هاجم سياسيون وبرلمانيون عراقيون وقيادات عشائرية تصريحات رئيس الحكومة نوري المالكي، خلال جولته الانتخابية في محافظة الناصرية، التي وصف فيها المتظاهرين ضده ب «المتمردين». وعلق نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، على تصريح المالكي بقوله إن «من يصف شعبه المطالب بحقوقه بالمتمردين لا يصلح أن يكون قائداً له». وأكد المطلك، في بيانٍ صدر عن مكتبه بعد استقباله عدداً من شيوخ عشائر ووجهاء محافظة بغداد، أن «المطالب المشروعة» للمعتصمين لا يمكن أن تكون «بضاعة رخيصة في سوق الدعاية الانتخابية»، وأضاف «سمعتُ خطاباً يقول إن المتظاهرين والمعتصمين متمردون، تخيلوا أن قائداً سياسياً يصف شعبه الذي يتظاهر من أجل حريته وكرامته بالمتمرد»، وتساءل «أي قادة هؤلاء؟!». ورد المطلك على تساؤله بالقول «لا يمكن لقائد بهذا الحجم وبهذا الموقع أن يكون وطنياً ويريد أن يحافظ على وحدة العراق واستقراره ويصف شعبه بالمتمردين، هذا المسؤول لا يمكن أن يصلح لقيادة البلد». وكان المالكي قال في مؤتمر ترويجي لقائمة «ائتلاف دولة القانون» التي يتزعمها أقيم في ملعب مدينة الناصرية، إن «الحكومة دعت المعتصمين والمتظاهرين ومن يقودهم الى التفاهم على أساس الدستور والوحدة الوطنية لكنهم يرفعون شعارات طائفية ويهددون باستخدام القوة». واستدرك المالكي مهدداً «لكن الحرص على دماء العراقيين ربما يقتضي منا موقفاً مسؤولاً في محاسبة كل الذين يخرجون عن القانون»، مؤكداً بانفعال أن «القتلة والمجرمين لن يعودوا أبداً إلى العملية السياسية مهما طال الزمن ومهما تآمروا وفجروا واغتالوا، ومهما كانت خلفهم إرادات إقليمية ودولية وقوى سياسية محلية». وفي مدينة الفلوجة، قال إمام وخطيب الجمعة الشيخ خميس الحلبوسي، إن إعلان العصيان المدني يوم الإثنين المقبل في محافظة الأنبار، مع استثناء المؤسسات الصحية، يمثل ضغطاً على الحكومة من أجل تنفيذ مطالب المعتصمين والمتظاهرين بعد مرور أكثر من مائة يوم من الحراك الشعبي. وأضاف الحلبوسي، أمام مئات الآلاف من المصلين في خطبة الجمعة التي أُطلِقَ عليها «دماء ديالى دماؤنا» على الخط الدولي السريع شرقي الفلوجة، أن «صمت الحكومة غير المبرر يبرهن على عدم نيتها تنفيذ مطالب الملايين». بدوره، أكد خطيب جمعة الرمادي في ساحة الاعتصام شمال المدينة الشيخ مصطفى الكربولي، المشاركة في العصيان المدني الإثنين المقبل، وقال، خلال خطبة الجمعة أمس، إن «المحافظات المنتفضة، وهي الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك وغربا بغداد، تعلن الإثنين عن عصيان مدني».