رحَّب شعراء بفكرة إنشاء أكاديمية عكاظ للشعر، التي يبدأ العمل على تنفيذها بعد نهاية الدورة السابعة ل «سوق عكاظ» في الطائف، غير أنهم تمنوا ألا تكون مجرد «أحلام شعراء». وكان أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس اللجنة الإشرافية للسوق، الأمير خالد الفيصل، قد وضع حجر الأساس للأكاديمية، الثلاثاء الماضي، خلال افتتاح فعاليات الدورة السابعة للسوق. مشروع مؤسسي ورأى الشاعر عبد الرحمن الموكلي، أن أكاديمية عكاظ للشعر، مشروع مؤسسي سوف يعطي الدراسات والأبحاث المتعلقة بالشعر العربي مكانة. وقال إن «الرهان على هكذا مؤسسة في خروجها من الإطار المغلق (الندوات والمؤتمرات) إلى الفضاء الرحب للشعر والاستفادة من التجارب العالمية المشابهة مثل معهد «جوته»، وتجربة الاحتراف الكتابي، كمشاريع شعرية، وغير ذلك، هي أشياء يمكنها أن تضيف للشعر»، مشدداً على أن افتتاح أكاديمية للشعر عمل جدير بالتقدير والإشادة به أمر بالغ الأهمية والدعوات بالغد الأجمل لكل مشاريع سوق عكاظ. أحلام شعراء وعد الشاعر محمد زايد الألمعي، مثل هذا المشروع مجرد عنوان لأحلام الشعراء في كل مكان، لبناء فضاء إبداعي يستوعبهم بكافة مشاربهم واجتهاداتهم، وألسنتهم ولهجاتهم، فضاء يرى المستقبل بحدس الشاعر ويؤسس الحاضر بعقل المفكر المنفتح الحر. وقال إن مثل هذا المشروع مالم يفرد لكل شاعر موقعاً، من أي بلد كان، ويجعل من عكاظ قبلة الشعراء، فسيكون أقل من الحلم، مضيفاً أن المشروع يحتاج «إلى إجراء أولي يضع ميزانية لأفضل من يقترح الهيكلة ويصمم البرامج في مرحلة الانطلاق، ويفتح بهذا مسابقة دولية تعطي الفائز فرصة تنفيذ رؤيته التأسيسية». وتمنى الألمعي أن تكون الأكاديمية «محضناً للشعر بكل العاميات إلى جوار الفصحى، وأن يتماس مع اللغات الأخرى وتجاربها الكبرى، وأن تكون مخرجاته قابلة للتسويق ومتناغمة مع اقتصاديات المعرفة، وأن تكون برامجها قابلة للشراكة مع المؤسسات الموازية والداعمة بما يخدم الشعر واستراتيجيات الأكاديمية، وأن تؤكد حضورها وهويتها في فضاء الشعر العالمي، كانعكاس للتجربة الإنسانية العربية عن الشعر». وطالب بأن تكون سياسة الأكاديمية المالية والإدارية شفافة، وغير مؤثرة على المسار الذي يختاره الشعراء لنشاطاتهم وبرامجهم عبر الأكاديمية، وأن تكون المرونة الإدارية والبعد عن الوصاية والشفافية مرتكزاً لتعاملات الرعاة الإداريين والماليين، وأن تكون المخرجات الكلية ذات حرفية عالية، وتوثيق دقيق له القابلية للاستعادة والترويج عبر كافة الأوعية الاتصالية السمعية والبصرية، وأن يقدم أهل الكفاءة والخبرة، بصرف النظر عن هوياتهم وجنسياتهم وولائهم، مشيراً إلى أن «الشعر فن لا يقبل الانعزالية». أكاديمية للمسرح من جانبه، أوضح الناقد الدكتور مبارك الخالدي، عدم الحاجة إلى الأكاديمية، بطرحه سؤالاً: «هل نحن في حاجة إلى هذه الأكاديمية؟!»، قبل أن يجيب: «الشعر يدرس في كل كليات الأدب في الجامعات السعودية»، مضيفاً أنه «لو تم الإعلان عن تأسيس أكاديمية للمسرح وفنون الأداء لصفقت ساعات متواصلة لهذا المشروع المنتظر لسنوات عديدة، أما أكاديمية للشعر، فأنا لا أرى حاجة ماسة لها.. فليعذرني أصدقائي الشعراء والشاعرات، فسوق عكاظ كل موسم يحتضن عرضاً مسرحياً، لكنه أخفق في إدراك حاجة المسرح إلى التطوير، ومن السبل إلى ذلك الدراسة المسرحية الأكاديمية»، مختتماً حديثه بقوله: «انحاز سوق عكاظ إلى السهل، متفادياً الإشكالي والشائك».