إن من أهم ما يجعل للإنسان القبول عند الآخرين هو طريقته في التعامل معهم ، لذا يجب أن نعلم ما هو الطريق الصحيح إلى ذلك ونسير فيه . وأفضل من نتعلم منه هو النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد كان أقدر الناس على التعامل مع من حوله بما منحه الله من حسن الخلق وطيب النفس ، بل لم يكن أثره على من معه فقط بل وعلى من سمعوا عنه دون أن يروه . وهذا عروه بن مسعود الثقفي يصف لقريش ما رآه من حب الصحابة لنبيهم صلى الله عليه وسلم يقول (( أي قوم ، والله لقد وفدت على ملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، ووالله ما رأيت مَلِكاً قط يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمدٍ محمدا )) . ولكي يكون للإنسان القبول من الآخرين يجب عليه التحلي ببعض الصفات التي يستطيع من خلالها امتلاك القلوب ومد جسور المحبة والمودة والتواصل ... القرب من الله جل في علاه ، فلتكن صلتنا بالله عميقة صادقه في كل الأمور ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل : إن الله قد أحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي جبريل في السماء : إن الله قد أحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ويوضع له القبول في أهل الأرض )) رواه البخاري . الابتسامة الصادقة ، فالابتسامة المشرقة كفيله بأن تغزو القلوب والنفوس ، يقول عبد الله بن الحارث رضي الله عنه (( ما رأيت أكثر تبسماً من رسول الله )) رواه الترمذي أفشوا السلام بينكم ، فإلقاء السلام من الوسائل التي تقرب النفوس ، وتمد جسور المحبة والمودة ، فقد قال رسول الله (( أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم )) رواه مسلم الكلام اللين البسيط ، فهو من أفضل الوسائل في إمالة القلوب وكسب ودها ، قال تعالى {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 43-44] . قضاء الحاجات ، وبها تأسر القلوب وتمح الذنوب ، يقول الشاعر أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ** فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ تهادوا تحابوا ، فللهدية عظيم الأثر في النفوس وبها تزيد المودة والمحبة ، وقد قال رسول الله (( تهادوا تحابوا )) . هذا والله تعالى أعلا وأعلم أ/ صالح أحمد الغامدي [email protected]