شهدت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، مؤتمرا صحفيا للإعلان عن تفاصيل الدورة الثالثة عشرة من مهرجان الشارقة للشعر الشعبي، بحضور محمد القصير مدير الشؤون الثقافية في الدائرة، وراشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، وأدار المؤتمر الإعلامية ريم البريكي. وأشار القصير إلى أن الدورة 13 من مهرجان الشارقة للشعر الشعبي تنطلق برعاية صاحبِ السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وذلك يوم الأحد الخامس من فبراير/ شباط في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً في قصر الثقافة في الشارقة. وأضاف: إن مهرجان الشارقة للشعر الشعبي، الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام- مركز الشارقة للشعر الشعبي، هو مثال للجهد الثقافي الذي يسعى ويعمل بجدٍ للحفاظ على التراث الشعبي في الدولة، ويتيح الفرصة لتلاقي شعراء الشعر الشعبي ومبدعيه من مختلف أقطار الوطن العربي عموماً والإمارات ودول الخليج خصوصاً، حيث تُعقد هذه الدورة تحت عنوان «القصيدة الشعبية.. وجْدَانُ أمّة»، وهو عنوانٌ مْعَبّرٌ عَنِ الدْورِ المهمَّ لِلْحِرَاكِ الشعريَّ والثقافيّ. وقال شرار في كلمته: «يثبت صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مدى حكمته وثقافته ووعيه الذي جعل من إمارة الشارقة منارة للثقافة والعلوم والآداب والتراث، فكل عام تشهد الشارقة حراكا ثقافيا مميزا في شتى مجالات الآداب والعلوم والثقافة والمعرفة من خلال أنشطة ومهرجانات ثقافية متنوعة». وأضاف: يعد مهرجان الشارقة للشعر الشعبي أحد المهرجانات الهامة التي ترصد التطور الدائم للشعر الشعبي من جيل لجيل وتحافظ على التراث الشعبي الموروث للأجيال السابقة، وهو من أكبر المهرجانات العربية المتخصصة في هذا اللون الأدبي، واعتاد المهرجان أن يكون مظلة مميزة للقاء المبدعين وتناول القضايا المتعلقة بهذا الجنس الأدبي الذي يشكل ذاكرة حية في الإمارات والخليج العربي خاصة والوطن العربي عامة، بما تحتويه نصوصه من حنين للأرض وتعلق بالجذور والهوية. إضافة إلى الدور الذي يلعبه في إزكاء روح التنافس الإيجابي بين شعراء القصيدة الشعبية والنبطية، على نحو يصب في إطار تجويدها وتطويرها على مستوى الشكل والمضمون والخيال. وأكد شرار أن مهرجان الشارقة للشعر الشعبي أخذ يطور نفسه دورة بعد دورة ويضيف محاور جديدة تثري المهرجان وتوجهاته، وقد اتخد عنوان «القصيدة الشعبية وجدان أمة» لهذه الدورة، كترجمة وتعبير عن إحساس حقيقي بالشعوب العربية وما تفعله القصيدة الشعبية بوجدانها، فهي محرك هام وأساسي للإحساس بالعروبة والانتماء والفخر وغرس القيم والمعاني المختلفة. موضحا أن هذه الدورة تتسم بملامح التجديد لعل أهمها المساحة الجغرافية الكبيرة التي ستمتد إليها فعالياته، التي تتضمن 7 أمسيات شعرية، و3 أصبوحات، وندوتين فكريتين. موزعة في عدة أماكن مختلفة هي (قصر الثقافة بالشارقة، والجامعة القاسمية، وجامعة الإمارات بالعين، والمجلس الأعلى للأسرة، والمنطقة الوسطى في البطائح، والمنطقة الشرقية وادي الحلو، وخورفكان). ويبلغ عدد المشاركين في هذه الدورة 38 شاعرا وشاعرة، و8 نقاد وباحثين من 15 دولة هي: الإمارات، السعودية، سلطنة عُمان، مصر، البحرين، العراق، موريتانيا، الكويت، تونس، السودان، الأردن، اليمن، قطر، سوريا. كما سيشهد المهرجان انعقاد ندوتين فكريتين الأولى بعنوان «الدور التنويري للشعر الشعبي»، وتتطرق إلى دور الرواد المكرمين ومسيرتهم التنويرية، إضافة إلى تناول الدور التنويري المناط بالقصيدة الشعبية بهدف خلق هامش كبير في تبادل الأفكار حول التجديد في القصيدة الشعبية والتأكيد على دورها خاصة في ظل الظروف التي تشهدها منطقتنا العربية. وتحمل الندوة الثانية عنوان «قراءات وشهادات نقدية حول النتاج الشعري الثقافي في المهرجان الدورة 13»، وتتناول التجارب الشعرية المميزة التي طرحت من خلال أمسيات المهرجان، وذلك بالنقد والتحليل وما طرحته من رؤى وقضايا، وإبراز الجوانب الفنية، التي تغني وتفيد وتثري تجارب الشعراء المشاركين وتحفزهم على إنتاج المزيد واختيار الأفكار والصور التي تتلاءم مع المرحلة الحالية، وتساهم في تحريك آفق الخيال وزيادة المخزون الثقافي والمعرفي لدى الشاعر والمتلقي معاً ومن ثم طرح توصيات، وإصدار كتاب عن النتاج الشعري. وستشهد هذه الدورة تكريم ثلاثة من رواد الشعر الشعبي هم: الشاعر محمد هاشم الشريف، وهو أحد شعراء الإمارات المخضرمين، الذين تميزوا بشاعرية فياضة عذبة، والشاعر علي بن بخيت العميمي، الذي عرف بمساجلاته مع كبار شعراء الإمارات، والشاعرة كلثم عبدالله التي تعيد من خلال نصوصها إنتاج الذاكرة الشعبية والتراثية والاجتماعية في الإمارات، وتحفى قصائدها بمفردات تراثنا الجميل. وأشار إلى أن اهتمام مهرجان الشارقة للشعر الشعبي بالشعراء الشباب المحليين يتجلى من خلال مشاركة مجموعة من هذه الأصوات الشابة في الأمسيات والأصبوحات والندوات بهدف إتاحة الفرصة لهم لتبادل الخبرات والتعرف على التجديد في ملامح الشعر الشعبي. وختم شرار بالقول: «نتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان على الرعاية الكريمة الواعية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، لمثل هذه المهرجانات العربية الهامة التي تبرز أهمية تبادل الخبرات والثقافات المختلفة وتؤكد على الهوية الثقافية العربية».