دمشق – أ ف ب ناشطون سوريون: «الدولة الإسلامية» هاجمت مستشفى ميدانياً في المدينة. وصلت تعزيزات من الجيش السوري الحر أمس الخميس إلى مدينة إعزاز في محافظة حلب شمال سوريا التي كان مقاتلو ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة (داعش) سيطروا عليها ليلة الأربعاء بعد معركة خاطفة مع مقاتلين من «لواء عاصفة الشمال» المرتبط بالجيش الحر. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تعزيزات من لواء التوحيد، أبرز المجموعات المقاتلة ضمن الجيش الحر في محافظة حلب، وصلت إلى أعزاز بعد ساعات من سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام على المدينة القريبة من الحدود التركية إثر معركة عنيفة وسريعة أوقعت عدداً من القتلى. وذكر متحدث باسم لواء التوحيد يقدم نفسه باسم أبو الحسن أن «اللواء سيعمل على تهدئة الأمور»، مضيفاً «نسعى جهدنا لفض هذا الخلاف، يجب الوصول إلى حل يرضي الجميع وتشكيل لجنة تحكم بين الطرفين وتحقق المطالب الشعبية». وكان «لواء عاصفة الشمال» طالب «لواء التوحيد» بالتدخل في إعزاز ورد المهاجمين. وقال المتحدث إن «سكان إعزاز مستاؤون ويطالبون بانسحاب مقاتلي (داعش) من المدينة وتوجهها إلى جبهات القتال». في السياق نفسه، عبر سوريون عن غضبهم من سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام على إعزاز من خلال حملة على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت رفعت شعار «داعش لا تمثلني»، و(داعش) هي الأحرف الأربعة الأولى من اسم التنظيم المرتبط بالقاعدة. وأكد ناشطون أن سبب اندلاع المعارك أمس الأول هو مهاجمة عناصر من الدولة الإسلامية في العراق والشام مشفى ميدانيا في إعزاز ومحاولة اعتقال «طبيب ألماني»، فتصدى لهم مسؤولو المشفى ومقاتلون، ما تسبب في مقتل اثنين منهم وعلى الإثر بدأت المعارك. إلا أن أنصار الدولة الإسلامية على مواقع التواصل يوردون رواية أخرى مفادها أن كتائب «لواء عاصفة الشمال قامت بمرافقة شخص ألماني قام بتصوير مقار للدولة»، ما دفع الأخيرة إلى التصدي له ومحاولة توقيفه، لكن «الألماني تمكن من الفرار»، من دون أن تذكر أنه طبيب أو غير ذلك. وتتكررت منذ أشهر المواجهات المسلحة بين مقاتلين متشددين وكتائب تحت لواء الجيش الحر، إلا أنها المرة الأولى التي يتمكن فيها المتشددون من السيطرة على مدينة كانت بعهدة الجيش الحر. وإعزاز هي من أولى المناطق التي تمكن الجيش الحر من انتزاعها من أيدي قوات النظام في يوليو 2012 بعد أشهر قليلة من تحول حركة الاحتجاج ضد نظام بشار الأسد إلى نزاع عسكري. وفي مقابلةٍ له مع «فوكس نيوز» رفض بشار الأسد اعتبار ما يجري في سوريا «حرباً أهلية»، ورأى أنها حرب من نوع جديد. وقال إن «عشرات آلاف السوريين و15 ألف عنصر من القوات الحكومية قُتِلُوا «بشكل أساسي في هجمات واغتيالات وعمليات انتحارية إرهابية». وجدد الأسد من جهة ثانية التأكيد أن قواته غير مسؤولة عن الهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي أوقع مئات القتلى المدنيين في 21 أغسطس الماضي في ريف دمشق، متعهدا بتسليم ترسانته الكيميائية. ووصف الأسد عملية جمع الأسلحة وتدميرها ب «معقدة جداً فنياً وتحتاج إلى كثير من المال، حوالى مليار دولار»، مضيفاً «هناك جدول زمني محدد وأن الأمر بحاجة إلى سنة أو ربما أكثر بقليل». من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس «لا يمكنني أن أؤكد بنسبة 100% أننا سننجح في إنجاز خطة تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية حتى النهاية، لكن كل ما شاهدناه في الأيام الأخيرة يوحي بأن هذا الأمر سيحصل». وعلى الأرض، قُتِلَ تسعة أشخاص في تفجير عبوات ناسفة في حافلة لدى مرورها على طريق قرب بلدة جبورين في ريف حمص في وسط سوريا بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.