تلقيت تعقيباً على مقالة أمس، (إنت فين والكلب فين)، من العالم السوداني الذي دَرّس عشرات السنين في الجامعات السعودية، البروفيسور محمد عبدالله الرَيّح، شرح فيه بعضاً من خفايا عالم الكلاب حتى تخيّلته الجاحظ الذي أنفق عمره في مراقبة التحولات العاطفية لدى مراهقي شباب النمل، وفك طلاسم أنماط التناسل عند الغربان، ومناهج الطلاق عند إناث الغزلان من فحولهن الخونة! حكى لي البروفيسور عن قريب له كان يعطّر (كلبته) شريفة النسب كما يدعىّ، بجالون بنزين يومياً كي لا تصبح هدفاً للكلاب الضالة، فتملأ عليه البيت بنسل (قليلة الأصل). برّر البروفيسور تصرّف صاحبه، بأن الكلبة حين تستبد بها رغبة التزاوج، تطلق غازاً مسيلاً لأشواق فحول الكلاب، ولماّ كان صاحب البروفيسور (غتيتاً) لا يقبل نسب الكلاب غير الشريفة، لجأ لتطفيشها مستفيداً بالطفرة البترولية! ثم تزعم أيها الشعب بأن البترول ما فيه فايدة؟! سمع أحدهم أن لعُمدة قريتهم كلباً محترماً من سُلالة كلاب (روبرت هاااو)، يفرض عليه حصاراً شديداً حتى لا تغويه إناث الكلاب من كل جنس، ففكر الرجل بحيلة لتلقيح (كلبته) من كلب العُمدة المُؤصّل. خلع حذاءه ومسح به قفا كلبته ثم انتعله وذهب لبيت العُمدة، وما هي الاّ ثوانٍ حتى طفق كلب العُمدة يُشّمْشِم حذاء الرجل الذي انتهز فرصته واستدار خلسة وكلب العُمدة يتبعه إلى حيث طاب له الوصال، فظفر فيما بعد، بجِراءٍ من نسل طيب كريم. ترى من هو الكائن الخرافي الذي خلع حذاءه العملاق ولخبط به نسل كلابنا من المحيط إلى الخليج، فاجتاحها جنون (أبو النسب الجديد) فصارت كلاباً (ما عندها شخصية)؟!