شنت قوات نظام الجيش السوري هجمات برية وجوية على مواقع للمعارضة في مناطق متفرقة من دمشق، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأسد تحقق تقدما على الأرض في محيط مدينة معضمية الشام جنوب غربي دمشق، وعززت مواقعها في مدينة داريا المجاورة، في حين وصلت طليعة بطاريات الصواريخ من نوع باتريوت إلى تركيا تمهيدا لنشرها قبالة الحدود مع تركيا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام أحرزت تقدما في مدينة داريا وفي محيط المعضمية اللتين كانت تركز عملياتها حولهما منذ يوم الخميس». وأضاف أن بعض التقدم أحرز ليل الخميس، وتم تعزيز المواقع والحواجز الجمعة. كما وقعت اشتباكات عنيفة في هذه المناطق أمس تخللتها غارات من طائرات حربية أوقعت تسعة قتلى في المعضمية وأحدثت دمارا هائلا، بحسب ما أظهرت أشرطة فيديو نشرت على موقع (يوتيوب) على شبكة الإنترنت. وأوضح المرصد أن «بعض جثث القتلى تحولت إلى أشلاء وأخرى لا تزال تحت الأنقاض». وسقط قتلى وجرحى بعضهم في حالة خطرة جراء القصف بالطيران الحربي على مدينة دوما ومدن وبلدات أخرى في ريف دمشق، بحسب المرصد. وأحصى المرصد أمس سقوط نحو 92 قتيلا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا. وفي محافظة إدلب، أفاد المرصد عن اشتباكات في محيط مطار تفتناز العسكري بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام والطليعة الإسلامية ولواء داوود في محاولة مستمرة منذ ثلاثة أيام للسيطرة على المطار. كما تستمر الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف المحاصر من مقاتلي المعارضة. واستمرت الاشتباكات في محيط مقر اللواء 80 قرب مطار حلب الدولي التي أقفل نتيجتها المطار منذ الثلاثاء. من جهة ثانية، قتل شخص وأصيب آخر بجروح وخطف ثالث من أقارب رئيس الأمن السياسي في سوريا اللواء رستم غزالة أمس في عملية نفذها مقاتلون معارضون في محافظة درعا في جنوب سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. على الصعيد نفسه، أكدت مصادر عسكرية في الجيش الحر ل«عكاظ» وفاة وزير الداخلية السوري اللواء محمد الشعار متأثرا بجراحه، موضحة أن عائلته غادرت الى روسيا، فيما انشق 68 عسكريا بينهم عميدان و13 عقيدا من جيش النظام. وقالت مصادر الجيش الحر إن وسائل إعلام نظام الأسد اكتفت بنشر خبر يفيد بتعيين اللواء رستم غزالة وزيرا للداخلية بالإنابة دون إشارة إلى نبأ وفاة الشعار الذي عاد إلى دمشق في تابوت، حيث دفن بصمت في مقبرة بدمشق، بعد أن عجز الأطباء في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت عن إنقاذه ليلحق بزملائه في خلية إدارة الأزمة التي استهدفها تفجير وقع في الثامن عشر من يوليو الماضي. وتوعدت عناصر النظام بالمزيد من العمليات النوعية لافتة إلى أن مصير غزالة الذي يشغل منصب جهاز الأمن السياسي لن يكون بعيدا عن مصير الشعار.