حذَّرت المعارضة الأوكرانية الأوروبيين بأنه «من المرجح جداً» أن يتدخل الجيش لتفريق المتظاهرين الذين يعتصمون في كييف منذ أكثر من شهرين. وقد أبلغ ارسيني ياتسينيوك أحد قادة المعارضة مسؤولين أوروبيين، بينهم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، خلال لقاء عقده معهم في ميونيخ «حول مخطط مرجح جداً للسلطة لاستخدام القوة بما يشمل مشاركة الجيش». كما جاء في بيان لحزب باتكيفشتشينا الذي ترأسه المعارضة المسجونة يوليا تيموشنكو. وكان الجيش الأوكراني قد طالب الجمعة باتخاذ تدابير عاجلة، مؤكداً أن تصعيد حركة الاحتجاج «يهدد وحدة أراضي» هذه الجمهورية السوفييتية السابقة. ودعا العسكريون الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفتيش القائد الأعلى للجيوش إلى «اتخاذ تدابير عاجلة في إطار القانون الحالي لإرساء الاستقرار في البلاد». وأضاف بيان الجيش بأنه «من غير المقبول شن هجمات على مبان عامة ومحاولة منع السلطات من القيام بمهامها، وخصوصاً أن تصعيد حركة الاحتجاج يهدد وحدة أراضي أوكرانيا». واجتمع ياتسينيوك أيضاً مع وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير والرئيس الألماني يواكيم غاوك. إثر ذلك أعلن أن ألمانيا مستعدة لاستقبال الناشط من المعارضة ديميترو بولاتوف الذي كشف الجمعة تعرضه لتعذيب على مدى أسبوع بعد خطفه في 22 كانون الثاني/ يناير؛ وذلك لتلقي العلاج الطبي. وترك ديمترو بولاتوف (35 عاماً)، وهو أب لثلاثة أولاد، في غابة في إحدى ضواحي كييف بعدما احتجز في مكان مجهول، وقال إنه خضع للتعذيب لأكثر من أسبوع، ونجح في الوصول إلى قرية، وطلب منها مساعدة. وقال بولاتوف في تصريحات لمحطات تلفزة «قاموا بصلبي، وقطعوا أذني، وألحقوا بي جروحاً في وجهي، وضربوني على كل أنحاء جسمي، لكن أشكر الله لأنني حي». وأثارت حالته موجة تعاطف كبرى في أوروبا والولايات المتحدة. كما يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري السبت في ميونيخ قادة المعارضة الأوكرانية على خلفية المأزق السياسي في هذا البلد. واندلعت حركة الاحتجاج في أوكرانيا إثر تغيير مفاجئ في موقف الرئيس الذي عدل في تشرين الثاني/ نوفمبر عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي مفضلاً التقارب مع روسيا. من جانبه اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الدول الأوروبية بتشجيع المتظاهرين المناهضين للحكومة في أوكرانيا على اللجوء للعنف. جاء ذلك في كلمة ألقاها لافروف في مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن أمس السبت. وتساءل لافروف: «ما علاقة التحريض على الاحتجاجات العنيفة بالديمقراطية. حرق المباني الحكومية وشن هجمات على الشرطة، لماذا يشجع الساسة الأوروبيون على مثل هذه الأعمال؟».