حينما يقرأ الانسان قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم). يتلهف لئن يكسب اكبر قدر ممكن من قلوب الناس لهدايتهم ودلالتهم الى الطريق المستقيم ليفوز بالمغنم الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم ومن خلال استعراض النصوص الشرعية يتبين لك عدة طرق لكسب الآخرين فمن تلك الطرق والوسائل: اولاً : الانقياد لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من اعظم اسباب التأثير على الآخرين ان يكون الانسان منقاداً لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (اذا احب الله العبد نادى جبريل ان الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء ان الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض). قال الحافظ في الفتح : (والمراد بالقبول في حديث الباب قبول القلوب له بالمحبة والميل اليه والرضا عنه، ويؤخذ منه ان محبة قلوب الناس علامة محبة الله). والمراد بمحبة الله ارادة الخير للعبد وحصول الثواب له، وبمحبة الملائكة استغفارهم له وارادتهم خير الدارين له وميل قلوبهم اليه لكونه مطيعاً لله محباً له، ومحبة العباد له اعتقادهم فيه الخير وارادتهم دفع الشر عنه ما أمكن. ثانياً : الابتسامة على محياك : للابتسامة اثرها الفعال وسحرها الحلال في رسم صورة مشرقة في قلوب الآخرين واخذ انطباع جميل عمن تراه كذلك، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم دائماً مبتسماً كما قال جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه : ولا رآني الا تبسم في وجهي بل تعدى الامر الى أعظم من ذلك وهو جعل الابتسامة في وجه اخوانك من الصدقة عليهم. فعن ابي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة).ولذلك اذا اردت ان تؤثر على الاخرين وتكسب قلوبهم فعليك بالابتسامة في وجوههم، علماً ان هناك مواطن لا يحسن التبسم فيها كالعزاء ونحوها ولكن الاصل في غير مواطن معينة ان يكون الانسان مبتسماً. ثالثاً : حسن الخلق: عن عبدالله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ان من أحبكم اليَّ أحسنكم اخلاقا، وعن عبدالله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خياركم أحاسنكم اخلاقا). ولذلك ينبغي للانسان ان يدعو الله تعالى ان يرزقه حسن الخلق كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك وان يجتهد ان يتطبع على الأخلاق الفاضلة تدريجياً حتى يكون طبعاً له بإذن الله تعالى. رابعاً : الهدية: الهدية جالبة للمحبة، ومشيعة للود والسرور بين المتهادين، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: (تهادوا تحابوا) الهدية مندوب اليها وهي مما تورث المودة وتذهب العداوة، وقال : ومن فضل الهدية مع اتباع السنة انها تزيل حزازات النفوس وتكسب المهدي والمهدى اليه رنة في اللقاء والجلوس). وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : تهادوا تحابوا، فجميل بالانسان ان يبعث بالهدية بين الفينة والاخرى الى من يريد كسبه والتأثير عليه لعل الله ان يفتح عليه سواء كان والداً أو والدة او اخاً او اختاً او قريباً او صديقاً، ولقد احسن القائل: هدايا الناس بعضهم لبعض ..... تولد في قلوبهم الوصالا وتزرع في الضمير هوى وودا.... وتكسبهم اذا حضروا جمالا وقال الآخر: ان الهدايا لها حظ إذا وردت ... أحظي من الابن عند الوالد الحدب خامساً: سلم عليه: من وسائل كسب الاخرين افشاء السلام على من عرفت ومن لا تعرف، على الصغير والكبير، العزيز والحقير، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم اثر السلام على النفوس وانه من اسباب المحبة يقول صلى الله عليه وسلم (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم. ولكن ينبغي لمن استعمل هذه الوسيلة أن يتنبه الى ما يلي: ان يصحب السلام ابتسامة في الوجه، ان يقبل على المسلم عليه بوجهه وجسمه، ان يشعر المسلم عليه بحرارة السلام، ان يكون السلام بتواضع للمسلم عليه.