افتتح مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، بعد ظهر أمس، مشاريع تطوير بلدة ثول (87 كيلومتراً شمال محافظة جدة)، في حضور وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية المهندس علي النعيمي، ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور صالح آل الشيخ، ووزير الصحة المهندس خالد الفالح، ووزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، ووزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف آل الشيخ، ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي، ووزير النقل المهندس عبدالله المقبل. وكان الأمير خالد الفيصل وصل صباح أمس إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، واجتمع مع رئيسها وقياداتها وعلمائها، ثم تفقد مرافقها قبل أن يذهب إلى ثول ليفتتح سبع مدارس للبنين والبنات ومجمعاً طبياً يحوي عيادات تخصصية وخمسة مساجد يتقدمها جامع عمر بن الخطاب، الذي يتسع لألف و500 مصلٍّ، فضلاً على مشاريع تصريف السيول وافتتاح متنزه ثول الحضاري، الذي يحوي ملاعب أطفال وسوقاً تراثية ومطاعم وقاعات احتفال ومساحات خضراء للتنزه. وقال الأمير خالد الفيصل في كلمته: «من الوفاء يجب أن نتذكر الرجل الذي فكر وقرر ونفذ مشروع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، ذلك الرجل الذي لا يعرف المستحيل في خدمة المواطن والارتقاء بمستواه، ذلك الرجل الذي تشرفت بخدمته سنوات عدة وتعلمت منه الكثير، وأتذكر ذلك اليوم العظيم، الذي افتتح فيه هذه الجامعة، وأتذكر أنني كتبت مقالة في صحيفة «الوطن»، عنوانها: «العالم الأول في أرضنا فماذا نحن فاعلون»، وأتذكر أنني ذكرت كيف يمكن أن تتخطى جامعتنا أسوارها لتفيد المجتمع، وشرحتُ له حال «ثول» واقترحت تطويرها وتنميتها، فقال للوزير علي النعيمي: ادرسوا تطوير ثول. وها هي الثمرة التي نقطفها اليوم.. شكراً للملك عبدالله، وشكراً للملك سلمان، ومزيداً من التوفيق لرجاله في حكومته الرشيدة. ولا أصف، في فرحتي بمشاريع ثول، هذا المشروع الذي كان حلماً بالنسبة إلي، ليس لأنه مستحيل، ولكن لأنه مشروع نفذ وفق دراسته، بإدارة واحدة، وبإتقان وبسرعة مذهلة، توحدت الجهود فجاء الإنجاز الكامل، وتوحدت الإدارة فكان العمل سهلاً وميسراً ومتقناً، هذا المشروع كنت أحلم بأن يكون أنموذجاً، وأصبح أنموذجاً فعلاً، فهل لنا أن نطبق هذا النموذج في محافظات أخرى؟ إنني أستحث همم إخواني الوزراء لأن يفكروا في تطبيق هذه الفكرة، لأنها نجحت، فهل لنا أن نطبقها في بقية محافظاتمكةالمكرمة، لو استطعنا أن ننفذ هذا النموذج في كل محافظة؛ في رابغ والليث القنفذة وفي إضم، وطربة رنية الخرمة، وبحرة الجموم، نستطيع أن نبني هذا الأنموذج بأقل التكاليف الممكنة، كل ما علينا أن نجعل في كل مخطط مستشفى ومجمعاً صحياً وملاعب ومركزاً اجتماعياً، وغيرها من المنشآت. وأختتم قولي بأنه ليس هناك محال إذا أخلصت النوايا والأعمال». وتجول الأمير خالد في معرض الأسر المنتجة، واستمع إلى شرح مفصل من الوزراء عن كل مشروع، وشاهد المشاريع على الطبيعة. ونظمت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية حفلة لهذه المناسبة، في قاعة المناسبات الكبرى بالمركز الحضاري بثول، وألقى وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله الجامعة المهندس علي النعيمي كلمة أوضح فيها أن «استراتيجية هذه المشاريع التطويرية بنيت على جملة أهداف، تأخذ في الاعتبار تجاور الجامعة والمجتمع المحلي الذي يحيط بها، حتى يمكن تطوير وتكوين بيئة عمل وحياة كريمة تقوم على تبادل المنافع وتوفر فرص التنمية المستدامة للمنطقة، التي تنعكس فوائدها على الطرفين؛ الجامعة والمجتمع. كما أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تبنت منذ إنشائها عدداً من برامج المسؤولية الاجتماعية في ثول، تهدف إلى تطوير الإنسان وتنميته بوصفه هدفاً أساسياً، بل وأحد أهم أهداف الجامعة». وأكد النعيمي أن «خطة تطوير طويلة المدى لثول، وتلبية حاجات بنيتها التحتية، وإيجاد فرص استثمار لأهلها وفرص عمل لأبنائها، والحفاظ على تراثها وبيئتها وحياتها الفطرية، هي مجمل الأهداف التي شكلها فريق العمل عند وضعه اللبنة الأولى من لبنات برنامج تطوير ثول». واعتبر وزير الصحة رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح أن قصة ثول هي بحق «تجسيد مصغَّر لقصة تنمية المملكة، التنمية الشاملة المتكاملة في كل أنحاء المملكة، إذ نجد معالمها في مدنها الكبرى، بتحديات حجمها وكثافة سكانها، والقرى والهجر بتحديات توزُّعها وترامي أطرافها». وأكد الفالح أن المملكة «يقودها اليوم من صنع نهضة عاصمتها من قبل، ومن تمتد يده الكريمة بالتطور والرقي إلى كل أنحائها الآن، ويأخذ بها المجلس الأعلى للاقتصاد والتنمية، وما نراه في ثول يطمئننا إلى أن عناصر العالم الأول وصلت إلى هنا». ثم عرضت جامعة الملك عبدالله شريطاً مصوراً مدته 12 دقيقة، عنونته ب«تطوير الإنسان وتنمية المكان»، اختزلت فيه كل هذه المشاريع التي افتتحت أمس.