يشكّل جبل الشعبة في الأحساء، الذي جاء تطويره ضمن الميزانية الحالية ب»31» مليون ريال، واحداً من المعالم الطبيعية الترفيهية في المحافظة. وهو يقع على مساحة تقدر بنحو مليون متر مربع، ويصل ارتفاعه إلى 246 متراً فوق سطح البحر، وينقسم إلى نصفين «شمالي وجنوبي» تفصلهما فتحة بعرض ستمائة متر. ويقع شمال شرق مدينة الهفوف ب11 كيلومتراً. ويعدّ الجبل -الذي يحمل مسمى آخر وهو «كنزان» نسبة للمعركة الشهيرة التي وقعت بين الملك عبدالعزيز آل سعود وخصومه عام 1333ه- متنفساً رحباً للشباب والطلعات العائلية، وقد ساعد موقعه الاستراتيجي على جذب الكثير لتسلق تلاله العالية، إما مشياً على الأقدام أو بالدباب أو بالتطعيس. وأوضح أمين الأحساء، المهندس فهد الجبير، أن تطوير الجبل يأتي ك»وجهة سياحية» مخصصة للاستثمار في المجال الترفيهي، من خلال إنشاء المرافق المختلفة، كالنوادي الرياضية المتخصصة، ومدينة ألعاب للأطفال، وتخصيص مواقع لرياضة تسلق الجبال، والتنقل بالعربات المعلقة «التلفريك»، وسوق شعبية تضم الحرف والمهن التقليدية، ومنتجع ومرافق سكنية ذات طابع معماري مناسب مع طبيعة الجبل. وكان لأصحاب تأجير الدبابات نصيب منه، فنصبوا خيامهم وجهزوا عشرات الدبابات ليمرح بها الشبان والفتيات على سفح الجبل. ومنذ زمن بعيد مثّل الجبل مكاناً لاجتهاد صغار المستثمرين، الذين اتخذوا مساحات حوله لتأجير الدبابات على الشباب والأطفال لتسلق الجبل، وصنع ذلك حركة يومية دؤوبة، خصوصاً في الإجازات. أما الشباب فكانت سفوح الجبل شغلهم الشاغل، وتحولت تلك السفوح إلى ساحات عرض لإبراز هواياتهم الخطيرة، وقدراتهم الميكانيكية على تعديل سياراتهم ذات الدفع الرباعي، وإضافة أشياء أخرى إليها؛ لتصبح أكثر قوة وقدرة على تحدي الجبل ومرتفعاته الشاهقة، بالنسبة له. وأوضح المواطن محمد صالح أن أهم ما يتميز به الجبل هو الخصوصية؛ لأنه قريب من عدة قرى، ويطل على البر أيضاً، فهو لا يبعد على الخليج العربي سوى سبعين كيلومتراً، وفيه يجد المتنزه مع عائلته الجو الجميل، حتى ليالي الصيف لم تعد حارة فوق قمته، إضافة إلى أن أفراد العائلات تلهو وتلعب بين رماله دون أن تدفع فلساً واحداً، وكل ما هو مطلوب منك أن تحمل غذاءك وتجهز أدوات الشواء والجمر؛ لتجد نسيم البحر يهب عليك من جهة الشرق. أما الشاب عبدالله الخلف فهو من هواة التطعيس ومشاهديه، ويأتي إلى الجبل كلما سنحت له الفرصة، وقال «إن سفوح الجبل أظهرت قدرات الشباب وتفوقهم في تحدي الرمال، وفيه يجد أصحاب السيارات الرباعية ضالتهم في التعرف على بعضهم بعضاً، ولأننا شباب فالصداقات بيننا سرعان ما تستجيب لنفسها، سواء عن طريق مساعدة المتعثرين في الرمال، أو السؤال عن حجم ومواصفات السيارة ذات القوة والسرعة العالية التي تظهرها في (التطعيس)».