سعى الحكومة الفارسية إلى تجفيف الأنهار اعترف الحاكم العسكري لشمال الأحواز التي تحتلها إيران بالأزمة المائية التي تمر بها منطقة الأحواز العربية في ظل سعى الحكومة الإيرانية الفارسية إلى تجفيف الأنهار ونقل روافدها إلى الأراضي الإيرانية. ونقل موقع المقاومة الوطنية الأحوازية (أحوازنا) عن الحاكم حجازي انتقادات لاذعة وجهها لحكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التي ترفع شعار تطوير الأحواز ومدنها، حيث قارن بين الشعارات التي تطرح والسلوك المخادع الذي يحدث على أرض الواقع. وقال: "إن التصريحات التي ألقاها مسؤولين في حكومة احمدي نجاد خلال زيارتهم الأخيرة لم تكن صادقة بل كانت مجرد فرقعات إعلامية". واعتبر موقع أحوازنا أن تصريحات حجازي هي الأخرى تأتي في خطوة مخادعة من أجل كسب الرأي العام الأحوازي. وقال الموقع إن حجازي تراجع عن تصريحات سابقة كان يؤيد فيها سياسة تجفيف الأنهر الأحوازية ونقلها إلى المناطق الفارسية بعد الاحتجاجات والتنديدات التي ظهرت في الفترة الأخيرة ضد هذه السياسة الإجرامية. وأوضح أن هذا التراجع يأتي الأزمة التي تشهدها الأحواز نتيجة شح المياه، حيث صرح في اجتماع لأعضاء التخطيط والتنمية بأنه "لا توجد في الأحواز أي مياه زائدة عن الحاجة كي تنقل؛ بل هناك نقص كبير في نسبة المياه ولا يجوز نقل مياه الأنهر الأحوازية إلى المدن الأخرى وسط (إيران)، في ظل وجود أكثر من مليوني هكتار من الأراضي الزراعية الخصبة في الأحواز وهي جاهزة للزراعة لكنها تعاني من قلت المياه وفي الوقت الحاضر متروكة دون استعمال". وتحدث حجازي عن تصريحات تناولها بعض المسؤولين في السلطة الإيرانية ووعودا ببذل المزيد من الجهد في رفع معاناة الشعب العربي الأحوازي وتطوير المدن الأحوازية، حيث قالوا: "علينا تطوير المدن الأحوازية ورفع مستواها المعيشي لأن الحرب العراقية الإيرانية أنهكت الأحواز ومدنها وعلينا تطويرها وإزالة كل الآثار المدمرة فيها". وعقب حجازي بأن المياه هي أحد أهم عوامل التطوير، والحكومة التي تعمل ليلا ونهارا على نقل مياه الأنهر الأحوازية إلى مدن أخرى لا يمكن أن تحقق وعودها في تطوير المدن الأحوازية ورفع المعاناة. ثم تسائل: "هل بقاء أكثر من مليوني هكتار من الأراضي الزراعية على ما عليها بلا مياه يؤدي إلى التطوير؟" ومن جانب آخر، صرح سيف الله قنواتي نائب رئيس مجلس البلدية في مدينة التميمية الأحوازية (هنديجان) لوكالة فارس للأنباء؛ بأن تزايد ملوحة مياه المدينة سبب في تفشي العديد من الأمراض الخطيرة، وإن هذه المياه غير صالحة لاستعمال الحيوانات فما بالك للاستعمال الآدمي؟" وقال في مقابلته مع الوكالة: إن مياه الشرب في هذه المدينة أصبح غير قابل للاستعمال البتة بسبب الملوحة العالية، وإن المواطنون يواجهون الكثير من المتاعب والأمراض الخطيرة بسبب هذه المياه الملوثة، وحمل المسؤولين في دائرة المياه والصرف الصحي المسؤولية الكاملة وحذرهم من الإهمال الذي يؤدي إلى إزهاق أرواح المواطنين. كما حذر من انتشار أمراض خطيرة بين المواطنين الأحوازيين بسبب تلوث المياه، وانتقد عدم اهتمام السلطات المحلية وإهمالهم لهذه الأزمة التي باتت تهدد حياة الكثير من الناس.