استبشر الجميع خيرًا حين سمعوا خبر رعاية شركة عبداللطيف جميل (تويوتا) للدوري السعودي، وتوقع الجميع تحسين مداخيل الاندية من الشريك الإستراتيجي للدوري، ولكن المعاناة بعد إعادة الحسابات بيّنت لنا ألا تغيّر على مستوى ارتفاع الدخل للأندية، حيث إن التذمّر من شحّ الموارد مستمر بالنسبة لهم، في ظل ارتفاع مصروفات الرياضة السعودية، وفي ظل تجاوز العقود الاحترافية للمعقول من ناحية قيمتها وعدم تقديم هؤلاء اللاعبين لمستويات تواكب ما صُرف عليهم من مبالغ طائلة. عقود الرعاية في الدول الكروية المتقدّمة تعتبر ضمن المداخيل الأساسية، ولكن ليست الأولى بالنسبة لهم، حيث إن دخل حقوق النقل التليفزيوني يُعتبر الأعلى دخلًا بالنسبة لهم، ومن ثم يأتي دخل الرعاية والتذاكر والمرافق التجارية في الأندية التي لا تحظى بها أنديتنا والتي من المفترض أن يحصل هناك تعويض من خلال عقود الرعاية التي يجب أن تكون مواكبة للمتطلبات والمستجد في الرياضة. تنتظر الأندية في كل موسم حصتها من النقل التليفزيوني الذي أصبح قضية في الأعوام الأخيرة من ناحية تأخّرها وعدم الاكتفاء في الأصل بقيمتها، ومع ظل هذه المتغيّرات لم تتغيّر المداخيل وأصبحت كل الأندية مثقلة بالديون التي تعرقل حركتها نحو التقدّم وتطوير المستويات، وبقيت لغة مسؤولي هؤلاء الأندية مطالبة بهذه الحقوق التي لا يمكن إنكار مساعدتها في تيسير بعض الالتزامات المالية. وفي ظل هذه الموارد التي ليست كافية في الأصل، تظهر بعض الأندية سوء تصرّف وعدم موازنة ميزانيتها التي تستطيع من خلالها توفير ولو جزءًا بسيطًا من المستحقات المطلوبة عليهم، ويطال الأندية بعض المطالبات التي تردّدت كثيرًا على اللجان القضائية في الفيفا شكاوى بعض المحترفين الذين لم يتسلموا حقوقهم، ويرجع ذلك لقلة الموارد المالية. أثارت نسبة الشركة المسوّقة للدوري من عقد تويوتا غضب الكثير من مسؤولي الأندية، حيث أكدوا أنها مبالغ فيها ومجحفة بالنسبة للعقد؛ لأنها تجاوزت ربع العقد من دون نسبة اتحاد القدم واعتبروا أن هذا من الأخطاء والمآخذ على هيئة دوري المحترفين، وتمنوا أن يحصل هناك تغيّر وتفكير بهذه النسبة التي تساوي نسبة أكثر من خمسة أندية. ويتبقى عقد تويوتا هو الأمل الوحيد في تحسين المداخيل رغم أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الوضع لن يتغيّر ولكن ربما يحصل تحسّن طفيف، وذلك لأن قسمة توزيع العقد لم تكن بالطريقة التي تسعى إليها الأندية. وتسعى الأندية للحصول على مستحقاتها المتأخرة من شركات الرعاية التي لم تسلّمها هيئة دوري المحترفين كمبالغ طيران الإمارات وماستركارد، والتي كانت صرفها مجدولًا كل ثلاثة أشهر للأندية لكن لم يحصل هناك التزام من قبلهم، خصوصًا أن هذه المبالغ كانت مبرمجة لدى الأندية من أجل صرفها على الالتزامات التي مضى عليها وقت وأصبح النادي مطالبًا بتسديد تلك المبالغ. ويجب أن تعرف هيئة دوري المحترفين أن من أسباب تطور الأندية في الدوريات الأخرى هو تحسين مواردها واستلام حقوقها وهو ما انعكس إيجابيًا على المستويات وأصبحت في أوائل الدوريات الآسيوية، ولم تستسلم لقوانين أو شروط معيّنة بل توسّعت من خلال النظام والدائرة التي تعيش فيها الأندية دون توقف أو إحباط. ويتبقى السؤال الكبير: أين إعانات الاحتراف وحقوق النقل السابقة جميعها، سمعوا فيها الأندية فقط عبر البيانات الرسمية دون استلامها، و عاشت تلك الأندية على أمل صرفها فقط، وما زالت هناك أصوات تطالب وتتابع هذه الحقوق الضائعة لها من قِبل الجهات الرسمية والمسؤولة عنها.وبدوره (الميدان) بحث آراء النقاد الرياضيين والمسؤولين عن تلك الأندية التي اختلفت في الأسباب والآراء التي جعلت الأندية تبحث موارد مالية من أجل سدّ احتياجاتها المالية وما هي الأضرار المحتملة في ظل الشحّ المالي. وكانت على النحو التالي: موارد متنامية كشف الناقد الرياضي خلف ملفي أن الموارد المالية لدى الأندية تسير في الاتجاه الصحيح والتنامي الحاصل يدلّ على ارتفاع الوعي لدى الأندية وبحثها المستمر عن تحسين دخلها، والدليل أن هناك أندية وقّعت مؤخرًا عقودًا غير الرعاية، وتناميها الحاصل سوف يساعدهم على حل الكثير من المشاكل وتسديد الديون المطلوبة عليهم. وعقد تويوتا الأخير يكشف لنا البيئة الخصبة للاستثمار لدينا، لكن على الأندية أن تعمل توازنًا في مصروفاتها وتحسين أدائها. وعلى الأندية أن تبحث في تعاقداتها عن الحاجة الفنية فقط، وليس البهرجة في التعاقدات والبذخ في الصرف المالي. غموض العقد أكد عدنان المعيبد عضو مجلس إدارة الاتفاق أن المبالغ المالية التي تدخل خزائن الأندية الآن لم تكن في يوم من الأيام قد دخلتها وهذا يُحسب لهيئة دوري المحترفين بالتأكيد، لكن من المآخذ على عقد تويوتا الأخير حصول الشركة المسوّقة على 25%، وبحِسبةٍ بسيطة نجدها تحصل على أكثر من 180 مليونًا خلال مدة العقد. ومع النسبة المقررة أيضًا لاتحاد القدم لن يتبقى من مجمل العقد ما يكفي لاحتياجات النادي، و لا نعلم أيضًا الحصة الباقية كيف ستوزع، هل هي بالتساوي أم بترتيب المراكز، وأما حقوق النادي في النقل التليفزيوني فلم نستلم إلا حصة بسيطة ولنا حقوق متبقية لكن ليس هناك انتظام في الصرف أو آلية واضحة. دليل التطور أوضح محمد القاسم رئيس نادي التعاون أن الموارد المالية التي تُصرف من اللجنة فيها انتظام وهذا مما يُحسب لهم، و لكن تبقّت لنا حقوق من عقود قديمة لا نعلم تفاصيلها، لكن الأمير نواف بن فيصل وعدنا بحل هذه المشكلة التي تعاني منها الكثير من الأندية، وعقد زين وصل إلينا منه دفعات ونحمد الله على ما توصّلت إليه المداخيل الحالية للأندية، وهذا ما يدلّ على التطور الحاصل، وعلينا أن نتفاءل بالعقد القادم الذي يؤكّد لنا حرص الهيئة على زيادة الموارد المالية، وجعل الأندية تواكب ما توصّلت إليه الدوريات العالمية الأخرى، لكن حقوق النقل ما زال لنا منها نِسب لم تُسلّم ونأمل أن ينتهي تسليمها خلال الأيام القادمة لكن يتسنى للأندية تسديد الالتزامات المالية المقررة عليها. الشح المالي كشف فهد الطفيل رئيس نادي الشعلة أن الشح المالي الحاصل في بعض الأندية لا يمكن أن يجعل الأندية تتطوّر خصوصًا أن هناك أندية ليس لديها راعٍ ولا أعضاء شرف ورغم ذلك تكتوي بنار تأخير المخصصات المالية للأندية دون مراعاة وأخذ في الحسبان أن هذا النادي دون دخل مالي ثابت، الموسم على وشك أن ينتهي وما زال نادي الشعلة يطالب بمكأفاة الصعود التي لم نستلم إلا ربعها، على هيئة دوري المحترفين أن تكون واضحة في مسألة المداخيل التي للنادي حق فيها، لأن الضبابية حاليًا مسيطر عليها ولا أعلم ما هي حقوقنا لديهم، والآن أيضًا عقد تويوتا مجحف في ظل ما نسمع عن أنه للمسوّق ربع العقد، وهذا غير معمول به في الدول المتقدّمة كرويًا، نطالب فقط بتسليم الحقوق والانتظام في تسليم المستحقات السابقة وأن تكون هناك لائحة واضحة في جميع الحقوق المالية.