تقدَّر ثروة القرية العالمية لو افترضنا سكانها ألف إنسان، بحوالي ثلاثة ملايين دولار «الميزانية السنوية»، ولكن كيف تتوزع هذه الثروة بحيث إنها لو قسمت بالعدل لَلَحِق كل فرد ثلاثة آلاف دولار سنوياً، والواقع يقول إن مائتي شخص في هذه القرية يبلعون ويلتهمون 75% من ثروتها، وأن 200 شخص عندهم 2% من الثروة، والبقية للبقية؟!. يا ترى كم عدد الذين يمتلكون سيارة أو أكثر؟ والذين يدبُّون بأقدامهم على الأرض بأحذية أو حفاة؟، فقط 70 شخصاً تحملهم السيارات و930 شخصاً يتفرجون؟! «خريطة المواصلات». وأما الغذاء والماء النقي؛ فثلث أهل هذه القرية يأكلون ما يقيم أودهم، ويشربون الماء الزلال، إذا حذفنا 330 طفلاً يلعبون؛ فيبقى بين أيدينا 670 فرداً يعتبر نصفهم من الأميين «خريطة التعليم». وعندما نأتي على الأراضي التابعة لهذه القريبة نجد 6000 فدان؛ هذه الأراضي موزعة بين 700 زراعية و1400 رعوية و1900 غابات و2000 صحارى وسفلتة وتندرا ومناطق قاحلة. الغابات تتناقص بسرعة «لكل طن من الورق يستهلك شجرة؟!»، والأراضي القاحلة تزداد، وما يوزع في الأسمدة يبلغ 83% تخص 40% من الأراضي الزراعية لإطعام 270 فرداً من أهل القرية المتخمين، أما ال17% الباقية فتذهب لأراضي ال 60% الباقية لإطعام 73% من أهل القرية المساكين؟!… أما ميزانية هذه القرية التي تبلغ كما ذكرنا ثلاثة ملايين دولار، فإن سقف الإنفاق يذهب إلى التسلح وآلة الحرب «181 ألف دولار»، ويشذ عن هذه القاعدة العالم العربي، الذي أنفق على مدى العشرين سنة الفائتة تريليون دولار على التسلح؛ فإذا كان الإنفاق هنا يصل إلى 181 ألفاً إلى ثلاثة ملايين؛ فالرقم في العالم العربي يضرب ربما بما لا يقل عن 500 ضعف؟! وفي قائمة الإنفاقات في القاع يأتي الإنفاق للصحة؛ حيث يبلغ 132 ألف دولار. من الغريب لأهل هذه القريبة أن 100 شخص منها قد دَفَنوا تحت أرضها من الأسلحة النووية -بأشد من عالم المجانين- ما يكفي لنقل مصير القرية إلى مصير قوم لوط «فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود»، وبقية ال 900 شخص ينظرون بهلع ورعب إلى مصيرهم المرهون بأيدي المجانين القلة، الذين تقدح عيونهم بالشرر، وأياديهم الغليظة بالشر من احتمال اندلاع حرب غير مخطط لها، بخطأ فني؛ فيذهب الجميع الصالح والطالح إلى جهنم النووية الجديدة. أما الذين يجلسون على الإنفاق فيرون أن كل حاجات الجنس البشري من الطعام الكافي والماء النظيف والصحة والتعليم والإسكان وبل الزواج، هي في حدود 17 مليار دولار فيقبضون أيديهم ويرون فيه كمية لا يمكن إنفاقها، إلا أنهم يوقعون بكل سرور على نفس هذه الكمية للتسلح في مدى أسبوعين؟!!.