كتبتُ- ذات مرة- مقالاً في صحيفةٍ سابقة، إلا أنها لم تُجزه؛ فخشيت أن أكون وقعت في محظور؛ فاتصلتُ برئيسِ قسمِ الرأي أسأله، فأجاب: لم أفهم مقالك. قلت: هل عرضته على رئيس التحرير؟ قالَ: لا. قلت: إذن، احذف الذي لم تفهمه، وابقِ على الذي فهمته. قال: لم أفهم المقال كله. قلت: هذا ليس ذنبي! واستمر الحوارُ إلى أن قلت: ولكنني أشكرك. قال: لماذا؟ قلت: لأنك أوحيت إليّ بفكرة رائعة! قال: ما هي؟ قلت: لن أسألك بعد اليوم عن أيِّ مقالٍ تحجبه، وسأجمعها وأنشرها في كتاب، وسأجعل عنوانه نفس عنوان مقالي هذا الذي لم تفهمه. بَدَهِي ألا نفهم كل شيء، بما في ذلك عدم فهم (بعض) تعليقات القراء الكرام، من قِبَلِ (بعض) مسؤولي التعليقات في كثيرٍ من الصحف! إلا أنّ الجميل هو ما يحدث جراء ذلك من طرائف أدبية، منها: أن أحد القراء كتب في تعليقٍ له، بصحيفة كبرى، عبارة (الإخوة الفضلاء) فتم حذفها، فأخبر أحد زملائه، فقال له: اكتب (الأفاضل) بدلاً عن (الفضلاء)؛ فتم نشرها! ويذكرُ آخر أنه تم حذف عبارة (ثكلتك أمك)؛ ظناً من مسؤول التعليقات أنها مسبة، لكنها أجيزت بعد أن تسلم العمل مسؤول آخر، ويقول قارئ: إنه تم حذف تعليقه كاملاً؛ لاشتماله على عبارة (دمث الأخلاق) وعندما أعاد إرساله من دونها؛ تمت إجازته! وللحق: أعرفُ من مسؤولي التعليقات مَنْ يقوم بعمله خير قيام، وليتني مسؤولٌ في الصحيفة لأكافئه. قالوا: «قد يفشل بعضهم في التخطيط، لكنهم أفضل ممن يخططون للفشل». (قارئ الشرق: حسن الغامدي).