تعقيباً على ما ذكره سعادة الأستاذ سلمان بن محمد العُمري ، في مقاله حول « فوضى الفتوى » ردت الدكتورة ابتسام بنت بدر الجابري "أستاذ مشارك بجامعة أم القرى - مكةالمكرمة"على المقال ، وهو مقال ذو موضوع غاية في الأهمية ، والمجتمع في حاجة ماسة لمثل هذه المواضيع الرائدة في طريقة طرحها ، وأهميتها ، وعظيم التجاوزات الحاصلة عليها، وجاء في ردها : فأقول بادئ ذي بدء مقدمتين : 1 - الفقه في العصر الأول كان يطلق على علم الآخرة ؛ فقد كان الفقيه يعرف بأنه الحامل للقرآن ، مع خلق فاضل .. ومن هنا نستنبط أن الناس كانوا لا يرون العالم عالماً ما لم يتصف بما سبق ، جامعاً العلم والتقوى . 2 - أن بعض الناس تتجاذبهم أمور إما شهوات وغرائز منحرفة ، أو شبهات وأوهام مضلّلة . وبناءً على المقدمتين السابقتين يلزم أن نعي أمرين : 1 - أن المفتي المتصدر للفتوى في أي مكان كان ، وبأي صورة كانت، لا بد أن يكون تقياً لله في نفسه أولاً ، وفي فتواه ثانياً ، فالفتوى أمانة وهو مسؤول عنها يوم القيامة ، وعليه أن لا تأخذه العزة بنفسه فيفتي بلا علم أو بهواه أو خوفاً من ذهاب منصب أو عجباً بنفسه . ومن عجيب ما واجهني في مثل هذا ، أنه في إحدى حملات الحج ، حيث كنت داعية فيها، سألتني سائلة سؤالاً فقلت : لا أدري .. فقالت : دكتورة ولا تعرفين .. فقلت : نعم دكتورة ولا أعرف !! بل من جميل ما واجهت كذلك أنه إذا سئُلت وأجبت بلا أعلم أو سأفكر أو أبحث .. تكون الإجابة كيف ما تعرفين ؟! فقول المرء لا أعرف ، وإن أنقص قدره عند الخلق في الدنيا ، فهو معذرة له أمام الله في الآخرة . إذاً لا بد لطلبة العلم الشرعي من تحرّي الأمانة والصدق والصواب في الفتوى . فكيف الشأن بمن لم يكن أصلاً من طلبة العلم الشرعي ، بل متصدراً للفتوى فقط ؟! 2 - لا بد أن يكون المستفتون متحرّين في فتواهم سؤال أهل العلم ممن عرفوا بالعلم والتقوى والورع، ولا يكرروا الاستفتاء رغبة في الوصول إلى مرادهم من اتباع لشهوة ، أو انتصار لشبهة . د. ابتسام بنت بدر الجابري أستاذ مشارك بجامعة أم القرى - مكة المكرمة