أثارت طالبة طب الأسنان في جدة نوف العمودي أخيراً، جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تبنيها لحملة تدعو فيها جميع الزوجات بتشجيع أزواجهن على الزواج من أخرى، في دعوة إلى تعدد الزوجات، قوبلت بثورة رفض من جانب النساء وردود غاضبة في «تويتر» أصبحت تشكل زوبعة، مبينة أن 80 في المئة منهن عارضنها، ولم تخفِ رفض صديقاتها وأقاربها لهذه الفكرة. وتتوقع الشابة السعودية أن يطلب منها زوجها في المستقبل، الزواج من ثانية وثالثة ورابعة، لكنها تعتقد أن من مصلحتها عدم الاعتراض على رغبته التي ستكون مسببة في الغالب، وهدم بيتها الزوجي تفادياً لعواقب محتملة من انفلات زوجها نحو المحرمات، مشيرة إلى أن «الحملة لقيت تفاعلاً من الذكور بنسبة 80 في المئة، واستهجاناً من الإناث بالنسبة ذاتها، بحسب مؤسسة الحملة». وتشجع ابنة التسعة عشر عاماً من خلال حملة تقوم بها على حسابها الخاص في «تويتر» الزوجات على دعم أزواجهن للتعدد، وأوضحت في تعليق على حملتها، بأنه «من الجانب العلمي، طبيعة تكوين جسد الرجل يختلف عن طبيعة تكوين جسد المرأة، إذ تصل المرأة إلى مرحلة سن اليأس وتنقطع عنها الدورة الشهرية ما يقلل من لياقتها، بينما الرجل قد يصل إلى سن الثمانين وهو بكامل كفاءته وقدرته، كذلك فالرجل يستطيع تقسيم مشاعره على أكثر من امرأة بينما المرأة لا تستطيع فعل الأمر ذاته سوى لزوجها، لذا يجن جنونها حينما تعلم برغبة زوجها في الزواج من أخرى ومن الناحية الاجتماعية، فللمرأة دور محوري حيث أصبح لها دور كبير في المجتمع، الأمر الذي حرك فطرة الرجل ما لم يكن واضحاً في السابق، لذا كان رجال الزمن القديم لا يرون سوى زوجاتهن وقلما سمعنا عن حالات التعدد، ومن ناحية الدين وهي الأهم فالإسلام دين يسر وسهولة، شرع للرجل التعدد بالنص الصريح الواضح» مضيفة «هناك من الرجال من يبدأون في التفكير في زوجةٍ ثانية وثالثة ورابعة لحاجةٍ ما أو لخلل في زوجته لذا شرع الإسلام للرجل التعدد بدل الوقوع في المحظور، كمن تكون زوجته مريضة، كذلك الرجال كثيرو السفر والغربة للتعفف، والبعد عن الزيجات التي لا تزال تثير جدلاً كالمسيار، والمسفار، والزيجات التي فطرت قلوب النساء وزادت من ضجرهن». وذكرت نوف، التي تنحدر من أسرة مكونة من ثلاثة صبيان وأربع بنات أنها حين تُخير بين زوج متعدد أو التقدم في العمر (العنوسة)، فإنها ستختار الزواج من متزوج، على البقاء عانساً، فالرجل المتعدد ليس عيباً، وإن تزوجت ورغب زوجها المستقبلي في الزواج مرة أخرى فلن تمانع، فالزواج المبني على الود والتفاهم سيظل صامداً، طالما أنه سيصارحني بالحقيقية حتى لا أساهم في انحرافه بطرقٍ أخرى لكنني بالطبع لن أفكر في الطلاق وهدم بيتي بل سأكون منطقية في تفكيري بالرغم من ألم الحقيقة المرة». وعن نتائج الحملة التي شنتها، قالت: «ما إن أطلقت الحملة حتى وجدت عروضاً لرئاسة حملات ذات مضمونٍ مشابه مدعومة من جهات إعلامية لكنني أتريث في القبول أو الرفض لحين اطلاعي على تفاعل الناس مع ما سأطرحه الكترونياً، فقد دُعمت من قبل بعض المشايخ الذين طالبوني بالاستمرار وعدم الاستسلام لردة الفعل المعارضة، كذلك أستاذتي في الجامعة طلبت الانضمام للحملة كداعمة ومؤيدة لكون زوجها متزوجاً بأخرى وعادلاً بينهما، فدعمت الفكرة»، ولفتت إلى أن ردة فعل النساء واستهجانهن لما طُرح»، أمر متوقع، لكنني مصرة على إتمام الهدف من الفكرة»، وأضافت «من الأمثلة الحية على صحة ما ذكرت هي عمتي، فزوجها متزوج بزوجتين ويعيشون حياة جميلة ملؤها الود والتفاهم». ونفت أن يكون والدها متزوجاً بغير والدتها كسبب يدعوها لتجربة الحملة، وقالت: «والدي مهندس، ووالدتي ربة منزل، ولم يعارضا فكرة يقر بها الدين الإسلامي ويشرعها، فالعديد من النساء يطلبن الطلاق حين يجدن إلحاح الزوج في الزواج من أخرى، وهو أمر غير منطقي». وأضافت «الكثير من صديقاتي يقفن ضد رأيي، و يفضلن العنوسة على زواج أزواجهن بأخرى، أما أنا فحين أتخرج من الجامعة سأحتاج لمساندة زوج، ولقيت معارضة من قبل شقيقاتي وجدتي في بادئ الأمر، لكنني استطعت التأثير عليهن وإقناعهن بالفكرة أخيراً»، وبخصوص ما أثير من جدل في تويتر مع سيدة تدعى سعاد الخالدي، وطلبها منها الزواج من زوجها قالت «فكرة تزويجي زوجها أسعدتني، كدليل لتقبلها الفكرة من حيث المبدأ، لكن ليس لديها أحقية في تحديد من أتزوج؟، ومتى؟، وكيف؟، وقد لا يناسبني زوجها وهذا أسلوب مغلوط مما جعلني أتجنب الرد عليها، وأقترح عليها بأن تزوج زوجها فتاة في أشد الحاجة لمن يعولها، فأنا لم أخصص هذه الحملة لمصلحتي الشخصية بل للمصلحة العامة، وبالنسبة لخبر طلاقها من زوجها أشعر بأنه خبر كاذب، وبحثاً عن الشهرة ولاسيما بعد مطالبتي لها بمواجهتي على وسائل الإعلام، فيما قد لا تكون هناك شخصية حقيقة بهذا المسمى أصلاً».