الرس محمد الشويعي صالح الصغير: البلدية ستتكفل بتهيئة الحظائر.. ولا نود أن يدفع المستفيدون ريالاً واحداً منيف المطيري: لا أحد بين تجار المواشي يعرف مصيره خلف البدراني: بُعد الموقع هو إحدى مشكلات أصحاب المواشي القاطنين خارج الرس ثلاث سنوات كاملة وهم ينتظرون إنجاز المشروع.. وعلى الرغم من اعتراضهم على الموقع الجديد، إلا أنهم مستغربون من عدم افتتاحه حتى الآن.. سوق المواشي بالرس، هو الهاجس الأكبر لتجار الماشية، الذين انتظروه طوال هذه السنوات، لأن سوقهم الحالي لا يستوفي الغرض من وجوده.. وبلدية الرس التي أقرت مشروع سوق المواشي الجديد أواخر عام 1431ه، وكان من المفترض أن يتم إنجازه بداية العام الماضي إلا أنها بدت غير قادرة على إنجازه حتى الآن، وبقي تجار المواشي حائرين.. يتأملون مزيداً من الخسائر في حال أقر السوق الجديد الذي يقولون إنه لا يمتلك المواصفات التي تؤهله ليكون سوقاً مناسباً لمواشيهم. «الشرق» التقت عدداً من أصحاب المواشي داخل وخارج الرس، ووقفت على أهم اعتراضاتهم ومعاناتهم، وخرجت بهذه الحصيلة من الآراء: قصور واضح بداية، قال منيف المطيري: «هناك قصور واضح، فإذا كان الخلل من اختيار موقع سوق ماشية الرس الجديد فذاك قصور من أمانة القصيم وبلدية الرس، وإن كان الموقع جيداً وآمناً، فالتقصير من الجهات الإدارية بتطبيق النظام. وأضاف المطيري الذي التقيناه زائراً لدى فهد المطيري «أحد أصحاب المواشي في الرس»: أياً كانت مسوغات التأخير، فإن تعليق ذلك المشروع خطأ فادح يستوجب محاسبة المسؤول عن تعطيل تنفيذه، فالموقع الجديد لا يبعد أكثر من بضع كيلو مترات عن سوق الماشية الحالي ولا تحتاج معاينته الارتحال بمكوك فضائي». وتساءل منيف المطيري: هل من المناسب بحث ملاءمة موقع سوق الماشية الجديد لتجارة المواشي من عدمها بعد صرف أكثر من ستة ملايين ريال في ذلك المشروع؟. وأردف: يفترض أن تكون هناك لجان تحقق في تلك الملايين المهدرة وحصص المقاول أو المهندس منها. فتلك إيرادات البلدية التي يدفعها المواطنون. اعتراضات المستفيدين لوحة تبين تكاليف المشروع ومدة إنجازه وبحسب بيانات اللافتة المنصوبة في سوق المواشي الجديد في الرس؛ فإن قيمة إنشاء السوق الذي وقع عقده في الثامن من شوال 1431ه بلغت 6700550 مليون ريال. فيما تقرر سابقاً أن يسلم الموقع الذي يشرف عليه قسم المشاريع ببلدية الرس في الرابع من ذي الحجة للعام ذاته، على أن يكون الاستلام الابتدائي في منتصف ربيع الأول من العام 1433.وشاع أن اعتراضات المستفيدين من سوق المواشي في الرس تسببت في تأخر انتقال أصحاب المواشي في الموعد المحدد. واستدعت تلك الاعتراضات تدخل إمارة القصيم للبت في القضية، التي لم تصدر حيالها أي بيان في وقت لاحق، إلا أنها أعطت بلدية الرس الضوء الأخضر لاستكمال المشروع وفقاً لتأكيدات رئيس بلدية الرس صالح الصغير ل «الشرق». ادعاء تاجر ويشار إلى أن مشروع سوق الماشية الجديد في الرس انطلق في عهد سلفه المهندس سليمان الخليفة، الذي ادعى سلمان عويش المطيري «تاجر إبل في الرس» بأن رئيس البلدية السابق اقترح عليه تخصيص حظيرته في السوق الجديد لعرض ناقتين ونقل باقي إبله إلى منزله، كحل لمواجهة صغر الحظائر في السوق الجديد بحسب المطيري، الذي أظهر صدمته من رد الخليفة عليه. وسعينا خلال عشرة أيام إلى إتاحة الفرصة أمام سليمان الخليفة للتعليق على تلك الادعاءات إضافة إلى توضيح جوانب تتعلق باختيار موقع السوق الجديد والتحديات التي واجهت البلدية وقتذاك في تحديد ذلك الموقع، لكن رئيس بلدية الرس السابق لم يتجاوب مع تلك المحاولات. ملاءمة المكان ويشير منيف المطيري إلى عدم استقرار أصحاب المواشي، قائلاً: لا أحد بين تجار المواشي يعرف مصيره، وينعكس ذلك على جمود تحركاتهم تجاه الشراء وبالتالي البيع، فجميعهم يخشون أن يصدر قرار في أي لحظة بإزالة «شبوكهم» في السوق الحالي. فيما يرى مضيفه فهد المطيري أن الموقع الجديد لسوق المواشي في الرس يعد الأنسب، مستدركاً: لكن هناك بعض الملاحظات البسيطة التي تتعلق بصغر مساحة السوق والحظائر، بالرغم من ملاءمة المكان. الاعتراضات على السوق وأضاف فهد المطيري متسائلاً: ما المانع من مساواتنا بأهالي عنيزة وبريدة في خدمات السوق، لأن سوق المواشي الجديد تنقصه الخدمات كالكهرباء والماء والجامع خلاف المساحات الصغيرة للحظائر. واستطرد المطيري: من الرس وحتى المدينةالمنورة؛ لن تجد لسوق المواشي في الرس مثيلاً، وسمعت من بعض تجار المواشي خارج المدينة، وصفهم للرس بأنها وصيفة حائل في أسواق الماشية السعودية. ملمحاً إلى أن الاعتراضات على السوق الجديد تولدت لدى التجار من المناطق القريبة من الرس بدافع رغبتهم في اختيار موقع آخر أقرب إلى مساكنهم على طريق قصر بن عقيل أو القرين. المصلحة العامة من ناحيته؛ أقر خلف البدراني «تاجر من قصر بن عقيل يبتاع المواشي في الرس» بأن بُعد الموقع هو أحد مشكلات أصحاب المواشي القاطنين خارج الرس، نافياً أن يكون ذلك العائق الأهم في تقبلهم للانتقال للسوق الجديد، وقال: تهمنا المصلحة العامة للمواطنين، وهناك أضرار حقيقية في الانتقال إلى سوق الماشية الجديد الذي تتجمع فيه مياه الأمطار، وتلك أرواح لا يجب العبث بها. وزاد: بالنسبة لي أرى في موقع على طريق القرين خلف مصنع جهينة بنحو 300 متر من جهة اليمين موقعاً أنسب لسوق المواشي رغم أنه أبعد إلى حيث مسكني من الموقع المختار للسوق. محذراً من الانتقال فعلياً إلى سوق المواشي الجديد، مبيناً أن المنطقة صخرية وستحدث حالة تشبه «مفترق الطرق»، وسينعكس ذلك سلباً على مبيعات سوق الرس الذي يصنفه البدراني الثاني على مستوى القصيم. مطالباً إمارة القصيم تحمل تبعات الانتقال للموقع الجديد حال إجازته. التهديد بالكوارث ويرى أبو حمود وهو أحد جلساء مجلس المطيري وله دراية وخبرة بسوق الماشية، أن السوق مجرى سيل قوي بين «الشبوك» ودرب للتيار الكهربائي، والتهديد بالكوارث يجزع المواطنين، والدخان الذي تنفثه المصانع جوار السوق يضر مرتاديه، مؤكداً أن نزول الأمطار أو السيول سوف يضر كثيراً، مخاطباً أصحاب الماشية بقوله: إن ابتلت الأرض فلن تحسنوا تدبير العلف. توفير سوق بديل ومن المعلوم أن العرض التجاري للمواشي في الرس يقع حالياً بالقرب من مبانٍ سكنية شرق المحافظة، لكن عيد المطيري «صاحب ماشية في الرس» يؤكد أنهم لن يتركوا مكانهم في السوق حتى يتيقنوا من تهيئة الموقع البديل. وبالرغم من اعترافه بتضرر أصحاب المنازل المجاورة للسوق، قال: «لكننا أيضاً متضررون».. فيما أشاد زميل مهنته سليم المطيري برأيه، موضحاً أن اعتراضاتهم سبب تأخر تفعيل سوق الماشية الجديد. وأضاف: وفي حال نقلنا للسوق في ظل خدماته غير المكتملة، فإننا سنحيل شكوانا للمسؤولين، فنحن نتأهب احترازياً لتقديم «عريضة» وقّع على نصها نحو 120 رجلاً لرفعها للمقام السامي إن لم توفر لنا الحلول. وقال: لا نريد منهم أكثر من أرض صالحة ونحن على استعداد لبناء حظائرها.. مجلس لاستقبال الزبائن وفي موازاة ذلك، لفت منيف المطيري إلى عدم تفرقة المواطنين بين الوزارات الخدمية والتجارية، مشيراً إلى تفرع البلدية عن وزارة خدمية، وقال: ليس من المفترض أن يطلب من المواطن تحمل نفقة بناء حظائر أغنامه بآلاف الريالات.. ووجد بين المتحدثين ل «الشرق» مَنْ يعترض على عدم وجود مجلس في سوق الرس الجديد لاستقبال الزبائن، كما اعترض أحدهم على المبنى المستقل للعمالة «رعاة الغنم» في السوق الجديد بحجة أن ذلك لا يخدم الغرض من وجود الراعي الذي يحرس المواشي ويعتني بها أثناء ولادتها. أربعة مشاريع جديدة من جهته، أظهر رئيس بلدية الرس المهندس صالح الصغير حذره الشديد من التطرق إلى القضايا المتعلقة بسوق الماشية الجديد. ورفض الرئيس الذي باشر مهامه في الرس قبل عدة شهور تحميل أسلافه المسؤولية، معلناً طرح أربعة مشاريع جديدة داخل السوق، وقال: خلال وقت يسير للغاية سنواصل العمل في إتمام أعداد الحظائر، وطلبنا توسعة مساحة السوق، وسنكمل مسيرة العمل في السوق الذي أربك المواطن، وسيكتمل العمل خلال مدة وجيزة. وشدد رئيس البلدية على أن تركيزهم خلال المرحلة المقبلة سينصب على المشاريع في سوق الماشية، مؤكداً أن لدى البلدية الإمكانية لإتمام المباني في سوق الماشية «وطلبنا اعتمادات في هذا الخصوص». استكمال المشروع واعترف المهندس الصغير بأن الموقع الجديد ينقصه عديد من التجهيزات، قائلاً: لم يكن الموقع جاهزاً في الماضي حتى ينقل إليه سوق المواشي. وأضاف: الأمانة منحتنا الضوء الأخضر لاستكمال المشروع، والبلدية ستتكفل بتهيئة الحظائر لجميع المستفيدين من سوق الماشية، ولا نود أن يدفع أحدهم ريالاً واحداً. وطمأن رئيس بلدية الرس أصحاب المواشي بالكشف عن تقارير لجنة درء أخطار السيول، التي زارت الموقع وبيَّنت أن مجاري السيول بعيدة عن السوق في اتجاه الشمال. صور لحظائر الإبل تبين مدى قرب المسافة مع «التيارات الكهربائية» وعدم تسوية المكان