- ماجد لم يقبض "أموال" اعتزاله . - دفعتُ عشرات الملايين وأنقذتُ صفقاتهم من الفشل.. ثم مارسوا معي "الإقصائية" . - اكتشفتُ أن "الرئيس" لا يريد أن يدفع فقررتُ إيقاف دعمي للنادي . - شيك بدون رصيد أوقعنا في حرج مع الوحداويين.. ووعود صفقة ربيع ذهبتْ أدراج الرياح . - التخطيط المالي سيئ.. والأجانب والمدرب فاشلون وعبدالغني يلعب "ببلاش"! . - علاقة الأصفرين "وجدانية" وكلام الرئيس لا يمثل النصراويين! . - رفضوا محمد نور بمبلغ أقل من مبلغ رازفان.. وقيمة السهلاوي تعادل ستة أضعاف خمسة نجوم .
حوار : عبدالعزيز العصيمي – سبق- الرياض: جاء إلى النصر في عزّ أزمته بوصفه أحد أبرز أعضاء الشرف الداعمين، وتبنى تمويل وتأسيس القاعدة الصفراء في أول عامين، ثم انتقل إلى دعم الفريق الأول، وساهم في عدد من الصفقات المدوية التي أعادت إلى النصر شيئاً من هيبته. تربطه بجمهور العالمي قصة عشق؛ فهم يرونه مثالاً لعضو الشرف الذي تسبق أفعاله أقواله؛ يظهر سخاؤه حينما تشتد أزمات النادي، وتتوارى هيئته حينما يرى فلاشات الإعلام. عمران العمران، عضو شرف نادي النصر المؤثر في السنوات الخمس الأخيرة، اختار الحديث إلى "سبق" حينما رأى أنه لا بد أن يتكلم، وذلك في أول حوار صحفي مطوَّل منذ دخوله الوسط الرياضي؛ حيث كشف تفاصيل الخلاف مع رئيس النادي وقضية سحب الشيكات، كما شخَّص حال النصر وحظوظه في المنافسة، وفاجأ الجميع بحقائق مثيرة عن مهرجان الأسطورة ماجد عبدالله. وتحدث عضو الشرف الشاب بحُرْقة عن الجفاء الذي وجده من إدارة النصر الحالية، واصفاً ما فعلوه به ب"الإقصائية"، وتأسَّف على أجواء النادي التي وصفها بالطاردة لأعضاء الشرف، كما أثار حقيقة الدعم الذي يُنسب إلى رئيس النادي بأرقام قال عنها إنها مبالغٌ فيها. وفيما يلي نص الحوار: ** أعلن عمران العمران عضو شرف نادي النصر الابتعاد عن هيئة أعضاء الشرف قبل فترة.. ما الأسباب؟ - انسحبتُ لأسباب متعددة لا تخفى على الكثيرين، لكن بالنسبة إلى الهيئة فاعذرني عن الحديث حول وضعها، على الأقل حالياً؛ وذلك احتراماً للأمير تركي بن ناصر والأمير الخلوق طلال بن بدر بشكل خاص، وجميع أعضاء الهيئة بشكل عام.
** ما طبيعة الخلاف والإشكالية اللذين نشبا بينك وبين الإدارة النصراوية مؤخراً، واللذين أديا إلى ابتعادك عن نادي النصر؟ - حقيقة أنا من الأساس كان لدي خلاف كبير في القناعات حول بعض السياسات لدى الإدارة، خصوصاً المالية، وطريقة تصرفهم في موارد النادي المادية، وما كنت معهم في هذا الخط؛ وكنت أرى أنهم لا يعملون وفق الخط الصحيح، وأنهم لا يتعاملون بالطريقة الأمثل؛ فإدارة الفريق الأول وقعت في مآزق تسديد الفنادق أكثر من مرة، سواء في دبي أو القصيم، ومع هذا كنت أقف معهم مادياً ومعنوياً، خصوصاً حينما تكون سمعة النادي في خطر، وأن الوضع يستدعي أن أتدخل؛ فلا أتوانى في الدعم ومساعدة الإدارة في الكثير من المواقف الصعبة والمحرجة التي كانت تمر بها إدارة النادي، إما عن طريق التبرع أو الإقراض؛ تجاوباً مع رغبتهم، وحباً في خدمة النادي، وتدخلي هذا غالباً يكون في اللحظات الحرجة، والدليل على ذلك صفقة اللاعب عبدالرحمن القحطاني بعد أن كانت مهددة بالفشل؛ حيث تدخلت في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة حين استنجدت بي الإدارة، وقدّمت مبلغاً كقرض للنادي؛ لإتمام الصفقة، وكنتُ أعتزم التنازل لاحقاً عن المبلغ أو جزء منه على الأقل في حالة دفع الأمير فيصل بسخاء للنادي؛ وقوفاً معه وتقديراً لما سيقدمه، لكن لم يقدم المتوقع منه، ولم يحاول أن يحتوي خلافنا داخل النادي، بل أثاره كثيراً؛ ففضلتُ الصمت في البداية تغليباً للمصلحة العامة، وحاولت أن أنصت لصوت الحِكْمة والتعقل، ولكني فوجئت بأن الأمير يكرر إثارة الموضوع باستمرار؛ لذلك توجب عليّ أن أوضح الأمر للجميع.
** ما قصة سحبك الشيكات أو (طعنة الظهر) كما وصفها الأمير فيصل؟ - في الحقيقة لم أكن أود الحديث عن هذا الموضوع؛ حرصاً على المصلحة العامة، وحفاظاً على الزمالة التي ربطتني بالأمير فيصل، لكن الأحاديث الصحفية الأخيرة أجبرتني على الظهور ووضع النقاط على الحروف، وقد التزمتُ الصمت في المرتين الأولى والثانية، لكن الثالثة مثلما يقولون "ثابتة"، ولم أردّ منذ البداية تجاوباً مع بعض النصراويين الأعزاء الذين طلبوا مني عدم إثارة القضية، لكن هذه المرة أُجبرتُ على الظهور. القصة أن الأمير فيصل بن تركي اتصل بي قبل 24 ساعة تقريباً من آخر مهلة لتسديد مبلغ صفقة انتقال عبدالرحمن القحطاني للنصر، وذلك بعد أن تأجل المؤتمر الصحفي مرتين؛ لعدم توافر السيولة، وطلب مني زيارته في منزله، وعندما جلسنا قال "بكرة آخر مهلة لنا لتسديد الدفعة الأولى، وإذا ما سددنا بكرة بتفشل الصفقة وراح أتورط مع الجمهور؛ لأننا أعلننا الصفقة عبر جوال النادي، وأنا أعرف أنك دفعت كثيراً للنادي، وأنت تقريباً الوحيد اللي واقف معي، وأنا أبغى المبلغ سلفة لمدة خمسة أيام؛ لأن الأسبوع الجاي واصلني دعم كبير من إحدى الشخصيات، وراح أسدد هذا المبلغ مع المبلغ السابق خلال خمسة أيام فقط"، ولما أنهى كلامه قلتُ له: "أبشر".. رغم أن السيولة كنتُ أحتاجها كثيراً في التزام تجاري مهم خلال تلك الفترة، وكنت عاقداً النية أنه في حالة قدوم المبلغ الذي وعد بجلبه الأمير فيصل فسأحول جزءاً من السلفة إلى تبرع.
** هل كان هذا الاجتماع بحضور آخرين؟ ثم ماذا حدث بعد ذلك؟ - لا، كنا وحدنا فقط، وطلب ألا يعرف أحدٌ ذلك، وما حدث هو أن الأمير فيصل توجَّه إلى المنطقة الشرقية لتوقيع الصفقة، وبعد انتهاء الصفقة اتصلتُ به وفوجئت بأن رئيس النادي لا يرد على اتصالاتي!! واستمر ذلك لمدة عشرة أيام، بعدها ذهبتُ إليه في منزله في الرياض، وطلبت منه أن يعطيني شيكات بالمبلغ؛ فكتب الشيكات، ولما سألته عن الدعم الذي ينتظره حسب اتفاقه معي قال "ما وصلني شيء"، وطلب مني تمديد المهلة حتى 1 / 7 ودفعات أخرى مجزأة.. المهم أن عضوَيْ الشرف طلال الرشيد وعبدالرحمن الحلافي طلبا أن نذهب إلى رئيس النادي؛ لمناقشة أحد الأمور، واتصل به الحلافي، وقال نريد أن نجتمع أنا وأنت وطلال وعمران، فردّ عليه الأمير فيصل وقال: "نلتقي الليلة على العشاء عندي في البيت". ولما حان الموعد واتصلنا به كان جواله مقفلاً، ولما سألنا عنه اكتشفنا أنه في جدة، وليس في الرياض!! ولم يعتذر لا قبل الموعد ولا بعده.. في الحقيقة الأمر حزّ في أنفسنا كثيراً، وأنا بخاصة تضايقت من الموقف، ولاحظتُ "تجيير" الصفقة بأسماء أشخاص آخرين، وهم ليس لهم علاقة بها، وكذلك تجاهل اتصالاتي من قِبل الرئيس؛ فقررت أن أكتفي بالتزامي الأساسي مع الرئيس. المهم أنني سافرتُ وطلبت من مندوبي أن يذهب إلى البنك، ويسلم الشيك لخدمات كبار العملاء؛ لصرفه متى توافر المبلغ، وبالفعل عندما نزل المبلغ أودعوا الشيك في حسابي. ** هل أخبرتهم بأنك ستسحب المبلغ؟ وهل اتصلوا بك بعد ذلك؟ - لم أبلغهم.. وكنتُ مسافراً وقد أغلقتُ جوالاتي، ولا أعلم هل اتصلوا أم لا.
** لكن كان بإمكانك أن تحصل على المبلغ بأقساط أو في وقت لا حق؟ - لو لم أصرف الشيك آنذاك لربما لن أحصل عليه إلى الأبد، والحقيقة أن القضية بالنسبة لي لم تكن مادية بالدرجة الأولى؛ القضية كانت بالنسبة لي أنني لا أقبل أن يتم التعامل معي بتلك الطريقة، ولا يوجد أحد يقبل أن يتعامل معه الآخرون بهذه الطريقة.. وكما قلتُ لك في السابق أنني كنتُ أفكر في أن أحوّل جزءاً من المبلغ إلى تبرع في حالة وفائه بوعده الأساسي لي، لكنني وجدت أنه لا يرد على اتصالاتي، ولا يلتزم حتى بمواعيده معي أنا وأعضاء شرف آخرين، ولا يعتذر عنها، ووجدت أنه لم يصله دعمٌ ولم يوفر مبالغ؛ فلماذا أتحمل المسؤولية أكثر من الرئيس؟ والأزمة المادية التي يمر بها النادي حالياً تؤكد كلامي؛ فلو توافرت السيولة سيصرفون للمدرب واللاعبين الأجانب مقدمات عقودهم ورواتبهم التي لم يستلموها حتى الآن، كذلك لصرفوا لحسين عبدالغني نحو ثمانية ملايين، أو دفعوا للاتفاق ما تبقى من صفقة القحطاني؛ فهل تعتقد أن تسديد عمران سيكون أهم لديهم من تسديد مثل هذه الالتزامات؟
** الأمير فيصل قال في أحد التصاريح إنك وعدته، ولم تلتزم بوعودك.. ما تعليقك؟ - أولاً، الالتزام الأساسي بيني وبين الأمير فيصل، الذي أقرضته المبلغ على أساسه، كان خمسة أيام، وأنا لم أسحب المبلغ إلا بعد مرور أسبوعين أو أكثر، كما أنني تعرضتُ لمواقف أقوى من نقض الالتزام. ثانياً: هدفي من الإقراض كان إتمام الصفقة، والصفقة تمت ولله الحمد. ثالثاً: فترة سحبي المبلغ وافقت دفعة من شركة الاتصالات لتسيير أمور النادي، وبعد سحبي المبلغ تبقى من الدفعة سبعة ملايين ريال، وفترة تقديمي القرض كانت خزنة النادي فيها خاوية. رابعاً - وهو الأهم: بما أن الأمير فيصل استخدم عبارات مثل الالتزام والوعود؛ فأودّ تذكير سمو الأمير بأنه في مناسبات كثيرة لم يلتزم بوعوده أمام إدارة النادي السابقة وأمام الكثير من الأشخاص، ومع ذلك لم يخرج أحد ليتحدث عن ذلك.
** ولكن يُقال إن توقيت سحب المبلغ تسبب في إرباك إدارة النادي؟ - الذي تسبب في إرباك إدارة النادي هو التخطيط المالي غير السليم؛ فافترض أن عمران العمران لم يُقدّم قرضاً لإدارة النادي ماذا سيكون حال النادي والصفقة؟.. افترض أن عمران العمران لم يسحب المبلغ هل تعتقد أن الأمور المادية كانت ستكون على ما يُرام؟! غير صحيح؛ الالتزامات المادية المطلوبة من إدارة النادي في تلك الفترة حتى في هذه الفترة تفوق بكثير مبلغ القرض؛ والسبب في كل ذلك التخطيط المالي غير المدروس.. والشواهد على حديثي كثيرة؛ انظر مثلاً إلى أزمات الرواتب المتكررة التي يعيشها النادي، ومستحقات اللاعبين السابقين والحاليين ومستحقات الأجانب ومستحقات المدرب في الموسم الماضي وفي هذا الموسم.
**أيضاً قال الأمير فيصل إنك سلَّفت الإدارة السابقة وإنه سدد ذلك المبلغ؟ - لم أسلف الإدارة السابقة ريالاً واحداً، ولم يسبق للأمير فيصل بن عبدالرحمن أو الوليد بن بدر أن طلبا سلفة للنادي، كل ما قدمته لهما كان دعماً، والأمير فيصل يقصد المبلغ الذي تسلفه هو عندما كان نائباً للرئيس، وقصته بدأت منذ مفاوضات عيسى المحياني، وطلبت إدارة الوحدة عشرين مليوناً؛ فقدمت أنا وسامي الطويل شيكين مصدَّقين بستة ملايين، وقدم الأمير فيصل شيكاً بأربعة عشر مليوناً، اتضح أنه بدون رصيد! واحتفظوا بشيكي أنا والطويل لمدة طويلة حتى فتح المظاريف، وعندما عُيّن الأمير فيصل نائباً للرئيس طلب الشيكات المصدَّقة من نادي الوحدة ثم طلبها منا سلفة لتسديد بعض الالتزامات التي سبق أن أعلن تكفله بها، ووعدني بتسديدها من أول دفعة للاتصالات، وبالفعل عندما حان موعد الدفعة مع استقالة الأمير فيصل بن عبدالرحمن سدّد نصف المبلغ بعد أن سلمته الإدارة السابقة حسابات النادي، حتى أنني طلبت من الأمير فيصل بن عبدالرحمن تحويل المبلغ إلى حسابي، لكنه اعتذر وقال "هذا الأمر بينك وبين نائب الرئيس، وأنا سلمته الحساب، وهو النائب، وغداً سيكون الرئيس"، وتنازل الأخ سامي الطويل عن سلفته وحوّلها إلى تبرع. ** قلتَ إن الأمير فيصل في كثير من المواقف قدَّم وعوداً للإدارات السابقة ولأشخاص آخرين ولم يلتزم بها، هل لك أن تذكر لنا مثالاً على ذلك؟ - سأذكر لك ثلاثة أمثلة: في وقت إدارة الأمير فيصل بن عبدالرحمن كانت هناك مفاوضات مع اللاعب حسام غالي، وكان بالإمكان جلب الكابتن حسام برواتبه فقط؛ لأن ناديه في ذلك الوقت كان يريد التخلص من رواتب اللاعب.. فاوض الأمير فيصل ناديه واتفق معهم بمليون باوند مقابل شراء اللاعب، ووعد إدارة النادي وقتها بالتكفل بالمبلغ كاملاً، ولم يدفعه فيما بعد.. فاوض اللاعب حسن ربيع ورفع قيمته من أربعمائة ألف دولار إلى سبعمائة وخمسين ألف دولار، ووعد بالتكفل بقيمة الصفقة، وجاء اللاعب ورئيس ناديه إلى الرياض؛ لعمل المؤتمر الصحفي والحصول على مقدَّم اللاعب والنادي من أجل التوقيع، واختفى الأمير فيصل ذلك اليوم. فاوض اللاعب سعد الحارثي بأعلى من المبلغ المرصود من إدارة النادي لتجديد العقد، ووعد بالتكفل بالمبلغ كاملاً، واضطرت إدارة النادي للاستعانة بالشركة الراعية لتجديد عقد اللاعب. ** أشرتَ إلى أن الإدارة الحالية لا تُجيد استخدام الموارد المالية بالشكل الصحيح.. إلى ماذا تستند؟ - سأذكر لك أمثلة: اللاعبون أحمد عباس وعبده برناوي وريان بلال وإبراهيم غالب وخالد راضي وعبدالله العنزي هؤلاء ستة لاعبين "نصف فريق"، وهم من أفضل اللاعبين على المستوى المحلي، وأغلبهم انضم للمنتخب، قامت بجلبهم الإدارة السابقة، وقيمتهم مجتمعين تعادل أقل من ثلث قيمة لاعب محلي واحد قامت بجلبه الإدارة الحالية.. مثال آخر: قيمة لاعب أجنبي واحد اليوم في نادي النصر تعادل قيمة كل الأجانب قبل ثلاثة مواسم، مع عدم وجود فارق في العطاء أو في القيمة الفنية. ولو وافق ذلك ارتفاع في المردود الفني لقلنا إن ذلك أمر طبيعي، ولكن المشكلة أن العطاء الفني لم يفرق كثيراً، بينما القيمة المادية مضاعفة أربع أو خمس مرات.. بل إنها زادت على ذلك بسوء اختياراتها للاعبين الأجانب والمدربين هذا الموسم والموسم الماضي بمبالغ باهظة جداً؛ فتخيل أن محمد نور كان معروضاً على الإدارة بتكلفة أقل من تكلفة رازفان، لكنهم رفضوه!! وأكثر من ذلك أنها لا تجيد طريقة إبرام العقود من الناحية القانونية بالشكل الصحيح، وتقع في أخطاء في عقودها أجزم بأن الأندية التي تتذيل الدوري لا تقع فيها.. الأمر الذي يجعل هذه الإدارة الآن محاصرة بأخطائها، وهي مقبلة على مشاركات محلية وخارجية مهمة، ويحد من قدرتها على تطوير الفريق بسبب سوء الاختيار وعدم إبرام العقود بالشكل الصحيح. ناهيك عن المشاكل المادية المتكررة التي تأتي باستمرار والتي تدل على ضعف التخطيط. ** لماذا إذن تقدم سلفاً وتضع نفسك في موقف حرج؟ - لو كان الأمر لي ما سلفت، لكنني أتعرض لإحراج شديد، وكنت أعتقد أنني أفعل خيراً وأقدم خدمة، خصوصاً ألا أحد في هذه الأيام يُقدّم قروضاً بالملايين بدون فوائد. ** إذن.. ما الديون التي قال الأمير فيصل إنه سددها على الإدارة السابقة؟ - هذا التوضيح يجب أن يكون من الإدارة السابقة، لكن حسب علمي أنها قيمة صفقة حسام غالي ومقدم عقد سعد الحارثي وصفقة حسن ربيع، وهذه الصفقات وقّعها الأمير فيصل بن تركي حينما كان رئيساً للجنة الرباعية، وكان متكفلاً بها، وجاء ووجدها أمامه. ** كان لك تصريح سابق عن عمل الإدارات السابقة وضَعْف (الموروث)، وهذا ما أغضب البعض.. هل ما زلتَ عند رأيك؟ - نعم ما زلتُ عند رأيي، لكن يجب أن يفهم الجميع ماذا أقصد بالضبط. كنتُ أتكلم عن أن كل إدارة مكملة لعمل من قبلها؛ فالإدارة الحالية جاءت ووجدت لاعبين مميزين أمثال أحمد عباس وإبراهيم غالب وعبدالله العنزي وريان بلال وعبده برناوي وسعد الحارثي وغيرهم، والأخير موجود في النادي منذ إدارة الأمير عبدالرحمن - يرحمه الله - والبقية من إدارة الأمير فيصل بن عبدالرحمن؛ فتخيل فريق النصر هذا الموسم بدون هذه العناصر هل سيقدم نتائج مُرْضية؟ بالطبع لا.. وما أقصده أن النادي ما بين عام 2000 إلى 2006 كان يعاني صعوبات مادية أعاقت استقطاب النجوم والمواهب، وفي تلك الفترة كان القصور في المادة، وليس في العمل أو الفكر، بينما بدأت الاستثمارات تتدفق في خزينة النادي ابتداء من موسم 2007 حتى الآن، والحقيقة لم أكن بصدد مقارنة؛ لأنها ستكون غير عادلة بسبب تباين الظروف، كذلك لا يمكن أن نقارن فكر وخبرة الأمير عبدالرحمن بن سعود بكل من جاؤوا من بعده مع احترامي للجميع.
** كنتَ متحمساً في فترة من الفترات لاستقطاب اللاعبين المغمورين من أندية صغيرة.. هل نجحتم في هذا التوجُّه؟ - أعتقد ذلك إلى حد كبير؛ فمثلاً ريان بلال كنتُ أتابعه قبل أن نوقّع معه بسنة على الأقل، وأرسلتُ أحد كشافي النادي إلى المدينةالمنورة لمراقبته، وكذلك إلى القصيم، وفي النهاية وقعنا معه بحدود ثلاثة ملايين ريال، والآن سعره - حسب سوق الانتقالات - لا يقل عن 20 مليوناً. كذلك سعود حمود تابعتُ له مباريات عدة بعد توصية من كشاف كبير غير نصراوي قبل أن أقترح اسمه على إدارة النادي وأطلب منهم إنهاء المفاوضات معه، ووقّعنا معه بمبلغ معقول، والآن يُعتبر من أبرز الواعدين في الملاعب السعودية، وهذان المثالان فقط يكفيان للقول بأن التجربة كانت ناجحة، وفي المقابل هناك لاعبون آخرون لم يوفقوا، وهذا أمر طبيعي في عالم كرة القدم؛ لأنه من المستحيل أن تنجح جميع صفقاتك، لكن العبرة في النهاية بالمحصلة. ** كنتَ أحد أعضاء اللجنة الرباعية، وطالتكم آنذاك انتقادات كثيرة بسبب سوء الاختيارات للاعبين.. - في تلك الفترة كانت هناك بعض الصعوبات، أهمها وجود المادة 18؛ حيث لا يمكننا التعاقد مع لاعب نجم بأقل من ثلاثين مليون ريال، كذلك ضعف الاستثمارات في النادي قبل التوقيع مع "الاتصالات السعودية"؛ حيث كنا نعتمد على الدعم من أعضاء الشرف، وهذا الدعم لا يأتي دفعة واحدة بل في أوقات متفرقة؛ حيث لا أتذكر أنه اجتمع لدينا 5 ملايين دفعة واحدة؛ فكيف نستقطب نجماً بثلاثين مليوناً؟! أما الآن فالدفعة الواحدة من الاتصالات تصل إلى 15 مليوناً؛ وهذا يساعد في شراء عقود اللاعبين على دفعات، كما حدث مع السهلاوي عندما قُسّمت دفعات عقده حسب دفعات "الاتصالات"، وكذلك عبدالرحمن القحطاني.
** هل بالفعل كان بينكم خلافات في اللجنة؟ - كنا نختلف في الرأي، لكننا في النهاية نتفق على مصلحة النادي، وكانت أغلب الانتقادات تُوجَّه إلى طلال الرشيد رغم أنه كان أكثرنا عملاً ويتحمل المسؤولية، وقد تلقى انتقادات كثيرة بعد أن راهن على أحمد عباس وعبده برناوي، لكن بعد بروزهما الآن لم ينصفه أحد من النصراويين، ولكي تعرف أننا قد نختلف ونتفق على مصلحة النصر أتذكر أنني في البداية لم أكن مقتنعاً باستقطاب برناوي، لكنني ساهمت في الصفقة مادياً رغم ذلك، كذلك الوضع بالنسبة إلى ضياء هارون.
** كيف ترى مستوى النصر في الموسم الحالي؟ - النتائج والمستوى أفضل من السنوات السابقة، وهذا شيء طبيعي؛ فنحن نردد مفردة البناء والاهتمام بالقاعدة منذ خمس سنوات، والجماهير صبرت بما فيه الكفاية، وفريق كبير مثل النصر يجب ألا تتأخر عودته، المفترض أن يحقق البطولات هذا الموسم. ** لكن التطوُّر ليس بسبب بناء خمس سنوات بل بسبب عمل الأمير فيصل بن تركي.. - أولاً، التطور موجود، لكنه لا يُرضي طموحي وغروري بوصفي نصراوياً. ثانياً: لا أريد أن أقلل من عمل أو اجتهاد أحد، لكن هناك أخطاء كبيرة مثل اختيار المدرب والأجانب، وعدم ضبط الأمور المالية للنادي، خصوصاً أن أغلب الوعود المالية لا تنفذ على أرض الواقع. ثالثاً: التطور أنا أعزو سببه الرئيسي إلى الارتفاع في الدخل الاستثماري للنادي؛ ففي عام 2005 كان الدخل لا يتجاوز ثلاثة ملايين، وفي عام 2007 ارتفع الدخل إلى 12 مليوناً، أي زيادة بنسبة 400% بعد التوقيع مع صلة وساب، وحققنا في تلك السنة كأس الأمير فيصل. الآن في 2010 وصل الدخل إلى 59 مليوناً، أي بارتفاع قدره 2000% أو عشرين ضعفاً عن عام 2005. بعد هذه الارتفاعات التدريجية الهائلة ألا تظن أن المستوى سيتطور؟ ** لكن هناك شبه إجماع على أن ما يحدث في النصر الآن يأتي بسبب التمويل السخي من الأمير فيصل بن تركي.. - صحيح أن الأمير فيصل قد دبر بعض المبالغ، لكن الأرقام التي تُذكر في الإعلام بعيدة كل البُعد عن الواقع، والدليل أن السهلاوي والقحطاني قد جاءا بدفعات الاتصالات السعودية، وحسين عبدالغني لم يقبض ريالاً واحداً حتى الآن، كذلك المدرب واللاعبون الأجانب لم يستلموا مقدمات عقودهم حتى الآن، حتى اللاعب الكوري هرب العام الماضي بعد أن أمضى 6 أشهر وهو يطالب بمقدم عقده وشكواه لا تزال تنظر في الاتحاد الدولي، أيضاً باسكال وحسام غالي لم يحصلا على كامل حقوقهما حتى اللحظة. ** هل كلامك هذا ردٌّ على كلام الرئيس عندما ذكر أنك لم تدعم إدارته إلا بمبلغ 600 ألف؟ - لا، بل هي الحقيقة التي لا بد أن تُقال قبل أن نجد النادي غارقاً في الديون، أما أنا فليس لي فضل فيما أقدمه للنادي، لكن بما أنه ذكر أرقاماً فلا بد أن أصحح؛ فحسب الكشوفات البنكية التي راجعتها الأسبوع الماضي مجموع ما سُحب من حساباتي لصالح نادي النصر منذ بداية دعمي للنادي هو 33 مليوناً، نصفها كانت تبرعات، والنصف الآخر سلفاً. علما بأن هناك مبالغ بالكاش كنتُ أقدمها عند تسجيل لاعبي الفئات السنية، ولا أعتقد أن هناك مشجعاً مثلي أو عضو شرف متطوعاً ليس له منصب رسمي بالنادي قد قدّم مثل هذه المبالغ. وأكرر: ليس لي لا فضل ولا مِنّة؛ فالنصر وجمهوره يستحقان أكثر. وأود أن أذكّر سمو رئيس النادي بأنني وقفت مع النادي حينما كان مهدداً بالهبوط، وتصدرت قائمة الداعمين آنذاك، وبالإمكان سؤال من كان موجوداً في تلك الفترة.. ** وكيف ترى مستقبل الفريق؟ - على المدى القريب طبعاً الفريق بحاجة إلى تغيير جميع العناصر الأجنبية. وعلى المدى البعيد أنصح بالاستمرار على سياسة الاهتمام بالقاعدة، وسياسة جلب اللاعبين المحليين المغمورين وتحويلهم إلى نجوم بشرط الاستمرار في جلب نجم إلى نجمين محليين دوليين سنوياً. ** إذن، متى ستعود إلى دعم النادي؟ - لا أعتقد أنني سأعود قريباً. أفكر في توفير دعمي، وعندما يطرح النادي للخصخصة سأشتري الحصة الكبرى من الأسهم، وربما أترأسه. ** لماذا لا ترأس قبل الخصخصة؟ - أريد أن أتصرف في أصول مملوكة لي دون وصاية من أحد، لا أريد أن أطعن أحداً أو يطعنني أحد (قالها ضاحكاً).
** كيف ترى النشاط الاستثماري في الأندية؟ - حقق تطوراً ملحوظاً في آخر خمس سنوات، ولكن ما زال هناك مجال أوسع للتطور. مثلاً إيرادات القمصان والمنتجات الخاصة بالأندية في أوروبا تُشكّل نسبة عالية من دخل الأندية هناك، بينما لا تُشكّل شيئاً من دخل أنديتنا، وهذا النوع من الاستثمار مرتبط نوعاً ما بحماية الحقوق الفكرية وحماية العلامة التجارية ومحاربة التقليد، وهي سياسة الدولة الآن في جميع المجالات. وفي تصوري أن تطوير إيرادات الأندية في هذا المجال يحتاج إلى مستثمر يأخذ المخاطرة في التأسيس والتسويق لمثل هذا النوع من الاستثمار، ويحظى هذا المستثمر بامتيازات خاصة به ومدة كافية في العقد وحقوق حصرية. بعد ذلك من الممكن أن تكون هذه المنتجات واحدة من الروافد المهمة لإيرادات الأندية. أيضاً الأمر يحتاج إلى تحرير الأندية لاتخاذ قراراتها الاستثمارية بعيداً عن الرعاية فيما يخص النقل التلفزيوني مثلاً، وأعتقد أنه عند نهاية العقد الحالي للنقل التلفزيوني، وفي حالة تعديل الرعاية لآلية توزيع النقل التلفزيوني، فستحصل قفزة ملحوظة في إيرادات الأندية. ولو تعود إلى الوراء قليلاً فستجد أن الطفرة التي صاحبت ارتفاعاً في إيرادات الأندية عام 2007 كانت بعد أن سلمت الرعاية للأندية حقوق التذاكر واللوحات الإعلانية في المباريات. وفي اعتقادي أن اعتماد الأندية على نفسها في الاستثمار بشكل كامل خطوة تمهيدية ضرورية لمرحلة ما قبل الخصخصة. ** أعلنتَ في وقت سابق تكفلك بإنشاء مدرسة للبراعم في النادي، لكنها لم ترَ النور. ما السبب؟ - بالفعل أبديتُ استعدادي لذلك، وأبلغت المسؤولين في الفئات السنية ببداية العمل، وأنا متكفل بالمصاريف، لكن خالد الرشيدان استقال قبل بداية العمل، ثم جاء عضو الشرف الداعم أثناء تركيزي على دعم الفريق الأول، وتكّفل – مشكوراً - بتجهيز الملاعب، وساهمتُ معه بمبلغ 200 ألف ريال في ذلك، وهذا الدعم ربما لا يعلم عنه الكثيرون. وفي هذه المناسبة أشكر العضو الداعم، وأتمنى أن يستمر في دعمه، وأن نرى أمثاله كُثُراً في النادي. ** هدّد الأمير فيصل بن تركي بأن هناك مناقشة لما قام به عمران العمران، وربما اتخاذ قرار حاسم تجاهك خلال اجتماع المجلس الشرفي القادم، قد يصل إلى حد سحب العضوية الشرفية منك. بماذا ترد على مثل هذا الكلام؟ - بخصوص العضوية الشرفية أنا سبق أن أعلنت انسحابي من المجلس الشرفي النصراوي سواء الأمير فيصل ناقش أو لم يناقش مع الإخوان في هيئة أعضاء الشرف، وأعتقد أن هذه الخطوة ليس لها فائدة؛ كوني أصلاً منسحباً من المجلس الشرفي، وهذا قرار اتخذته في وقت سابق، والأحرى برأيي أن تناقش الهيئة سمو الرئيس في السياسة المالية للنادي والديون المتراكمة على النادي وسوء التخطيط الحاصل في إدارة النادي، بل حتى صياغة العقود التي أخشى أن تظهر عواقبها فيما بعد.
** ألم يكن هناك تدخلات من بعض أعضاء شرف النصر لحل هذا الخلاف وتقريب وجهات النظر بينك وبين إدارة فيصل بن تركي؛ كونك أحد أهم وأبرز الداعمين لنادي النصر في السنوات الأخيرة؟ - حقيقة لا أخفيك الأمر، أنا سبق أن جلست مع الأمير الوليد بن بدر، وصار هناك نقاش عن الشأن النصراوي بشكل عام وموضوع تقريب وجهات النظر من عدمه، وأنا أعتقد أن هذه الإدارة لها خطها الذي تسير عليه، وهي إدارة لا تعتمد على سياسة واستراتيجية ترتكز عليها، وإنما تأخذ قراراتها كل يوم بيومه؛ ولذلك من الصعب أن تجد أحداً يستمر معها، والفرق بين الإدارة الحالية والإدارة السابقة أن إدارة فيصل بن عبدالرحمن كانت تفكر في وضعها بوصفها إدارة، وفي وضع صناع القرار، وتسمع وجهة نظرهم، أما الإدارة الحالية فعندها أخطاء بدائية قد لا تجد من يتحدث عنها، وأنا أرى أنها أخطاء كبيرة جداً. وصدقني أن نتائج الفريق هذا الموسم ساهمت كثيراً في إخفاء تلك الأخطاء والعيوب التي ذكرتها؛ كون الفريق يمتلك قاعدة جيدة من اللاعبين المحليين الأكفاء.
** البعض ذكر أن نادي النصر لا يجيد احتواء أعضاء شرفه بالشكل الصحيح رابطين بين موقفك الحالي وما حدث مع رئيس نادي الشباب خالد البلطان حين كان أحد أعضاء شرف نادي النصر في وقت سابق، وأُبعد بطريقة غير معروفة.. كيف تُعلّق على مثل هذا الكلام؟ - بشكل عام وبعيداً عن ذكر تجربة أسماء، إذا قلنا إن الثقافة السائدة بنادي النصر غير جاذبة فهذا أمر صحيح، وليس صحيحاً أن من يخدم النادي هو من يقرر؛ فالمقياس ليس خدمة النادي، والبعض يعتقد أن في إقصاء الآخر تفوقاً له من خلال التقليل من شأن الآخر ومن دوره وإسهاماته، وأرجع وأؤكد كلامك بأن الثقافة النصراوية للأسف ليست في أفضل حال، وليست جاذبة ولا هادئة، وتنقصها الحكمة والتخطيط السليم.
** هناك تجربة قريبة حدثت في الموسم الماضي مع عضو الشرف الأهلاوي السابق علي الناقور حين ترك الأهلي واتجه لدعم الهلال بسبب اختلاف في وجهات النظر.. هل سنرى عمران العمران داعماً لأحد الأندية الأخرى بعد ابتعاده وخلافه مع نادي النصر؟ - أنا أتيت إلى نادي النصر مشجعاً نصراوياً، وسنحت لي الفرصة لأكون أحد القريبين من صناع القرار بالنادي، والآن سأعود إلى مدرجات نادي النصر محباً وعاشقاً للنصر، وموقعي في مدرج النصر يشرفني أكثر من عضوية الشرف في أكبر أندية العالم.
** هناك من يتحدث بأن تميز وبروز النصر كان لتراجع مستويات الفرق الكبيرة كالاتحاد والشباب والهلال.. هل توافق مثل هذا الرأي؟ - إجمالاً ليس هناك فريق يبرز إلا من انخفاض مستوى فريق آخر، ولكن بشكل عام هناك هبوط في مستوى الدوري، نعم هناك هبوط، وهناك صعود في مستوى النصر أيضاً، ولكن هذا العمل ليس وليد السنتين الماضيتين فقط، وإنما نتيجة عمل خمس سنوات مضت في وقت كانت فيه الأندية مكتفية، كما أن معدل أعمار لاعبي فريق النصر الصغيرة مقارنة بالأندية الكبيرة ساهم في بروز النصر أيضاً، ولكن العنصر الأجنبي في الأندية الأخرى المنافسة كان هو الذي يفرق عن النصر. فصدقني لو كان النصر يمتلك لاعبين أجانب على مستوى عالٍ لوجدت النصر من أفضل فرق الدوري على مستوى الأداء، وربما الترتيب.
** ذكر الأمير فيصل بن تركي الموسم الماضي أن الفريق لم يحقق سوى 20% من العمل المخطط له، وأن النسبة سترتفع في المواسم التالية.. هل تعتقد أن ما ذكره تحقق بالفعل وأن الفريق بدأ يحقق ما يصبو إليه؟ - حقيقة هناك كلام كثير قيل ولم يتحقق؛ فعلى سبيل المثال قيل إن النصر خلال سنتين سيكون أفضل فريق في آسيا، وذكر أيضاً أنه دفع من جيبه الخاص لإدارة النصر أرقاماً مبالغاً فيها كثيراً، وقيل أيضاً إن ميزانية نادي النصر من 200 – 250 مليون ريال، وهذا أيضا لم يتحقق.
** في سياق الحديث عن التصريحات النصراوية التي يطلقها رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي.. كيف تقرأ التصريح الأخير الذي أطلقه الأمير فيصل بن تركي حين ذكر أنه لا وجود لمقولة "الأصفران"، وأن النصر هو صديق نفسه، وذلك عقب مباراة النصر والاتحاد الأخيرة؟ - دعني هنا أستعير جملة ذكرها الكاتب الأخ فواز الشريف، الذي أحرص على قراءة ما يكتبه، وتعجبني الكثير من كتاباته وأطروحاته حين ذكر في أحد كتاباته أن علاقة النصر بالاتحاد أو الاتحاد بالنصر هي علاقة وجدانية، وهذا الشيء صحيح، وأجد أن هناك رابطاً كبيراً بين الاتحاد والنصر، وأن هذين الناديين مكافحان خلال تاريخهما، ومهما حاولنا نحن النصراويين أو الاتحاديين أن نقلل ونُحجّم أو نُخفي مثل هذه العلاقة الوجدانية لن نستطيع أن ننفر أو نباعد بين تلك العلاقة، وإنما الحقيقة أن ما يحدث بين الفريقين في أرض الملعب هو أمر عادي وطبيعي أن يحدث بين أي ناديين متنافسين، وكون إدارة من الجانبين تخرج ويكون لها تصريحات وردود معينة فهي لا تمثل إلا نفسها؛ فمثلاً إدارة الأخ الدكتور خالد المرزوقي كان لها تصريحات وآراء ما كانت في محلها، وأيضا رأي الأمير فيصل بن تركي يمثل نفسه، ولا يمثل جميع النصراويين، ومهما علت أصوات بين الجانبين فهي لا تمثل إلا نفسها فقط، وتبقى علاقة النصر بالاتحاد علاقة تاريخية وأزلية، ديدنها الاحترام والتقدير لبعضهما بعضاً.
** خرجت أصوات اتحادية ترد على الأمير فيصل بن تركي بأن العلاقة الاتحادية النصراوية مجسّدة منذ عهد زمن الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود، وأنهم يعتزون بها، وهو الذي كان يحافظ ويشدد على استمرار مثل هذا العلاقة التي كان شعارها الاحترام والتقدير بين الناديين، هل تعتقد أن العلاقة بمثل هذه التصريحات من الإدارة الحالية ستسوء بين الناديين؟ - النصر والاتحاد لو جئنا وقارنا بينهما سنجد أن هناك علاقة وطيدة تربط بين رجالات الناديين، وكذلك لو نظرنا إلى اللون؛ فاللون الأصفر رابط بين الشعارين، ولو نظرنا لها بوصفها صفة تجد أن الناديين مكافحان، وكذلك أيضا على مستوى التعاون؛ فهناك تعاون في تنقلات اللاعبين بين الناديين، وباتفاق رفيع، وكذلك من الناحية الجماهيرية هناك تقارب بين جماهير الفريقين؛ فالنصر بالأصل نادٍ محبوب، وله جاذبية خاصة، ويأتي خياراً ثانياً لأي مشجع لناديه، ولكن بأمانة التصريحات الانفعالية وغير المدروسة التي يطلقها الأمير فيصل بن تركي بدأت تقلل وتشوه من هذا الحب والإعجاب، بدليل أن النصر أصبح له خلافات مع كثير من الأندية كالاتحاد والهلال والحزم والشباب والأهلي، وهذا التوجه بصراحة تنقصه كثير من السياسة والدبلوماسية والحكمة من الإدارة النصراوية الحالية.
** برأيك هل هناك مستفيد من توتر العلاقة النصراوية الاتحادية ويعمل على نثر الزيت على النار لتأجيج الموقف وتوسيع رقعة الخلاف بين الناديين؟ - أكيد، المستفيد الأول من هذا الخلاف هو من يجد في النصر والاتحاد منافسَيْن يشكلان خطراً عليه؛ ولمصلحته أن يكون هناك فتور في العلاقة بين الناديين؛ حتى ينشغل كل منهما بالآخر.
** كيف يمكن لعضو الشرف أن يحمي ويوثق ما يقوم بدفعه في ظل تعاقب إدارات الأندية وعدم الاستقرار الذي تعيشه الأندية؟ - أنا حقيقة أنصح كل عضو شرف بأن يثبت كل ما يدفعه لناديه؛ حتى لا يخرج عليه من يقول إنه لم يدعم ولم يقدم لناديه شيئاً، ويفترض أن يكون هناك ورقة من الإدارة المالية بالنادي تحفظ له حقوقه، أو يكون هناك إفصاح دقيق في نهاية كل موسم لكل إدارة؛ لأنه مثلما تفضلت هناك إدارات للأندية متقلبة وتتغير من حين لآخر، وهناك أشخاص انفعاليون يتحدثون للإعلام حسب أهوائهم ومصالحهم، وينظرون بأن إقصاء الآخر تفوق لهم.
** ما سبب ابتعادك وتوقفك عن دعم قطاع الشباب والناشئين بنادي النصر خلال السنتين الأخيرتين؟ - أنا حين دخلت نادي النصر كان لدي اقتناع بأن من أسباب تراجع فريق النصر عدم قوة القاعدة النصراوية، وهذا كان في أول سنة لإدارة الأمير فيصل بن عبدالرحمن في أحد معسكرات الفريق ببرشلونة، وكنت أعتقد أن علاج النصر بقوة قاعدته العمرية لقطاعي الشباب والناشئين، بعد ذلك الإدارة شكّلت اللجنة الرباعية، وكنت عضواً فيها؛ وبالتالي جاء تركيزي على الفريق الأول، ولكن بخصوص الفريق بوجه عام أنا منسحب من هيئة أعضاء الشرف، إضافة إلى انشغالي بأعمالي الخاصة التي أهملتها كثيراً في الفترة الأخيرة، إضافة أيضاً إلى أن الأجواء غير مناسبة في الفترة الحالية للعمل مع النادي في ظل وجود الإدارة الحالية.
** ينتظر عشاق النصر أن تقوم الإدارة النصراوية أو أي عضو شرف نصراوي بتكريم اللاعب الموسيقار فهد الهريفي الذي قدّم الكثير للنصر وللمنتخب السعودي أسوة بحفل الاعتزال الكبير الذي أُقيم للنجم والأسطورة ماجد عبدالله.. هل تمت مناقشة هذا الأمر معك أنت شخصياً من قِبل اللاعب بوصفك أحد أعضاء النصر الداعمين أم أن الأمر يبقى بين الهريفي وإدارة النادي؟ - دعني في البداية أوضح معلومة مهمة قد تكون غائبة عن الشارع الرياضي السعودي والجمهور النصراوي وعشاق النجم ماجد عبدالله بشكل خاص، إنها حقيقة لا يعرفها الناس، وهي أن اللاعب ماجد عبدالله لم يستلم ريالاً واحداً من قيمة حفل اعتزاله حتى اليوم، وبإمكانكم سؤال ماجد عن ذلك، والواقع أنه تم استرداد ما دُفع لريال مدريد من عوائد رعاية المهرجان، ولم يتبقَّ لماجد ريالٌ واحدٌ من العوائد،أي أن المهرجان صرف على المهرجان، وبقي ماجد دون استفادة. والحقيقة أن ماجد اتصل بي قبل الاعتزال بحكم أنه من المقربين لي، وشرح لي كل الموضوع، وقلت له أنا أنصحك بألا تدخل في مفاوضات حول الإيرادات والمصاريف والربح من حفل الاعتزال، وأن تطلب مبلغاً مادياً مقطوعاً كبيع لحفل الاعتزال، وتستلمه قبل الاحتفال، ولكن يبدو أن ماجد وثق بالوعود التي قُدّمت له، ولكنه في النهاية لا يزال ينتظر من يدفع له عوائد مهرجانه. وفي سؤالك عن الموسيقار فهد الهريفي فإنه هو يُعتبر من أفضل اللاعبين الذين مروا على تاريخ النصر والكرة السعودية، ويستحق كل خير، وسمعت أن الأمير فيصل بن تركي قد وعده بإقامة حفل الاعتزال، وأتمنى أن يتم ذلك، وألا يحدث له ما حدث لماجد. ** هل تعتقد أن هذا الأمر هو ما جعل الكابتن ماجد عبدالله يرفض قبول عرض إدارة النصر في تولي مهمة مدير الفريق بعد رحيل سلمان القريني مع بداية الموسم الحالي؟ - أنا ما أقدر أن أتكلم بلسان ماجد، ولكن ماجد أكيد سيفصل بين حقه الخاص وموضوع مهني، ولكن هناك رابطاً بين الجانبين، هو عملية الالتزام؛ فمن لا يلتزم معك في أمور خاصة بالتأكيد لن يلتزم معك في أمور مهنية.
** كأنك ترمي إلى أن أسباب استقالة سلمان القريني نتيجة اختلافات مالية بحتة لعدم التزام إدارة فيصل بن تركي بالجوانب المادية؟ - الإشكالات المادية النصراوية التي تظهر بالإعلام لا تمثل سوى جزء بسيط من الإشكالات الحقيقية، وهي أضعاف أضعاف ما يعرفه الناس، وأرجع وأؤكد أن أهم الأسباب لهذه الإشكاليات يرجع إلى التخطيط المالي الرديء، وعدم صياغة العقود بالشكل الصحيح، وعدم الالتزام. ** تُعتبر شركات الاتصالات كما هو معروف القطاع الوحيد الذي يرعى الأندية، والأندية الكبيرة تحديداً.. في حال قرر ذلك القطاع الانسحاب من الاستمرار في المجال الرياضي كيف سيكون تأثير هذا الأمر في الدوري السعودي؟ - الرابط الأساسي بين شركات الاتصالات والأندية هو المشجع أو العميل، كما تسميه شركات الاتصالات اليوم، فإذا لم تجد تلك الشركات أن هناك تطوراً في الربحية أو تطوراً في مستوى وأداء الأندية فإنها سوف تنسحب من الدوري السعودي؛ فاستثمار شركات الاتصالات هو بعوائد غير مباشرة دون أن تدخل "فلوس"، وتعتمد على الدعايات وتقرب بين المشجع وناديه؛ لصنع علامة تجارية، وإذا ما حُرّرت الأندية وزادت إيراداتها واستقطبت جماهيرية عريضة يكونون مشتركين فإن هذه الشركات ستوقف هذا الاستثمار؛ ولذلك يجب على الأندية أن تستغل هذا الأمر بأن تقنع هذه الشركات بأن استثماركم في هذا المجال يأتي بنتيجة إيجابية؛ لضمان استمرارها.
** بمناسبة الحديث عن شركة الاتصالات.. كيف تجد العقد المبرم بين نادي النصر وشركة الاتصالات السعودية stc؟ - أنا في الحقيقة كنت أتمنى وأرغب بأن يكون أعلى من المبلغ الذي اتفق عليه مع الشركة، وأعتقد أن النصر يستحق أكثر من ذلك، ولكن مع الأسف الأمير فيصل بن تركي كان مستعجلاً في إبرام العقد قبل أن يكون رئيساً للنادي، وكنت أنا وهو وقتها المشرفَيْن على هذا الملف، ولو لم أتدخل لوقّعنا بمبلغ أقل من المبلغ الحالي بكثير، كما لو أنه أعطاني فرصة للتفاوض لحصلنا على عقد أفضل.
** في ظل المطالبات بخصخصة الأندية من قِبل الكثيرين في الآونة الأخيرة.. هل تعتقد أن الإقبال سيكون كبيراً من رجال الأعمال إذا ما فتح المجال أمامهم للاستثمار في الأندية؟ - لو خُصّخصت الأندية بشكل صحيح سأكون أول مستثمر في نادي النصر، بل سأسعى لأكون أكبر مستثمر في النادي. اليوم نرى رجال أعمال كُثُراً بالأندية يدعمون ويدفعون ملايين دون وجود فائدة أو مردود مادي محسوس أو تملك للنادي، ومن الممكن أن يأتي أي شخص ويقول لك بوصفك رجل أعمال أنت ما دفعت ريالاً، ولا يمكن حينها أن يحفظ حقه!! فما بالك لو جئت وقلت له ادفع مبلغاً ويمكن أن تتملك حصة، ويمكن أن تحولها إلى شركة ربحية؟ فبالتأكيد أنا بوصفي رجل أعمال حين أدفع مبلغ 10 ملايين دون عائد ودون أصول ملموسة لا يمكن أن أحفظ حقي في هذا الدعم، ولكن إذا قلت لي ادفع 100 مليون ريال مثلاً وتملك حصة بالنادي سيكون الحافز أكبر لي. وصدقني الأرضية خصبة للاستثمار إذا ما حُرّرت الأندية من قيد رعاية الشباب؛ فالاستثمار الحالي بالأندية، وفي ظل القيود التي تواجهها من الأطراف كافة، محفز للأندية في حال خصخصتها في طرق الاستثمار كافة من نقل ورعاية وقمصان وغيرها.. إضافة إلى أن الفئة العمرية بالسعودية مشجعة جداً؛ حيث تصل نسبة الشباب من 60-70%، إضافة إلى أن لدينا دورياً قوياً على المستوى الفني والتنافسي؛ فكل تلك العوامل تشجع على خوض التجربة بل اقتحامها بشكل تنافسي كبير بين رجال الأعمال. وهنا أود أن أضرب مثلاً بسيطاً: فلو كنت مالكاً لنادي النصر على سبيل المثال، وكنتُ أمتلك حقوق النقل التلفزيوني له في حال تطبيق الخصخصة، فسأعمل على بيع مباريات الفريق بمبلغ كبير وبطريقة تسويقية بها فائدة كبيرة لي، ولست مجبراً على بيعها لقنوات تلفزيونية محلية، بل سأجد منافسة من قنوات أجنبية، إضافة إلى استثمار أصول النادي كالأندية الصحية ومرافق النادي، وأرفع من ربحيتها.
** في النهاية ماذا تريد أن تقول؟ - أشكر صحيفة "سبق" على إتاحة هذه الفرصة، وأتمنى لها الازدهار والتقدم. كما أنني أشدد على أنه لم يكن بودي الحديث عن كثير من الأمور؛ تغليباً للمصلحة العامة، ولكني لاحظتُ أن صمتي يُستغَّل من قِبل البعض، ولاحظت أن البعض يثيرون هذه الأمور بمناسبة ودون مناسبة؛ لذلك قررت الظهور لتوضيح الأمر.