رفض رجل الدين عبد الملك السعدي بيان «كبار علماء العراق» الذي دعا إلى إقامة أقاليم في العراق، وقال إن الدستور الحالي الذي يتيح تشكيلها «لا يمثل العراقيين وقد أعدته الولاياتالمتحدة». إلى ذلك، تواصلت التظاهرات المناهضة للحكومة في الأنبار وصلاح الدين وكركوك، فيما شهدت الجوامع في محافظات الموصل وديالى وبغداد صلوات موحدة ندد خلالها خطباء الجمعة بسياسات الحكومة. وطالب إمام وخطيب الجمعة الموحدة في ساحة الاعتصام في سامراء سمير فؤاد الحكومة بإطلاق المعتقلين الأبرياء، في مناسبة شهر رمضان. وقال إن «على الحكومة والبرلمان اغتنام فرصة حلول شهر رمضان المبارك وتفعيل قانون العفو العام وإطلاق الآلاف المؤلفة من المعتقلين الأبرياء»، متسائلاً: «أنسيت الحكومة خشية هذا الشهر وصيحات المظلومين؟». وأضاف أن «شهر رمضان خير الأشهر عند رب العزة فلماذا لا تقوم الحكومة والبرلمان بإصدار قانون العفو العام لإطلاق آلاف الأبرياء القابعين في السجون ظلماً، أليس من الحكمة أن تشرع الحكومة والبرلمان قانون العفو العام في هذا الشهر الكريم تهذيباً للنفوس وتحقيقاً للمصالحة وتصفية الأجواء». وخاطب المعتصمين قائلاً: «يجب أن لا تفت في عضدكم شدة الحر، وتتركوا ساحات الاعتصام، لأن ذلك سيكون انتحاراً سياسياً وتفريطاً بالحقوق وإهداراً للكرامة، عليكم بالثبات، لأن ساحات الاعتصام هي ساحات العزة والشرف، ولا تكلّوا أو تتراجعوا عن عزيمتكم، فإن النصر بإذن الله قادم، وبشر الصابرين». وفي الرمادي التابعة لمحافظة الأنبار قال إمام الجمعة الشيخ حسين الدليمي إن «الحكومة تتعمد تجاهل مطالب المعتصمين واللجنة المنظمة للاعتصامات بحجج وأكاذيب غير واقعية، ونحن بدورنا نؤكد أن الاعتصامات مستمرة». وأضاف أن «المعتصمين مستمرون لن يزحزحهم حر أو برد إلا حين استجابة المطالب المشروعة والإفراج عن المعتقلات البريئات والمعتقلين وتسليم قتلة أبناء الفلوجة والحويجة والموصل». وزاد: «يتحجج المسؤولون ويصرحون بتصريحات نارية بوجود فلول النظام السابق والقاعدة وتأجيج الطائفية ويتجاهلون تصريحات الميليشيات الطائفية وتهديدها بالقتل وعدم تنفيذ أي اعتقال بحق عناصرها وكأنها غير موجودة». وأكد إمام وخطيب الجمعة في الفلوجة، الشيخ محمد فيصل الجميلي في خطبته أن «الحكومة المركزية في بغداد طائفية لا ضمير لها وتستأنس بأقصاء أهل السنة». وأوضح أن «الذي أخرجنا (في التظاهرات) واجب شرعي بسبب صرخات المعتقلين وأنين المظلومين وتلك المظلومية الكبيرة التي وقعت على أهل السنة والجماعة من الحكومة الطائفية التي لا ضمير لها وتستأنس بإقصاء أهل السنة والجماعة». وأضاف: «إننا خرجنا من أجل قضية عادلة وشرعية تتطلب منا الصبر على رغم أننا تعرضنا إلى القتل والتهجير وحر الصيف وبرد الشتاء منذ سبعة أشهر ولا يزال ثلث الشعب يجلسون بالطرقات ويقولون للظالم كفى ظلماً». وطالب الحكومة ب «ألا تميز بين أبناء الشعب لأن الشعوب أطول عمراً من الحكومات وعليها أن تأخذ العبر مما يحصل في بلدان العرب». أما عبد الحكيم السعدي، شقيق رجل الدين عبد الملك السعدي، وهو المرجع الروحي للمتظاهرين فقال في بيان إن «كثيراً من كبار علماء العراق لم يكونوا في الاجتماع الذي عقدته الهيئة وأعلنت دعمها تشكيل الأقاليم». وأضاف أن «معظم المجتمعين لا يتحقق فيهم وصف كبار علماء العراق، فبعضهم ما زالوا طلاباً، أو حديثي عهد بتلقي العلم، وأساتذتهم ومشايخهم ما زالوا على قيد الحياة ويمارسون نشاطاتِهم العلمية، بينما لم يكونوا في المجتمعين». وأوضح أن «البيان تناسى أن مشروعية الإقليم تختلف في ظل نوع الدستور الذي يحكم البلاد، فدستور كدستور العراق الذي أعده المحتل، وتضمن إقامةَ الأقاليم، كان الهدف منه أن يكون الإقليم بوابة لتقسيم العراق».