تحولت المحطات الفضائية إلى استديوهات حمراء بمضمون الصحافة الصفراء الباحثة عن الإثارة على حساب المهنية الإعلامية لاستثارة عواطف الشعوب العربية المهتمة بالأحداث الاحتجاجية التي تشهد مصر الشقيقة حيث لاحظ المتابع تكرار عبارة خبر عاجل لكنه في واقعه خبر مكرر وربما بائت كعرضهم غير مرة جملة (قتلى وجرحى في اشتباكات المتظاهرين)، كما ظهر بوضوح ركوب تلك المحطات لموجة المطالب والإملاءات الغربية حيال الأحداث عبر استضافة شخصيات سياسية وشعبية مؤدلجة تكرس تلك التوجهات وتجعلها مطالب بصوت الشعب مما يجعلها تزيد من إشعال الفوضى وتأجيجها بشكل فاضح مما أفقد مصداقية الإعلام الفضائي العربي تحديدا لدى المشاهد الواعي لاسيما وأن المقارنة بين الرصد الإخباري لأحداث تونس لم تكن على الإطلاق بذات القدر من رصد ومتابعة أحداث مصر التي صاحبت بدايتها تغطية واسعة مقابل تجاهل الأحداث العالمية والعربية بشكل كبير جدا وعلى مدار الساعة باستثناء قلة من القنوات المصرية التي أدركت مايجب القيام به من مهام جسيمة تدعو إلى نبذ العنف والتحذير من مغبة الأخطار التي تحدق بأرض الكنانة وتهدد مقدراتها ووحدة شعبها الكريم، فهل يستوعب الإعلام العربي أهمية الوحدة الشعبوية للدول العربية في زمن تعج به الصراعات السياسية والاقتصادية العالمية أكثر من ذي قبل أم أنه سيبقى شرارة الفتن العربية الخادمة للمتربصين لاستقرار الدول الشرق أوسطية وشعوبها المحبطة.