يؤشِّر الوعي الذي أظهره المرجع الشيعي في العراق علي السيستاني والشيخ حسن الصفار في القطيف، وقبلهما خامنئي وفضل الله والشيرازي ورجال دين شيعة آخرون، إلى أهمية الدور الذي ينبغي أن يلعبه الواعون من أئمة الشيعة ورجالاتهم لوأد الفتنة التي يحاول بعض المهووسين دفع الأمة إليها دفعاً بترويج الإساءات لرموزٍ إسلامية تبقى خالدةً ومصونة ويبقي المسُّ بها خطّاً أحمر لا يُقبَل تعديه بأي حال وتحت أي ظرف. سئل السيستاني عن فعلةٍ شنعاء منكرة أتاها مجموعة متطرفين شيعة في العراق قبل أيام وتجاوزوا بها الخطوط الحمراء فسقطوا وكادوا أن يسقطوا عراقهم في المحظور. كان رد المرجع واضحاً لا يقبل اللبس، وهو أن «هذا التصرف مدانٌ ومستنكرٌ جداً».. هذا ردٌ يعكس القناعة بأهمية التصدي لهذه الحماقات تكريساً لما اتفقت عليه الأمة من توقير الرموز الدينية ودرءًا لفتنٍ قد تحرق الأخضر واليابس إن اشتعلت. وعلى نفس النهج، سار الشيخ حسن الصفار في خطبة الجمعة الفائتة في مدينة القطيف، حينما حذّر من تيار البذاءة والإساءة إلى رموز أهل السنة ووصفه بال «التيار المتعصب»، مشيراً بوضوح إلى تشكُّلِهِ حديثاً وسط بعض الشيعة، فهو لم يكن يوماً تياراً تاريخياً ولا جذور ولا رجال له. إن هذا التيار أشبه بلغمٍ قابل للانفجار، لذا وجب تعطيله والتصدي له بقوة، وهذه مهمة أئمة الشيعة في كل البلدان الإسلامية لتفويت الفرصة على مَنْ يقومون بهذه الأدوار المشبوهة، وقد بات الكل على علمٍ بما تعيشه أمتنا من واقعٍ ملتهب، ما يستلزم توعية الناس وتبصيرهم بحقائق التاريخ وبالصحيح من الفتوى حتى لا ينخدعوا بزيف كل ناعق.