اسفر اجتماع «مؤتمر اصدقاء سورية» في اسطنبول عن تعزيز قبول «الائتلاف الوطني السوري» مبدأ التفاوض على اساس بيان جنيف في حزيران (يونيو) الماضي، واعلان رفض «كل اشكال الارهاب». وحذر بيان ل»الائتلاف» كلاً من «حزب الله» وايران، فيما اعلنت الولايات زيادة مساعداتها المباشرة والتجهيزات العسكرية الدفاعية ل»الجيش الحر»، لا تشمل السلاح الذي تطالب به المعارضة. في غضون ذلك، سيطرت قوات النظام على بلدة جديدة الفضل، بعد ايام من الحصار والقصف الجوي ما اسفرعن سقوط عشرات القتلى وثق معارضون منها مئة جثة وجدت في شوارع البلدة الواقعة بين دمشق وهضبة الجولان. واعلن أمس سقوط قتلى من الاطفال والمدرسين في قصف لقوات النظام مدرسة في ريف ادلب. وكان «مؤتمر اصدقاء سورية»، الذي عقد بمشاركة 11 وزيراً، اختتم اعماله باعلان «الائتلاف» قبول التفاوض لحل الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من سنتين، في إطار بيان جنيف. وجاء في بيان صدر عن المجتمعين «إذا رفض النظام السوري هذه الفرصة، سنعلن زيادة مساعداتنا» الى المعارضة. وقالت مصادر المعارضة ل «الحياة» في لندن، ان الاميركيين ابلغوا قادة المعارضة بوضوح ان جميع المساعدات ستكون عبر قيادة «الجيش الحر» بهدف عزل المتطرفين وان الهدف هو «تغيير موازين القوة على الارض وليس اسقاط النظام عسكريا»، وان على المعارضة الادراك انها يجب ان تتفاوض مع النظام لاطلاق مرحلة انتقالية. وكان «الائتلاف» قدم وثيقة رفضه «كل أشكال الإرهاب»، متعهداً عدم وصول الأسلحة التي يحصل عليها «الجيش الحر» إلى «الجهات الخطأ». وطلب في وثيقة اخرى قُدمت الى الاجتماع «العمل على إصدار قرار من مجلس الأمن يدين في شكل واضح استخدام نظام (الرئيس بشار) الأسد الصواريخ الباليستية والأسلحة الكيماوية ضد المدنيين وتبلور خطوات واضحة والآليات الواجب اتخاذها لتعطيل قدرة الأسد على استخدام هذه الأسلحة» ثم قيام مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» بتنفيذ «إجراءات محددة وفورية لتعطيل قدرة الأسد على استخدام الأسلحة الكيماوية والصواريخ الباليستية من خلال «ضربات جراحية» للمواقع التي ثبت إطلاق صواريخ منها بواسطة طائرات من دون طيار»، إضافة إلى «فرض حظر طيران وحماية على الحدود الشمالية (مع تركيا) والجنوبية (مع الاردن) لضمان عودة اللاجئين السوريين وسلامتهم». وكان لافتا ان رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب اصر على استقالته من منصبه بعد مشاركته في الاجتماع. وكتب على صفحته في «فايسبوك» انه اكد خلال عشاء العمل مساء اول امس امام الوزراء المشاركين واعضاء رئاسة «الائتلاف» استقالته نهائيا، ورفض الطعام قائلاً: «لا أرى إلا شاشة مليئة بالدم». واضاف انه خرج امس «من القفص الذهبي الخادع الذي كنت فيه» وانه «سيتابع الطريق إلى الحرية». وفي هذا المجال، قالت مصادر المعارضة ان الجدل لايزال مستمراً ازاء تشكيل غسان هيتو حكومة انتقالية وان كتائب مقاتلة لا تقبل به رئيساً لهذه الحكومة، مع بروز احتمال استقالته من منصبه. واضافت المصادر ان التوافق حصل على تشكيل حكومة من 11 وزيراً وثلاث هيئات للاغاثة والادارة المحلية والاحصاء. ميدانيا، سيطرت القوات النظامية امس على بلدة جديدة الفضل في الخاصرة الغربيةلدمشق بعد خمسة ايام من القصف الجوي والمدفعي قتل خلالها عشرات الاشخاص في اشتباكات و»اعدامات ميدانية». وتم توثيق اسماء 80 قتيلا بينهم ثلاثة اطفال دون سن ال18 وست سيدات و71 رجلا. وقال «الائتلاف» إن «وصف الصمت الدولي على ارتكاب هذه الجرائم بالمخزي لم يعد يغني الضحايا وأسرهم، وباتت المطالبة بتحرك المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية جهداً ضائعاً». وافاد المرصد السوري في بيان ان «القوات النظامية السورية والمسلحين الموالين لها ول»حزب الله» سيطروا على عدد من القرى الحدودية مع لبنان في ريف القصير في حمص (وسط البلاد)، بينها البرهانية والرضوانية وتل النبي مندو، في خطوة تحقق لهذه القوات مزيداً من التقدم في اتجاه مدينة القصير معقل المعارضة قرب الحدود مع لبنان». وكان «الائتلاف» حذر من أي انتهاك تقوم به أي جهة للأراضي السورية، مطالباً «حزب الله» بسحب قواته من الأراضي السورية على الفور، ومحذراً من اندلاع مواجهات بين مقاتلي الحزب و»الجيش الحر» في المنطقة سيؤدي إلى أخطار كبيرة يمكن تجنبها ب «تحكيم صوت العقل ووقف الخروقات والعدوان».