بحثت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل مع الرئيسين الروسي والفرنسي فلاديمير بوتين وفرانسوا هولاند الأحد الوضع في أوكرانيا. وقال المركز الصحافي للكرملين في بيان من دون الخوض في تفاصيل إنه "جرى بحث أحدث تطورات الوضع في أوكرانيا" بين مركل وبوتين. وأعلنت المستشارية الالمانية في بيان أن الجانبين توافقا على ضرورة الحفاظ على "وحدة أراضي" أوكرانيا. وأشار البيان إلى "أنهما (المسؤولان السياسيان) متفقان على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة في أوكرانيا قادرة على التحرك مع وجوب الحفاظ على وحدة أراضي" هذا البلد. وشددا أيضاً على أن استقرار أوكرانيا "يصب في مصلحتهما المشتركة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي". وفي مقابلة مع تلفزيون "زد دي اف" الالماني الرسمي مساء الاحد، أعرب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير عن أمله في "أن لا تنطلق فلسفة الذين سيتولون السلطة مستقبلاً (في كييف) بالدرجة الأولى من الانتقام وإنما من تأمين الوحدة الأوكرانية للمستقبل". ودعا أيضاً إلى التفكير بمساعدة اقتصادية لأوكرانيا. وقال إن "اوكرانيا مفلسة ستكون ثقلا كبيرا جدا على جارها الكبير في الشرق وعلى الاتحاد الاوروبي أيضاً. من الحكمة محاولة التباحث الآن (...) حول وسائل وإمكانيات استقرار أوكرانيا اقتصادياً". وتأتي المحادثة بين ميركل وبوتين في حين يشهد البلد المجاور لروسيا اضطراباً سياسياً أسفر عن إقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش السبت. وفي اتصال هاتفي آخر أجرته مركل مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رحب الأخير ب"العملية الانتقالية الديموقراطية التي تبدا" في هذا البلد، وشدد على "وجوب احترام وحدة وسيادة اراضيه"، بحسب بيان لقصر الاليزيه. واضاف البيان "يأمل رئيس الجمهورية لما فيه مصلحة اوكرانيا، في تشكيل حكومة تجمع موسعة بهدف تنظيم انتخابات بسرعة واطلاق برنامج اصلاحات". واضطلعت برلين بدور مهم في محاولة لحل الأزمة التي هزت أوكرانيا طيلة ثلاثة اشهر مع تدخل وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي زار كييف الخميس والجمعة مع نظيريه البولندي رادوسلاف سيكورسكي والفرنسي لوران فابيوس للتفاوض بشان اتفاق بين الحكومة والمعارضة. وفي وقت سابق الاحد، تحادثت ميركل هاتفياً مع المعارضة الأوكرانية يوليا تيموشنكو التي أفرج عنها السبت بعد عامين ونصف عام في السجن. وطلبت منها خصوصاً "الالتزام بالعمل لمصلحة وحدة البلد والتحدث أيضاً مع الأشخاص في شرق البلاد" الذين هم تقليدياً موالون لروسيا، في حين أن الغرب أكثر تمسكاً بالقومية الأوكرانية. والأحد، انتخب النواب رئيس البرلمان الكسندر تورتشينوف المقرب من المعارضة يوليا تيموشنكو، رئيسا بالوكالة بغالبية كبيرة. لكن المخاوف حول هذا البلد الذي يعد 46 مليون نسمة تبقى قائمة في الخارج لان اوكرانيا تبدو بالفعل منقسمة بعمق بين الشرق الناطق بالروسية والموالي لروسيا وهو يشكل الغالبية، وبين الغرب القومي الناطق بالاوكرانية. ونددت روسيا السبت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف بموقف المعارضة الأوكرانية وحذرت من تهديد لسيادة اوكرانيا.