ضمن فعاليات منتدى رواق السرد بنادي جدة الأدبي، أقيمت أمسية مساء الأربعاء الماضي استضاف فيها الرواق الأديب وكاتب القصة القصيرة الأستاذ القدير خليل الفزيع. حاور فيها مدير الأمسية كاتب القصة سلطان العيسي الضيف الفزيع، حول عدد من المحاور، تنقل فيها عبر محطات زمنية مختلفة. قبل الحوار قدمت عضو رواق السرد الأستاذة سعاد السلمي نبذة قصيرة عن مسيرة الضيف الأدبية التي تجاوزت الأربعين عامًا. بعدها بدأ مدير الأمسية حواره مع الضيف حول البدايات مع القلم والورقة، وكيف مرت المنطقة الشرقية بتحولات كبيرة على المستوى الحضري والاجتماعي والثقافي بشكل عام في الستينات والسبعينات ميلادية، وحتى الثمانينات وكيف عايش الفزيع تلك المرحلتين، وكيف انتقل الفزيع الإنسان والأديب بقلمه بينهما، وكيف رأى تلك النقلة النوعية على المستوى الأدبي والثقافي. ثم في المحطة الثانية دار الحوار حول الإصدارات الورقية للضيف القصصية والمقالية منها، فتحدث الضيف عن تلك المرحلة من حياته وكيف كُتبت تلك القصص، وأين نشرها، وماذا كان الفزيع يريد أن يقول في تلك الفترة، وكيف رأى البيت السردي في المملكة العربية السعودية في تلك الفترة والتي تمثلت مرحلة البدايات الحقيقية للقصة القصيرة السعودية. ثم انتقل الحديث حول الصحافة وكتابة القصة، وكيف وفق الفزيع ما بين الكتابة الصحفية والكتابة السردية، ولماذا أصر خليل الفزيع على استحضار القرية في قصصه في مرحلة زمنية معينة من حياته، وكيف تغيرت موضوعات قصصه عندما انتقل إلى المدينة لاحقًا، إلا أنه استمر في رصد خيبات الإنسان المهمش، وآمال الإنسان البسيط في قصصه. تحدث الفزيع عن دخول العالم إلى الألفية الجديدة وظهور تحولات مدنية كبرى في المملكة والعالم أجمع، وكيف وظّف خليل الفزيع تلك التحولات، على الورق برؤيته السردية، وكيف رأى المتلقي للقصة في المملكة العربية السعودية بعد ظهور الانترنت، بجوار الإصدار الورقي والذي كان فضاء محدودا رغم اتساعه. ثم وضح وجهة نظره حول وفاءه للقصة القصيرة، رغم انشغالاته الصحفية والشعرية، ثم تحدث عن وجهة نظره في مستقبل الساحة السردية. في ختام الأمسية أتيحت الفرصة لمداخلات الحضور حيث رحّب الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السلمي المدير الإداري لنادي وعضو مجلس الإدارة بالضيف، وتحدث عن صعوبة كتابة القصة القصيرة، والقصة القصيرة جدًا بالخصوص، والتي تحتاج إلى لغة مختلفة فيها التكثيف والتركيز، كذلك أهمية توافر عناصر التشويق والأثارة في النص السردي بالعموم، في حين رأى القاص بخيت الزهراني أن الرواية ظهرت وتضخمت فسيطرت على الساحة السردية دون بقية أجناس السرد، كذلك تساءل عن دور الأندية الأدبية في إبراز المواهب الشابة، القاص ياسين مجلي رأى أن القصة القصيرة في طريقها للزوال، وأكد على أن خليل الفزيع يملك الأدوات اللازمة لكتابة رواية جيدة. مريم الزهراني تساءلت عن دور العنوان في القصة القصيرة جدًا، وإن كان هو من يكتب النص، أم أن النص من يكتبه، ثم تساءلت عن سبب إحجام الفزيع عن كتابة القصة القصيرة جدًا. في نهاية اللقاء كرّم الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن رجاء الله السلمي ضيف اللقاء، نيابة عن رئيس النادي الأستاذ الدكتور عبدالله السلمي.