ينظِّم مستشفى الملك فهد التخصُّصي بالدمام، فعاليات الملتقى الدولي للأمراض الوراثية في المنطقة الشرقية، الذي سيعقد بحضور أكثر من 15 متحدثاً دولياً ومحلياً خلال يومي 6 و7 نوفمبر بفندق نوفوتيل الدمام، تحت رعاية وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة. وأوضح المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصُّصي بالدمام الدكتور خالد بن محمد الشيباني، أن إقامة هذا الملتقى بما يحتويه من محاضراتٍ علمية، وورشٍ عملية، تهدف إلى تسليط الضوء على أحدث المستجدات والتطورات في علم الجينات لتواكب بذلك المملكة المراكز العلمية المتقدمة لتشخيص هذه الأمراض، مشيراً إلى أن الإصابة بالأمراض الوراثية تسجل معدلاً مرتفعاً في منطقة الخليج والمملكة، مرجئاً ذلك إلى زواج الأقارب الذي يشكل 60 % من إجمالي تعداد الزواجات بالمملكة.
من جهته، صرّح رئيس الملتقى، مدير قسم الأطفال واستشاري أمراض الأطفال الوراثية والاستقلابية بمستشفى الملك فهد التخصُّصي بالدمام الدكتور يوسف الهوساوي، بأن الملتقى يهدف إلى تعزيز وعي المجتمع بأهمية المعرفة بالأمراض الوراثية والجينية، وسبل الوقاية منها، ولاسيما مع كون أغلب الأمراض الوراثية لا يُرجى شفاؤها، لذلك وجب تفاديها ومنعها بإذن الله قبل حدوثها، وهو الهدف الذي يسعى اليه مستشفى الملك فهد التخصُّصي بالدمام حالياً، من خلال الشروع في عمل دراسات جدوى لإدراج تحاليل طبية إضافية لكشف المزيد من الأمراض الوراثية في فحوص ما قبل الزواج كمرض ضمور العضلات الشوكي الوراثي، موضحاً أن فحوص الزواج حاليا تقتصر على كشف الأمراض الوراثية المتمثلة في مرض فقر الدم المنجلي، والثلاسيميا فقط.
وأردف "الهوساوي"، بأن الملتقى سيوضح أيضا مدى علاقة وارتباط علم الجينات والأمراض الوراثية بالتخصُّصات الطبية الأخرى، وأن ورش عمل الملتقى التي يبلغ عددها ثماني، وستعقد لمدة يومين على التوالي، ستستطلع أكثر الأمراض الوراثية شيوعاً في المملكة كأمراض الجينات والوراثة المتعلقة بالأعصاب، التشوّهات الخلقية الوراثية، أمراض القلب الوراثية، إضافة إلى مواضيع أخرى ذات صلة وثيقة بالأمراض الاستقلابية والوراثية.
كما تحدث "الهوساوي"، عن مدى صعوبة تشخيص الأمراض الجينية الوراثية، موضحاً وجود 25 ألف جين في الإنسان، وأن عدد الجينات التي يمكن تشخيص أمراضها يبلغ خمسة آلاف جين من إجمالي عدد جينات الإنسان، كما أن تطوّر علم الجينات بشكلٍ ملحوظٍ أخيراً أسهم في تفادي هذه الأمراض عن طريق التخطيط الجيني لأفراد العائلة كاملاً، حيث تتم مقارنة أفراد العائلة السليمين بالمصابين بأمراضٍ وراثية لاستكشاف الخلل ومعرفة الجين المسبّب للمرض، إضافة إلى الحمل عن طريق أطفال الأنابيب "PGD" الذي يتم العمل به في حال تشخيص أحد أطفال العائلة بمرضٍ وراثي لتفادي هذا المرض في الأجيال المستقبلية.