أكّد رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، أن «قصة ثول تعدّ تجسيدا مصغّرا لقصة التنمية الشاملة المتكاملة لكلّ أنحاء المملكة، التي نجدُ معالمها في مدنها الكبرى». وأشار إلى «أننا في عهدِ المنعة والحزم، لا تنسى دولتُنا التنمية والبناء، ولا تغفَلُ عن مدينة صغيرة وادعة على ضفاف البحر الأحمر، فتشملها بيدِ الرخاء والنماء». وفي كلمته التي ألقاها في الحفل الذي دشن فيه الأمير خالد الفيصل، أمير مكةالمكرمة، مستشار خادم الحرمين الشريفين، المرحلة الثانية من مشاريع ثول التنموية، والتي قامت بتنفيذها «أرامكو السعودية»، قال الفالح: «إننا لا نحصر التنمية في مكانٍ دون آخر، فكلّ شبرٍ من أرضِ الوطن، أينما كان، عزيزٌ وغالٍ علينا، نبنيه وننمّيه، وإذا تطلب الأمر نذود عنه بأرواحنا». واستشرف الفالح المستقبل التنموي المشرق للمملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، «الرجل الذي صنع نهضة العاصمة بالأمس، ويقود بنفسه تنمية الوطن الشاملة اليوم، لتمتد يدهُ الكريمة بالتطور والرقي إلى كل أنحائِها الآن»، مشيدا بدور المجلس الأعلى للاقتصاد والتنمية، في تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين، لجميع عناصر التنمية التي تحقق لها الازدهار. وفي معرض حديثه عن المدينة المحتفى بمشاريعها، قال الفالح: «ما نراهُ في ثول يطمئنُنَا أنّ عناصر العالم الأول قد وصلت إلى هنا، حيث نشهدُ مدارسَ تتسع إلى 3600 طالب، ذات مرافق متكاملة تشكل خير بيئة للتعلّم، بجوار الجامعة التي أصبحت حديث العالم الأكاديمي. فهذه الجامعة قد رُبطت بالمدينة من خلال برامج ثقافية ومعرفية وتوعوية، ووجدت هذه البرامج في المركز الحضاري الذي أُنشِئ هنا، مرفقا حاضنا للنشاطات الاجتماعية والثقافية، والذي يستوعب زهاء اثني عشر ألف شخص من سكان المنطقة وزائريها». وحول المشاريع التي يجري تنفيذها تحدث الفالح قائلا: «تنعم ثول اليومَ بستّة طرقٍ جديدة بالإضافة إلى توسعة الطرق القديمة، وبُنِيَت فيها شبكاتُ المياهِ والصرفِ الصحي وتصريفِ السيول، ومحطة للكهرُباء. وقد نُفّذَت فيها استراتيجية بيئية متكاملة تحمي الحياة الفطريّة البحريّة على المدى البعيد، بالنّظرِ لموقعِ ثولَ المميّزِ على البحر الأحمر، وهو الموردُ الأساسُ الذي اعتمدت عليه المدينة في نشاطها الاقتصادي». وأشار الفالح، في سياق كلمته، إلى أن النموّ والازدهارَ يُبنيان على المواطن السعودي القوي الذي ينعم بالصحة ويعيش حياة طيبة يسير فيها بانيا ومنجزا، وأن هذا البناء مستمرّ في ثول وعبرَ أنحاءِ المملكة. وذكر بالاستراتيجية الصحية التي أطلقتها وزارة الصحة مؤخرا تحت شعار «صحة المواطن أولا»، للوقاية من المرض والأوبئة، وبناء الوعي بطرق الحياة السليمة، وتَرْكِ ما يسيء إلى الصحة والسلامة من خلال برامج الصحة الاجتماعية الوقائية الفعالة. وكان وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبد الله المهندس علي النعيمي، ألقى كلمة الجامعة خلال الحفل، حيث أوضح فيها أن استراتيجية هذه المشروعات التطويرية، بنيت على جملة أهداف، تأخذ في الاعتبار تجاور الجامعة والمجتمع المحلي الذي يحيط بها، بحيث يمكن تطوير وتكوين بيئة عمل وحياة كريمة، تقوم على تبادل المنافع، وتوفر فرص التنمية المستدامة للمنطقة، التي تنعكس فوائدها على الطرفين الجامعة والمجتمع، مشيرا إلى أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تبنت منذ إنشائها عددا من برامج المسؤولية الاجتماعية في ثول، الهادفة إلى تطوير الإنسان وتنميته كهدف أساسي؛ بل من أحد أهم أهداف الجامعة. ولفت النعيمي إلى أن خطة تطوير طويلة المدى تنتظرها مدينة ثول، لتلبية احتياجات بنيتها التحتية، وإيجاد فرص استثمار لأهلها، وفرص عمل لأبنائها، وللحفاظ على تراثها وبيئتها وحياتها الفطرية. جدير بالذكر أن الحفل شهد عرض فيلم وثائقي عن مدينة ثول بعنوان «ثول.. تطور الإنسان والمكان»، قبل أن يلقي راعي الحفل الأمير خالد الفيصل، أمير مكةالمكرمة، مستشار خادم الحرمين الشريفين، كلمته بمناسبة إطلاقه للمرحلة الثانية من مشاريع ثول التنموية.