خاضت القوات السورية معارك ضارية امس في مختلف احياء دمشق في محاولة من النظام لاستعادة السيطرة على عاصمته، بعدما باتت معظم احيائها، بما فيها المطار الدولي، تحت مرمى قذائف المعارضة في الآونة الاخيرة. وقصفت مدفعية النظام من مواقعها في جبل قاسيون مواقع المعارضة في داريا ودوما وكفرسوسة. ونفذ مقاتلو المعارضة هجوماً في احدى القرى في محافظة درعا اسفر، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، عن مقتل حسام غزالي ابن شقيق اللواء رستم غزالي واصابة والده فايز بجراح واختطاف جلال غزالي احد ابناء اشقائه. ويتولى رستم غزالي رئاسة جهاز الامن السياسي منذ مقتل اربعة من كبار القادة الامنيين السوريين في التفجير الذي استهدف مقرهم في دمشق في 18 تموز (يوليو) الماضي. وكان التلفزيون السوري الرسمي اشار الى «اعتداء مجموعة ارهابية مسلحة على عدد من المواطنين عند محطة للوقود بالقرب من قرية قرفا في محافظة درعا»، وذكر اسماءهم من دون ان يشير الى صلة القرابة التي تربطهم برستم غزالي. غير ان «الهيئة العامة للثورة السورية» ذكرت ان عناصر من «الجيش السوري الحر» استهدفوا قبل ظهر امس «تجمعا للامن والشبيحة في مجمع الغزالي قرب مدينة ازرع على الاوتوستراد الدولي دمشق - درعا»، ما ادى الى «مقتل ضابط وابن شقيق اللواء رستم غزالي، وجرح شقيق غزالي، بينما تم خطف احد ابناء اشقاء غزالي». واشارت الى ان العملية ادت الى «جرح العديد من عناصر الامن والشبيحة الذين تم نقلهم الى مشفى ازرع العسكري». ونقلت عن سكان قولهم ان «اشقاء الشبيح اللواء رستم غزالي وابناءهم هم من اكثر الشبيحة سوءا بحق ابناء بلدتهم قرفا وابناء المحافظة ككل». وعلى صعيد المعارك الدائرة في دمشق، شن سلاح الطيران غارات على مناطق في محيط العاصمة تزامنا مع اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، وبعد تفجير سيارة مفخخة في شمال دمشق. وقال المرصد السوري ان اطراف مدينة دوما في شمال دمشق تعرضت لقصف من الطائرات الحربية التي استهدفت ايضا مدينة داريا. وتواصل قوات النظام استقدام تعزيزات الى هذه المدينة التي تحاول منذ اسابيع السيطرة عليها. وبعد ان اعلنت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام قبل يومين ان قوات النظام ستسيطر على داريا بحلول يوم الخميس (اول من امس) عادت في عددها امس لتتوقع اعلان المدينة «آمنة» مساء الجمعة (امس)، مشيرة الى ان محور دمشقالجنوبي «بات آمنا». واضافت ان الجيش النظامي «حسم فجر الخميس معركته مع الارهابيين في داريا ودمر ما تبقى من اوكار لمسلحيهم واوقع ارهابيي جماعة النصرة بين قتيل وجريح ومستسلم». وهذه ليست المرة الاولى التي تعلن فيها وسائل اعلام موالية للنظام عن «تطهير» مناطق يتحصن فيها المقاتلون. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن احد الناشطين في دمشق ان قوات النظام كانت تقصف امس ضاحيتي داريا وكفرسوسة بالقذائف والصواريخ من مواقعها في جبل قاسيون المطل على العاصمة. كما ذكر المرصد السوري ان القوات النظامية كانت تخوض معارك مع المعارضين في عقربا وبيت سحم جنوبيدمشق وبالقرب من طريق المطار. من جهة اخرى، ذكر ناشط في ادلب ان مقاتلي المعارضة تمكنوا اول من امس (الخميس) من قتل قائد القاعدة الجوية في تفتناز خلال المعارك العنيفة التي تدور هناك. وقال ان هذه المعارك تدور الآن عند مدخل القاعدة، وبات صعباً على الطائرات المروحية التابعة للنظام ان تنطلق منها، وهو ما دفعه الى الاستعانة بالطائرات التي تنطلق من قواعدها في حماة واللاذقية للمشاركة في قصف المقاتلين في تفتناز. من جهة اخرى، بدأت طلائع القوات الاميركية التي ستشرف على تركيب وعمل بطاريات صواريخ «باتريوت» بالوصول الى قاعدة انجرليك الجوية في جنوب تركيا. وينتظر ان يصل خلال الايام المقبلة نحو 400 جندي من الولاياتالمتحدة والمانيا وهولندا للقيام بهذه المهمة التي تتم تحت قيادة الحلف الاطلسي (ناتو) وبطلب من تركيا العضو في الحلف. ومن الآن الى نهاية الشهر الجاري سيتم شحن المعدات اللازمة الى تركيا عن طريق البحر، وفي ذلك الحين يكون عدد القوات المشاركة قد وصل الى الف جندي من الدول الثلاث، بينما اعلنت قيادة الحلف الاطلسي ان القوات الاميركية سيكون مقرها في مدينة غازي عنتاب التي تبعد حوالى خمسين كلم عن الحدود السورية.