أوضح ل»الشرق» مدير عام القطاع الإنتاجي والتجاري بالغرفة التجارية والصناعية في الرياض ولاعب نادي النصر سابقاً «عبد الرحمن القحطاني» أن شركة الاتصالات السعودية «STC» كانت محقة بالتراجع عن عقودها مع أندية الشباب والاتحاد والنصر والأهلي والاتجاه للاستثمار خارجياً، ولم يحدث ذلك إلا لعدم استفادتها وعدم تحقيقها الأهداف المنشودة من وراء تلك الرعاية، ومن أهمها عدم الوصول إلى العدد المرغوب فيه من قبلها لمشتركي الجوال، وكذلك رسائل الجوال، علماً بأن ذلك لو تم تعود الفائدة من خلاله للنادي أيضاً، ولم يكن هنالك أيضاً ملموس وطني من خلال المفاخرة بلاعبين من النادي الذين ترعاهم الشركة مثلوا المنتخب السعودي وأسهموا في إنجاز له، كما أن بعض تصرفات رؤساء الأندية أصبحت مستفزة للشركات الراعية، حيث نشاهد كثيراً التعاقد مع لاعب بمبلغ عالٍ جداً في الفترة الصيفية وإلغاء عقده في فترة الانتقالات الشتوية، وذكر أنه يجب على نادي النصر أن يرتب أوراقه من جديد، ويعاود التفاوض مع شركة الاتصالات السعودية لرعاية النادي وتقديم رؤية وتعهدات للشركة بأن يكون هنالك تحقيق بطولة على الأقل ودعم للفئات السنية وتصعيد لاعبين للفريق الأول، وبإمكان النادي أن يضم عضو مجلس إدارة جديداً من ممثلي الشركة بحيث يصبح على دراية كاملة بما يحدث داخل النادي، وبذلك يمكن للشركة إعادة النظر في موضوع الرعاية، لكن ما تقوم به الإدارة الحالية من التعاقد مع لاعب سيئ جداً بمبلغ مرتفع، والتعاقد مع لاعب لم يعد يرغب فيه ناديه ولا الأندية الأخرى ويتم عرضه على النادي لشراء عقده، فمن غير المعقول أن تكمل الشركة شراكتها مع النادي. القحطاني عندما كان لاعباً في صفوف النصر وقال «القحطاني» إن مبالغ الرعاية يجب أن تكون هنالك حصة كبيرة منها تصرف للفئات السنية لبناء قاعدة لاعبين، تتم الاستفادة منهم مستقبلاً باللعب مع الفريق أو باستثمارهم. وتحدث «القحطاني» أن وزارة التجارة هي المخولة بحفظ الحقوق التجارية للأندية من خلال شعارات الأندية وعلاماتها المسجلة لدى الوزارة، وأن التعاقد الذي تم بين رابطة دوري المحترفين مع إحدى الشركات ربما يكون مجرد دور وسيط بين الوزارة والأندية، وذلك بأخذ الشكاوى من الأندية أو تعقب الشركة ذاتها والبحث عن الجهات التي تستخدم شعارات الأندية من خلال فريق قانوني يقوم بمقاضاة مَنْ يتعدى على الحقوق. وتحدث «القحطاني» أن الرياضة السعودية تفتقد لمعرفة مقومات الاستثمار الرياضي، حيث إن أول مقومات الاستثمار يجب أن يتم من خلال المدارس الكروية ونشر اللعبة وإيجاد قاعدة جماهيرية مهتمة بذلك، حيث إن عدد المهتمين بلعبة كرة القدم في السعودية كبير وتكمن أهمية المدارس الكروية في كونها مصانع تنتج لنا لاعبين واختصاصيي علاج طبيعي ومدربين، ومن المؤسف أن بعض الأندية لم تهتم حتى بالفئات السنية. ثم أكمل «القحطاني» حديثه بالمقوم الثاني من مقومات الاستثمار، وهو الأنظمة والتشريعات التي تحمي حقوق الأندية وتمنع التعدي وتطبيقها كما هي، والمقوم الثالث الذي يجب أن يكون هو الرعاية الصحيحة للأندية، حيث نلاحظ أن رؤساء الأندية يتخبطون بمبالغ الرعاية ولا يحسنون التصرف بها ما يؤدي لانسحاب الشركة الراعية لعدم تحقيق الأرباح المرجوة من عقد الرعاية، ونشاهد دائماً أن رؤساء الأندية عبارة عن مشجعين لم يمارسوا كرة القدم ولم يعرفوا كل تفاصيل اللعبة ويجب أن تكون هناك أنظمة وقوانين تخول الشركة الراعية تعيين رئيس النادي الذي تقوم برعايته ويجب علينا أن نتقبل ذلك، حيث إن مبالغ الرعاية والملايين المقدمة يجب أن تجد رئيس نادٍ يحافظ عليها ويضعها في مكانها الصحيح، فلا يكاد رئيس نادٍ سعودي يترك رئاسة ناديه لرئيس آخر إلا وقد أغرق النادي في بحر من الديون، فالمفاخرة يجب أن تكون كاملة وشاملة لجميع الإنجازات المقدمة للنادي وليس عدد البطولات فحسب، ومن ضمنها مصاريف النادي والدخل الذي حققه والتوفير أيضاً. واختتم «القحطاني» الحديث بقوله إن مصطلح الاحتراف لا مكان له في أغلب أندية الدوري، وإنما هو فشل ذريع للأندية والمنتخب السعودي أيضاً، فالأندية ليست ملكاً لرئيس، وإنما هي للشعب بأكمله.