أعلنت مفوضية الاستفتاء الشعبي في منطقة «أبيي» المتنازع عليها بين جوباوالخرطوم إغلاق صناديق الاقتراع أمس بعد الاستفتاء الذي نظمته عشائر «دينكا نقوك» بشكل أحادي، في حين أعلنت قبيلة المسيرية عزمها تنظيم استفتاء من جانب واحد في مواجهة لخطوة «دينكا نقوك». وبدأت أمس عملية فرز الأصوات بحسب المراقبين المشرفين على هذا الاقتراع. وقال الناطق باسم مفوضية الاستفتاء في «أبيي» رومانو جون، إن نسبة الاقتراع في بعض المراكز فاقت 90%، مشيراً إلى أنه لم تسجل أي خروق في عملية الاستفتاء. وأوضح أن النتيجة النهائية ستعلن اليوم. يشار إلى أن القسم الأكبر من عشار «دينكا نقوك» المتفرعة من قبيلة «الدينكا»، التي تشكل الأكثرية في جنوب السودان، وينتمي إليها عدد كبير من مسؤولي جنوب السودان، ومنهم الرئيس سلفاكير ميارديت، يؤيد الالتحاق بجوبا. ودعا أحد عمد «دينكا نقوك» عبدالله دينق، إلى رفض الاستفتاء الأحادي في «أبيي»، داعياً قبائل المسيرية وأبناء «دينكا نقوك» إلى الوقوف سوياً من أجل المنطقة.وأوضح دينق في المؤتمر الصحفى لإعلان استفتاء «أبيي» الذي نظمته الهيئة القومية الشبابية الطلابية لمناصرة «أبيي»، أن القضية ليست ل«المسيرية» و«نقوك»، بل هي العمود الفقرى وأساس السودان. ورحب مسؤولون في السودان ومنطقة «أبيي» بمسعى الاتحاد الإفريقي إلى إشراك مجلس الأمن الدولي في الجهود الرامية لإجراء استفتاء لحل النزاع على المنطقة. ووعد الاتحاد الإفريقي العام الماضي بإجراء استفتاء في أكتوبر 2013، لكنه تخلى عن الاقتراح ولم يشجع بعد ذلك الاستفتاء أحادي الجانب الذي انتهى الثلاثاء، فيما يقول بعض المحللين إن نتيجة الاستفتاء قد تشعل فتيل العنف. وشارك آلاف من السكان في المنطقة بالاستفتاء الذي استمر ثلاثة أيام، ولن تكون نتيجته ملزمة، لكنه سيوضح ما إذا كانت أبيي تريد الانضمام إلى السودان أو جنوب السودان. وقال رئيس الشؤون القانونية في لجنة استفتاء «أبيي» القاضي دينق بيونق، إن هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها الاتحاد الإفريقي مجلس الأمن الدولي للانخراط في جهود حل القضية، مضيفاً «إذا تبنى مجلس الأمن الدولي الاقتراح فسيتعين على الأممالمتحدة تنفيذه تلقائياً». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية أبوبكر الصديق، إن الخرطوم رحبت بدعوة الاتحاد الإفريقي مجلس الأمن الدولي للتدخل في «أبيي»، وقال إن بلاده ملتزمة بدعم واحترام لجنة الوساطة التابعة للاتحاد الإفريقي، رافضاً اتهامات بأن الخرطوم منعت مسؤولي الاتحاد الإفريقي من زيارة المنطقة النائية، وزاد أن السودان يرحب بزيارة مجلس السلم والأمن الإفريقي لأبيي الأسبوع القادم. وأكد مجلس السلم والأمن الإفريقي أنه سيزور «أبيي» في الخامس والسادس من نوفمبر، بعد أن طلبت الخرطوم تأجيل زيارة كانت مقررة أواخر شهر أكتوبر الجاري.وللأمم المتحدة قوة حفظ سلام معظمها من إثيوبيا، قوامها خمسة آلاف جندي، نُشرت لمراقبة التوتر بين المسيرية ودينكا نقوك في المنطقة ذات الاحتياطات النفطية المحدودة، التي شهدت عدة اشتباكات بين القوات السودانية وقوات جنوب السودان.من جهة ثانية، يعقد مجلس الأحزاب الوطنية السودانية لقاءً جامعاً مع القوى السياسية للتشاور حول المقترح الذي تقدم به الرئيس السوداني عمر البشير، القاضي بإنشاء المجلس القومي للسلام ليشمل جميع القوى السياسية والقطاعات المهتمة بقضايا السلام في البلاد.وفي تصريح له، قال الأمين العام للمجلس عبود جابر، إن الهدف من هذا اللقاء الخروج برؤية موحدة تدعم آلية قيام مجلس قومي للسلام، موضحاً أن اللقاء الجامع سيناقش وضع لبنات أولى لدفع عملية السلام للإسهام في استقرار الأمن، خاصة أن من مهام المجلس تحسين علاقات السودان ودول الجوار لارتباط تحقيق السلام بصورة مباشرة بتلك الدول.