كشف رئيس قسم الأطفال واستشاري الأمراض الوراثية والجينات في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور يوسف هوساوي، أن عدد المصابين بأمراض وراثية في المملكة يبلغ تقريباً 780 ألف مصاب، وأنهم يشكلون نسبة 3% من عدد السكان. وبين أن نسبة الزواج من الأقارب في المملكة ارتفعت إلى 60%، هذا ما يجعل الأمراض الوراثية في تزايد مستمر،ويجعل المملكة أولى دول العالم في الإصابة بالأمراض. كان ذلك خلال الملتقى الدولي للأمراض الوراثية في المنطقة الشرقية، الذي نظمه مستشفى الملك فهد التخصصي الأربعاء على مدار يومين في فندق النوفيتل بالدمام، وافتتحة المدير التنفيذي للمستشفى الدكتور خالد الشيباني، نيابة عن وزير الصحة راعي الملتقى، وبحضور المدير التنفيذي للدراسات الأكاديمية والتدريب الدكتور صالح آل هتيلة. ولفت هوساوي إلى أن الأمراض الوراثية لا علاج لها، ولكن يمكن الحد منها بإجراء فحص للجنين الملقح بطريقة أطفال الأنابيب، فإذا كان سليماً يُزرع في الرحم، غير أن الإشكالية أن هناك مستشفى حكومياً واحداً فقط يُجري هذه العملية وهو فيصل التخصصي في الرياض، ومستشفى سعد التخصصي في القطاع الخاص. وذكر أن فحوص ما قبل الزواج لمرضى فقر الدم المنجلي والثلاسيميا خففت من المواليد المصابين بهذا المرض بنسبة 20% منذ تطبيقه، وتُجرى حالياً دراسات مستفيضة لإمكانية إدراج أمراض وراثية أخرى في هذا الفحص وهي الأمرض الاستقلابية (حموضة الدم) وأمراض النخاع الشوكي العضلي، وتعد المنطقة الشرقية من بين أكثر المناطق من حيث نسب الأمراض الوراثية وخاصة مرضى فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، مبيناً أن مستشفى الملك فهد التخصصي بصدد عمل سجل للأمراض الوراثية في المنطقة الشرقية. ويطالب الدكتور هوساوي بضرورة إنشاء عيادات للتوعية الوراثية بضرر زواج الأقارب، وما هي الأمراض الناجمة عنه ومدى الصعوبات التي سيواجهها الأهالي في حال ولادة طفل مريض بمرض لا يمكن الشفاء منه، وهذه المطالبة هي إحدى التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر، إضافة إلى أهمية الفحص المبكر والاستفادة القصوى من أحدث المستجدات التي تم التوصل إليها في هذا المجال، لاسيما لجدوى الدول المتقدمة في إجراء الفحوصات الجينية والبحوث كأمريكا وبعض الدول الأوروبية، مشيراً إلى أن ورش العمل ستركز على الأبحاث والفحوص الجينية لأمراض القلب والتوحد والتشتت الذهني وأمراض الأعصاب والعظام. فيما قال المدير التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي الدكتور خالد الشيباني «نشهد اليوم حدثاً علمياً فريداً صمم له نسيج من المحاضرات العلمية وورش العمل التي تهدف إلى تسليط الضوء على أحدث المستجدات والتطورات في علم الجينات، لنواكب بذلك المراكز العلمية المتقدمة لتشخيص هذه الأمراض، ولتوفير الرعاية الصحية الحديثة والمتطورة للمرضى، ولنقوم بالدور العلاجي الذي نوليه عناية فائقة، وفق المعايير والمقاييس العالمية». وأضاف «لقد شهد علم الجينات والأمراض الوراثية تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة فيما يختص بمجال تشخيص هذه الأمراض وابتكار أحدث الوسائل العلاجية لها، فيما أحرزت البحوث العلمية تقدماً كبيراً أدى إلى تطوير وسائل التشخيص المبكر للمرض، وهذا ما تسعى إليه هذه الملتقيات العلمية، لينعكس إيجاباً على النهوض العلمي بمجال علاج الأمراض الوراثية ولمواجهة التحديات الصحية الكبرى على المستويين الإقليمي والعالمي».