لم يكن لشعب أبي كالشعب الليبي أن يعيش في ظل حاكم كمعمر القذافي إلى الأبد، فشعب عمر المختار لا يقوده إلا الزعماء الأفذاذ، لا المهرجين الطغاة الذين جعلوا من أرض البأس والجهاد ضد الاستعمار مسرحا لتندر وفكاهة العالم!! معمر القذافي لم يكتف بتحويل ليبيا إلى مسرحية لا تنتهي فصولها الكوميدية، بل جعل منها مسرحا للتآمر والتخاذل وتصدير المؤامرات كما يصدر النفط الليبي الذي لم ترتد إيراداته على مستوى معيشة المواطن الليبي كما ارتدت سهام مؤامرات القذافي لتجعل من ليبيا دولة معزولة ومنبوذة!! إن الشعب الليبي الذي جاهد الاستعمار وقدم في سبيل حريته أعظم التضحيات وأعظم الرجال كعمر المختار لن يبخل اليوم برجاله ونسائه في سبيل نيل حريته والتخلص من أغلال نظام شاذ جعل منه حقلا لتجارب رجل مجنون أولى به أن يخضع للعلاج النفسي من أن يخضع شعبا لنوبات جنونه!! لقد رسم المجاهدون الليبيون الأشداء في زمن الاستعمار الصورة الزاهية للإنسان الليبي الحر، الثائر على قيود الاستغلال، والطامح لشموخ الحرية، ولم يمكن لمثل هذه الصورة إلا أن تسترد بريقها كحال الصور الأصيلة التي تزداد أصالة وقيمة مع مرور الزمن مهما كساها الغبار أو عبث بها اللصوص!!.