للأمن دور رئيس في نمو المجتمعات وتطورها والدفع بعجلة التنمية والتقدم الاجتماعي والاقتصادي وازدهار مقومات العيش فيها، وهو قبل ذلك من نعم الله سبحانه وتعالى على خلقه باعتباره يشكل ثلث الحياة كما أشار لذلك رسول الهدى -عليه أفضل الصلاة والسلام- في حديثه عن الأمن في الأوطان. إن الأمن الشامل كتطبيق واقعي يتشكل من شراكة بين المواطن والقطاعات الأمنية وصولا إلى كل ما يحقق الأمن والاستقرار للوطن، لكن قبل ذلك يفترض أن تكون المؤسسة الأمنية مهيأة بالموظف الشامل الذي يتسم بتعدد القدرات وكفاءة التعاطي مع المتغيرات؛ لأن الأمن يتعزز بقدر تنمية المهارات؛ لذا قد يكون في إعادة هيكلة الجهاز الأمني مساهمة لغرس مفهوم ومبادئ الأمن من منظار مؤسساتي بتأطير دور رجل الأمن الشامل من خلال تنمية المحاور البشرية واتجاهاتها للتعاطي مع أوجه التطور ومواجهة المستجدات والتحديات الأمنية، والاستفادة من الثورة التكنولوجية للارتقاء بتطلعات وتوقعات الأطراف المستفيدة من وجود مجتمع آمن ومستقر. لقد كان لنا تجربة أمنية جسورة لتطبيق الأمن الشامل تمخض عنها دمج الدوريات الأمنية والمرور بهدف تركيز الجهود وتوحيد الغايات للقضاء على الاتكالية في التفاعل والازدواجية في المهام، والأهم من ذلك تحقيق الشمولية والنوعية في الأداء وسرعة التجاوب في الخدمات الأمنية وأعلى درجات الثقة في الرسالة الأمنية، وكانت تلك التجربة مع قصر عمرها جديرة بالاهتمام وتستحق التعميم بعد التأمل والتقييم.. بدل الإلغاء!