أُعلِنَ أمس السبت في محافظة الأنبار المنتفضة ضد حكومة نوري المالكي في بغداد عن تشكيل تيار «الحراك الشعبي» تمهيداً للدخول في الانتخابات البرلمانية المقبلة تحت لوائه، فيما اعتبرت لجنة الأمن والدفاع النيابية أن ما حدث من عملية اختطاف لرئيس الحكومة الليبية، علي زيدان، من قِبَل مجموعة مسلَّحة يمكن أن يحدث في العراق «في أي وقت». وقال الناطق باسم الحراك الشعبي، محمد طه حمدون، في بيانٍ قرأه في ساحة اعتصام الرمادي بمشاركة وفود من جميع ساحات الاعتصام في العراق «نعلن أمام العالم عن واجهة الحراك الشعبي في العراق وممثليه الشرعيين»، مشيراً إلى أن «الحراك اتفق على تخويل الناطق الرسمي بالتحدث عنه ورسم سياسته أمام الإعلام». وأضاف حمدون أنه تمت تسمية عبدالرزاق الشمري مسؤولاً للعلاقات في الحراك الشعبي للساحات الست المنتفضة. وبيَّن أن واجب الهيئة العامة للحراك الشعبي التي تم اختيارها من مختلف المحافظات هو اتخاذ القرارات المصيرية عن المعتصمين، في إطار النظام الداخلي للحراك لضمان تعزيز الأمن والعدالة ورفع الظلم عنهم وإنهاء التهميش والإقصاء لتحقيق المطالب ضمن القانون والدستور. وكان البرلمان قرَّر تحديد موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة في 30 إبريل 2014، في حين لم يتم حتى الآن التصويت على قانون الانتخابات المثير للجدل بين الكتل. وتشهد محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك منذ 21 ديسمبر 2012 تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف، وجاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية، رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي وللمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات. من جانب آخر، حذَّر عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، حامد المطلك، من أن «سيناريو اختطاف رئيس الحكومة الليبية الذي جرى في طرابلس يمكن أن يحدث في العراق في أي وقًت، لأن من يغذي الإرهاب لابد أن يقع في حبائله ومن يقتل الآخرين لابد أن يُقتَل يوماً برصاصهم». ورأى المطلك أن «هناك مشروعاً طائفياً يستهدف المنطقة كلها، وليس فقط العراق فالإرهاب والقاعدة والمجاميع المسلحة والمليشيات والقتلة والمجرمين الذين يحتالون على القانون ويتكلمون بوجهة طائفية ويقتلون الأبرياء في العراق هم صنوان واحد، وعلى الحكومة أن تعزِّز دور القانون وبناء مؤسسات الدولة للقضاء عليهم». وتابع المطلك «عندما يُستهدَف موكب رئيس مجلس النواب فهذا يعني أن العراق أصبح دولة فوضى وليس دولة حقيقية»، لافتاً إلى «ضرورة ضرب مصادر الإرهاب للمحافظة على العراق، لأن ماحدث في ليبيا يمكن أن يحدث في العراق في أي وقت». ورأى عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أن «العراق وليبيا ومصر ساحة واحدة لمخطط واحد»، ونصح الحكومة والسياسيين بالعمل على بناء دولة مؤسسات وقانون يُطبَّق على الجميع دون استثناء لكي تكون للدولة هيبة، مطالباً ب «ضرورة أن تفعّل الحكومة القانون بين العراقيين، وأن تضرب بيد من حديد كل الأصوات النشاز». وكانت وزارة الخارجية الليبية أعلنت الخميس عن إطلاق سراح رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، بعد ساعات على اختطافه وسط العاصمة الليبية من قِبَل عناصر مسلحة، وفيما لفتت إلى عدم علمها «حتى الآن» بظروف إطلاق سراحه، أكد مجلس الوزراء الليبي عدم علمه ب «رفع الحصانة عن رئيس وزرائه أو إصدار مذكرة توقيف بحقه».