أكد عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي، الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، أن ما قاله بخصوص جواز رمي الجمرات قبل الزوال ، هو من أجل التيسير والتخفيف على الناس . وأفاد “المطلق” ، وفقاً للزميلة صحيفة “سبق” ، بأنه لو رمى الحاج الجمار قبل طلوع الشمس فلا شيء عليه، وإنما خالف الهدي النبوي في ذلك، مضيفًا أن من يريد السفر ويعود لطواف الوداع ويخفف على إخوانه جزاه الله خيرًا، وأن حجاج جدة والطائف يسقط عنهم طواف الوداع. وأكد “المطلق” في برنامج فتاوى على القناة السعودية الأولى، قائلًا: “لا نريد أن نخالف النصوص أبدًا، لكنا نريد التيسير على الناس ما فهمناه من النصوص، ولو نقلنا الزحمة إلى بعد الزوال فهي ستنتقل في طواف الوداع”. وفنَّد “المطلق” تمسك القائلين بعدم جواز الرمي إلا بعد الزوال بفعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي جلس ينتظر إلى بعد الزوال بينما رمى بعد طلوع الشمس لكان أرفق قائلًا: “الصحابة رضوان الله عليهم ما كانوا يجتمعون عند النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقت الصلاة، والذي كان يجمعهم الآذان”، مشيرًا إلى أنهم عندما اجتمعوا عنده لم يصل وإنما نزل صلى الله عليه وسلم ورمى بهم قبل الصلاة؛ ليعلمهم هديه؛ فكان يرمي ويقول: “خذوا عني مناسككم”. لكن “المطلق” عاد وأكد أن الرمي بعد الزوال هو الأصل والأفضل والسنة، وإنما الخلاف في الجواز: هل يجوز قبل الزوال أم لا؟ وأوضح الشيخ المطلق: لم ننظر لهذه الأحكام من أجل الزحام، ونحن الآن لا نخطِّئ أحدًا وندعو لكل مجتهد، ولا يهمنا أقوال الرجال بقدر ما يهمنا النظر في الدليل، فنحن نعلم أننا موقوفون بين يدي الله وأننا مسؤولون عما نقول، وأننا لا نريد أن نخالف النصوص أبدًا. واستدرك: لكنا نريد أن نيسر للناس وعليهم ما فهمناه من النصوص، ولو نقلنا الزحمة لما بعد الزوال فهي ستنتقل تلقائيًّا إلى الطواف. وأردف “المطلق”: نتفق على أن الرمي بعد الزوال يوم الثاني عشر أفضل، وهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم، إنما الخلاف في الجواز، مستعرضًا فضيلته في هذا الشأن أدلة الذين يَرَوْن جواز الرمي قبل الزوال يوم النفرة من الكتاب والسنة؛ ومنها قوله تعالى: “وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ”، ورمي الجمار من ذكر الله ولم يحدد بوقت معين؛ وعلى هذا فيجوز في أول اليوم كما في آخره. وأشار أيضًا إلى قوله تعالى: “فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ”، واليوم الثاني يبدأ من أول اليوم إلى آخره، متسائلًا: فلماذا نقول إنه لا يبدأ إلا بعد الزوال؟ وأضاف: “كلنا متفقون على أن اليوم يبدأ من أول النهار، وإنما نقول بأن الرمي بعد طلوع الشمس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأغيلمة بني عبدالمطلب: “أي أبيني لا ترموا حتى تطلع الشمس”. وبين “المطلق” أنه: “لو رمى الإنسان قبل طلوع الشمس لا شيء عليه، وإنما خالف هذا الهدي من النبي صلى الله عليه وسلم”. وأضاف أن أعمال الحج الطواف والسعي والحلق والتقصير والنحر ومعها الرمي تجوز في أيام التشريق في أي وقت ليلًا أو نهارًا. وعن التخفيف والتيسير في طواف الوداع قال الشيخ المطلق: أرى أن نخفف في طواف الوداع؛ نحن نقول لمن يريد السفر ويعود لطواف الوداع ويخفف على إخوانه: جزاه الله خيرًا، وأيضًا قد أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بأن الذين دون مسافة قصر ليس عليهم طواف وداع، وهذا يعني أن أهل جدة والطائف يسقط عنهم طواف الوداع؛ لأنهم الآن دون مسافة القصر “أقل من 80 كلم”.