قال أمين عام اتحاد الشغل في تونس، حسين العباسي، إثر تلاوته الفاتحة في مقبرة الجلاز على روح النائب محمد البراهمي بمناسبة أربعينيته، إن الاتحاد وبقية مكونات المجتمع المدني ملتزمون بالضغط على كل الأطراف المعنية للكشف عن حقيقة اغتيال شهداء البلاد أياً كانت نتائج التحقيق. وشدد أمين اتحاد الشغل، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، على ضرورة مقاومة ظاهرة الإرهاب بتضافر جهود الجميع وتجاوز الأزمة السياسية الحالية. من جانبه، أكد النائب المنسحب من «التأسيسي»، خميس قسيلة، أن عددا من النواب المنسحبين سيعلنون خلال إحياء أربعينية محمد البراهمي عن دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام دعماً ل «اعتصام الرحيل» وتمسكاً بمطالب حل المجلس الوطني التأسيسي واستقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة كفاءات غير متحزبة. ووصف قسيلة هذا القرار ب «خطوة تصعيدية لخوض مرحلة نضالية جديدة في إطار التعبئة السلمية والمدنية الهادفة إلى إشعار الرأي العام الوطني بضرورة التجند من أجل إنقاذ تونس وتصحيح المسار الانتقالي». وحمَّل مسؤولية تأزم الوضع إلى تعنت الائتلاف الثلاثي الحاكم «الترويكا» وتعطيلها للحوار الوطني وعدم قبولها بالمبادرة الوطنية المقترحة من قِبَل المنظمات الأربع كحد أدنى للخروج من الأزمة الخطيرة التي تمر بها البلاد، على حد تعبيره. في سياقٍ متصل، اعتبر حزب العمال التونسي أن جولة الحوار غير المباشر بين المعارضة، ممثّلة أساساً في جبهة الإنقاذ، والائتلاف الحاكم بقيادة حركة النّهضة الإسلامية، انتهى إلى مأزق، مرجعاً ذلك إلى ما سماه «تعنت النهضة وتشبّثها بكرسي الحكم رغم فشلها الذريع في إدارة شؤون البلاد على كل المستويات». واعتبر «العمال» في بيانٍ له أن حركة النهضة قدمت دليلا إضافيا على أنه لا صلة لها بمطالب وأهداف الثورة « فإصرارها على مواصلة حكومة الفشل ومجلس الثرثرة وإهدار المال العام دون حسيب ولا رقيب يؤكد نياتها الحقيقية في مزيد وضع اليد على مفاصل القرار وتوظيفه لخدمة أغراضها الانتخابية»، حسب البيان. ورأى الحزب أن أربعينية محمد البراهمي ينبغي أن تكون إعلاناً لطور جديد ومتصاعد من النضال لفتح أفق سياسي جديد وإعلان حكومة مستقلة. غير أن حركة وفاء ذكرت أن ما يحدث في البلاد حالياً هو انقلاب، وقال رئيس الحركة، عبد الرؤوف العيادي، إن رئيس المجلس الوطني التأسيسي، مصطفى بن جعفر، قام بانقلاب دستوري وجب التشهير به، على حد تعبيره، بعد تعطيل عمل المجلس. كما انتقد العيادي، في كلمةٍ له أمس في ندوةٍ وطنية بعنوان «الدفاع عن الثورة»، دور الاتحاد العام التونسي للشغل في المرحلة الحالية، واعتبر أن الأحزاب والمنظمات والمؤسسات في تونس مخترقة بما من قِبَل ما وصفه ب «المال الفاسد»، مثمناً في المقابل تفاعل وزير الداخلية، لطفي بن جدو، مع طلب فتح أرشيف البوليس السياسي.