تظاهر عراقيون أمس الجمعة ضد الإساءة إلى الرموز الإسلامية، وطالبوا حكومة نوري المالكي بمعاقبة المسيئين. ودعا إمام وخطيب صلاة الجمعة الموحدة في مدينة الرمادي، الشيخ حسين الدليمي، الحكومة العراقية إلى «إقامة الحد على من أثار الفتنة في العراق بدلاً من الاكتفاء بإصدار مذكرة اعتقال ضده»، مؤكداً في سياقٍ آخر «أهمية إصدار قانون العفو العام عن المعتقلين الأبرياء قبل عيد الأضحى المبارك». ويعيش العراق منذ أيام على وقع أزمة سياسية فجرها تطاول بعض الشخصيات على رموزٍ تاريخية إسلامية، ما أثار مخاوف من وقوع فتنة طائفية في البلاد. وحذر الشيخ حسين الدليمي، في خطبة الجمعة التي أُطلِقَ عليها اسم «عراق الفاروق عمر» في ساحة الاعتصام شمال الرمادي، مما وصفه ب «اللعب بنار الطائفية بصورة مبطنة لأنها فتنة لا تنتهي»، متهماً إيران ب «استفزاز المسلمين في العراق واستفزاز أكثر من مليار مسلم باسم الطائفية لتحقيق مصالحها الشخصية وأجنداتها السياسية»، بحسب قوله. وطالب الدليمي البرلمان ب «تشريع قانون لتجريم كل من يسب أو يتطاول على الصحابة أو آل البيت الأطهار أو الرموز الدينية في العراق». وبشأن مطالب المعتصمين، أوضح الدليمي «نحن متمسكون بكافة مطالبنا ولن نتنازل عنها، وإذا ما أرادت الحكومة إثبات حسن نيتها عليها الاستجابة لمطالب المعتصمين المشروعة وإصدار قانون العفو العام عن المعتقلين الأبرياء قبل العيد من أجل أن يكون العيد عيدين للشعب العراقي الجريح». واعتبر أن «على كل السياسيين والمسؤولين في العراق أن يعوا المؤامرة التي تستهدفه وأن يفهموا دور الفتنة الذي يُمارَس باتجاه الشعب»، وحث المنظمات الإسلامية على «التدخل لإيقاف النزيف والفتن في العراق». وفي سامراء، طالب إمام وخطيب صلاة الجمعة الموحدة في المدينة الحكومة بمحاسبة من أساءوا إلى الصحابة وأهل البيت في الأعظمية، داعيا المراجع الشيعية إلى «بيان موقفهم تجاه هذا السلوك كما فعل السيد مقتدى الصدر الذي استنكر هذه التصرفات». ورأى الشيخ الدكتور محمد طه الحمدون، في خطبة الجمعة في ساحة الاعتصام في سامراء، أن «الزمرة التي سبَّت أصحاب الرسول وزوجته تهدف إلى تأجيج الطائفية والحرب الأهلية»، ودعا الحكومة إلى اتخاذ موقف ضدهم لأنهم لم يتطاولوا على رمز من رموز الساسة العراقيين وإنما على رموز الأمة الإسلامية. وتابع «لن نسكت بعد الآن على تلك التجاوزات ولن نسمح للميليشيات والمأجورين الذين يدعون الإسلام وهو بريء منهم بالتجاوز على رموزنا وآل البيت وقتل أبناء الشعب العراقي وتهجيرهم»، مشدداً على ضرورة إيقاف ما وصفه ب «مسلسل التعذيب والاعتقالات التي طالت الشباب والنساء من العراقيين». وفي النجف، دان إمام وخطيب الجمعة، صدر الدين القبانجي، عمليات التهجير للشيعة والسنّة في وسط وجنوب العراق، وأكد في خطبته السياسية أمس أن «المرجعيات الدينية الشيعية تدعو دائما إلى وحدة الصف الإسلامي».