قال مسؤول كبير ومصادر في الشرطة العراقية إن مهاجماً انتحارياً فجر نفسه أمس وسط جمع من الشيعة كانوا يحيون يوم عاشوراء في مدينة السعدية بشرق العراق مما أسفر عن مقتل 35 شخصاً على الأقل وإصابة 75 آخرين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي جاء في اليوم الأخير من احتفالات عاشوراء. وقالت المصادر إن المهاجم الذي ارتدى زي الشرطة فجر حزاماً ناسفاً وسط حشد من الزوار الشيعة ومعظمهم من الأكراد. ونقل معظم الجرحى إلى المستشفيات في منطقة كردستان العراق بشمال البلاد. وقال كاظم الزركوشي «47 عاما» وهو سائق سيارة أجرة أصيب في الهجوم بالمستشفى «كنت قرب مجموعة من الزوار وفجأة سمعت انفجاراً كبيراً». وأضاف «غطى الغبار والدخان المنطقة ووجدت نفسي محاطاً بالجثث والمصابين. كانوا يصرخون طلباً للمساعدة». وتلقي الحكومة المسؤولية على تنظيم القاعدة في تصاعد أعمال العنف في البلاد قائلة إن هذا التنظيم يسعى إلى زعزعة استقرار الحكومة التي يقودها الشيعة وإذكاء الصراع الطائفي. وفي سياق آخر انتقد بطريرك بابل للكلدان لويس روفائيل الأول ساكو منح مسيحيي العراق تأشيرات للهجرة وتساءل في مقابلة بثتها أمس إذاعة الفاتيكان عن أسباب هذه «الاستراتيجية». وقال البطريرك الذي يتولى شؤون إحدى أبرز الكنائس الشرقية المتصلة بروما، إنه ينوي الحديث عن هذه الهجرة خلال قمة 21 نوفمبر في الفاتيكان بين البابا وجميع بطاركة الشرق. وأضاف بطريرك بابل للكلدان «هذا الأمر بالغ الأهمية في نظرنا ويشكل فضيحة. تغادر البلاد يومياً عائلتان أو ثلاث. ثمة استراتيجية كاملة لمساعدة المسيحيين على مغادرتها. إنهم يعطون تأشيرات». وأعرب عن الأسف لأن السفارات والقنصليات الأجنبية التي لم يحدد هوياتها، تعطي أفراد هذه الطائفة الموجودة في العراق منذ بداية المسيحية، تأشيرات لجوء. وقال «إذا كان أشخاص يشعرون بالخوف ومهددون فعلا، فمن حقهم أن يغادروا البلاد. لكن هناك أشخاص في المناطق الآمنة يغادرون، ولا نعرف لماذا. وفي شمال العراق، بنيت عشرات القرى للمسيحيين. لماذا يغادرون هذه المنطقة؟» وقال البطريرك الكلداني إن «الشرق الأوسط سيفرغ من المسيحيين. هذه خسارة كبيرة. فحضورهم ومؤهلاتهم وانفتاحهم أمور حيوية. وأكثرية المسلمين تقدر الحضور المسيحي». وعقد رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان، الكاردينال الفرنسي جان لوي توران في أواخر أكتوبر اجتماعاً لمندوبي الطوائف الشيعية والسنية والمسيحية واليزيدية والسبئية في العراق، من أجل تأسيس هيئة دائمة للحوار. وهرب عدد كبير من المسيحيين العراقيين منذ سقوط الرئيس صدام حسين في 2003، من مناطقهم التي كان أجدادهم يقيمون فيها قبل الإسلام، بسبب تنامي الإسلام المتطرف وتزايد الاضطرابات الدينية.