يتناول سوق عكاظ في دورته السابعة التي تنطلق في الرابع من شهر ذي القعدة المقبل جوانب من حياة (الشاعر الأعشى) الشعرية والاجتماعية. وأوضح مخرج العمل المسرحي" فطيس بقنة" أن سوق عكاظ تمكن من إعادة احتضان المسرح، داعياً المهتمين بالشأن المسرحي إلى استلهام مسرح السوق الذي يعد منبراً حقيقياً للإبداع لتقديم أعمال قيمة ذات طابع ثقافي عميق. وبين "بقنة" أن السوق رفد الحركة المسرحية بعروض تطرقت لأربعة شعراء من رواد الشعر العربي, مستشهداً بالتصنيف الصادر عن منظمة السياحة العالمية التابعة لليونسكو الذي أكد أن سوق عكاظ أحدث تواصلاً شفهياً ناجحاً بين الأجيال من خلال المسرحيات التي تعرض داخل الخيمة ومن خلال جادة السوق مما أثمر عن تعزيز الروابط وتأصيلها بين السياحة واللغة والتعليم. وأشار "بقنة" إلى أن اللغة العربية الفصحى المستخدمة في مسرحيات السوق، تمثل تجانسا متميزا يجمع البعد التاريخي والحضاري بالتقنية المعاصرة مما يشكل تلاقحاً ثقافياً بين الأجيال يتبوأ من المسرح مكاناً له, ويؤكد قدرة اللغة في التعبير عن متطلبات الفن المسرحي الحديث ومرونتها في تناول الأحداث أيا كانت حقبها التاريخية حيث أعطت هذه العوامل مسرح السوق قصب الريادة في إعادة بزوغ نجم المسرح الثقافي، داعياً المخرجين السعوديين إلى اقتناص فرصة وجود مسرح السوق لتقديم أعمال مسرحية تتسم بالعمق الفكري والثقافي. يذكر أن مسرح السوق منذ عام 1431 وحتى دورة العام الحالي حرص على التنويع في جوانب التأليف والإخراج والتمثيل من أجل إتاحة الفرصة لمشاركة أوسع للمهتمين بالشأن المسرحي، وسيكون مسرح عكاظ بما في ذلك مسرحية هذا العام قد قدم خمس مسرحيات، ففي عام 1430 شهد أولى التجارب المسرحية واستعرض جوانب من حياة وأدب الشاعر امرئ القيس، وفي عام 1431 عن الشاعر طرفة بن العبد، وعام 1432 عن زهير بن أبي سلمى, وعام 1433عن عنترة بن شداد، وهذا العام عن الأعشى.