أجبر تشغيل ثماني وحدات من بين 46 وحدة تكييف في جامع الملك فهد في الدمام، المصلين على التزاحم والتنافس في الصفوف الأولى، هرباً من حرارة الجو ودرجات الرطوبة المرتفعة التي تعانيها المنطقة الشريقة خلال شهر رمضان الجاري. ويعتبر جامع الملك فهد، الذي يتوسط المنطقة التجارية المركزية في الدمام، قبلة لكثير من المصلين الذين لديهم أنشطة تجارية متعددة حوله، إذ ترتاده أعداد كبيرة من العمالة المقيمة بحكم موقعه، لذا لا تجده يخلو أبداً من تنظيم حلقات تحفيظ القرآن والمحاضرات الدينية. كما يشهد الجامع حلقات بعد كل صلاة جمعة تضم جمعاً غفيراً من أبناء الجاليات الآسيوية المسلمة لترجمة ما جاء في خطبة الإمام من أحاديث نبوية وآيات قرآنية ونصائح، ليتم تداول الخطبة ومناقشتها والرد على استفسارات مَن يلتفون حول شخص من أبناء جلدتهم يجيد العربية فيسهل عليه التعريف بما جاء في خطبة الجمعة. ويأتي إلى الجامع الملك فهد بن عبد العزيز مصلون وحّدتهم قبلة واحدة وإن اختلفت أنشطتهم التجارية، فالمنطقة التي يقع فيها الجامع أو ما تُعرف بمنطقة السوق تعج بمختلف الأنشطة التجارية، فهنالك تجار العطور، فالجامع على مقربة من أكبر سوق للعطور في الدمام، كما أنه قريبٌ أيضاً لتجار الأقمشة والأدوات والأجهزة المنزلية الكهربائية والإلكترونية، لذا فهو عادة ما يشهد ازدحاماً كبيراً من قِبل المصلين، خاصة خلال أداء صلاتَيْ العشاء والتراويح، ولا سيما أن الخيّرين من أبناء المنطقة أقاموا مائدة إفطار جماعي تنظم يومياً على مساحة كبيرة يردها الصائمون من كل حدب وصوب. وافتتح الجامع الأمير محمد بن فهد أمير الشرقية قبل أكثر من 13 عاماً تقريباً، حيث يتسع لسبعة آلاف مصلٍّ، ورُوعى في بنائه تطوير الموقع العام له، وتوفير مواقف للسيارات ويبلغ ارتفاع قبة الجامع 30 متراً، مقابل 60 متراً للمآذن. ويضم الجامع دوراً للميزانين بمساحة قدرها 1500 متر مربع لاستيعاب أكبر عدد من المصلين واستغلالها مصلى للنساء خلال شهر رمضان والأعياد، كما يحتوي الجامع الذي يعد تحفة معمارية إسلامية رائعة على مكتبة خاصة. ويلفت نظر الداخل إلى الجامع خلال شهر رمضان الحالي الزحام الملحوظ للمصلين على الصفوف الأمامية، وان كان ذلك من السنن المحبّبة لدى كل المسلمين بأن يكونوا في الصفوف الأمامية عند أدائهم الصلوات في جماعة، إلا أن سر التزاحم الكبير على الصفوف الأمامية رغم أن هناك متسعا للمصلين بأن يؤدوا صلاتهم في الصفوف الخلفية بكل سهولة، أن الجامع الذي توجد به 46 وحدة تكييف لا يعمل منها سوى ثمانٍ فقط وأغلبها في الجهة الأمامية للجامع، لذا يكثرُ الازدحام على هذه المنطقة هرباً من الرطوبة والحرارة. وعلى الرغم من الجامع لم يمض على افتتاحه أكثر من 13 عاماً تقريباً إلا أن مشكلة التكييف باتت معاناة ترهق المصلين فيه.