، ومشيداً بالمهرجان الذي تكرس بين المهرجانات العربية اسماً مهماً، وعرض السواعير لحلقات النقاش والتبادل الإبداعي بين مدارس الشعر الكلاسيكية والحديثة وما أفرزه ذلك من نتاج إبداعي مهم يعود على المشاركين الشباب والرواد بالفائدة. واستهلّ الأمسية الشاعر الإماراتي عبدالله بن فهم الذي رسم لوحةً مميزة للشهيد، من خلال استعادته صورة حواريّة لهذا الشهيد وهو يمسح دمعات أمّه، ويبشرها بأنّه زُفّ بالعلم الإماراتي، وأنّ الجنة مثواه. كما طوّف الشاعر بقصائد غزلية وجدانية وأخرى ذات نبض اجتماعي وقصائد حملت دور الشعر في الحياة. كما ألقى الشاعر حمد المزيني من الإمارات قصائد حملت مضامين الحنين والحب الذي يحتار الشاعر في الوفاء به، مقدّماً حيرته في قصيدة توزعت فيها عاطفته بين طرفين، وقدّم المزيني أيضاً قصائد عبّرت عن أحاسيسه المفعمة بالوفاء والحب والالتزام بالمودة والعهد. وقرأ الشاعر الكويتي نايف التيمان من أشعاره التي استدعت الذكريات، مشتغلاً على صورة الأحلام اليتيمة والمنافي والخوف من المجهول، واستعار الشاعر مفردات قصائده من قاموسه التراثي والديني والاجتماعي. أما الشاعر السعودي ضيف الله السميري فقد حملت قصائده صفات العربي الأصيل ووفاءه، كما تطرقت أشعاره إلى أهمية التسامح راسماً صورة الشمس والغروب والصبح لبدايات جديدة بين المحبين. وذهبت الشاعرة المصرية سلوى العيني إلى معزوفات لغوية بالعامية المصرية كانت في معظمها أسئلة فلسفية للجراح والدموع وهجرة القلوب، وقرأت في قصائد أخرى موضوع اللهفة ونكران الأيام، ووفاء المرأة. ورسم الشاعر السعودي سلطان بن بتلاء صور قصائده من معاني الأصالة، ممتدحاً الأخلاق الكريمة والطيب، ومفرقاً بين أصناف الناس في خصالهم الاجتماعية وصبرهم على تقلبات الدهر. إلى ذلك، كرّم سمو الشيخ سعيد بن صقر القاسمي الشعراء والإعلاميين والمشاركين في فعاليات المهرجان الذي استمر أسبوعاً وتوزعت أمسياته على أكثر من مكان في الشارقة، في قصر الثقافة، والبطائح، والذيد، وخورفكان، وكلباء، كما اشتمل المهرجان على ندوة قرأت أشعار المكرمين في دورته الحالية، وهم: الشاعر والإعلامي راشد شرار، والشاعر محمد بن رضوة، والشاعرة ريم البوادي. وتميز المهرجان هذا العام بقراءات من أعمار ومدارس شعرية متنوعة، إضافةً إلى حفلات توقيع عشرين ديواناً، طبعتها دائرة الثقافة بحكومة الشارقة بالتنسيق مع مركز الشارقة للشعر الشعبي، كمرحلة ثانية لطباعة خمسين عنواناً لشعراء من الإمارات والخليج تم توقيعها في دورة المهرجان العام الماضي.