قارئ كريم يسأل: لماذا حذفت الصحيفة تعليقي، وهل من حقي معرفة السبب؟ أظن أن الإجابة معروفة وإن لم يُجب عن تساؤله أحد.. لكن ألا تلاحظون أن الصحف تكتب عبارات مثل: “التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الصحيفة ولا تتحمل أي مسؤولية حيالها، وإنما يتحمل كاتبها مسؤولية النشر”، بيد أن هذا لا يعني أنْ نكتب كيف نشاء، كما لو كان في منتدى من المنتديات، إذ يتم النشر بمجرد النقر على الحقل (أرسل). في مواقع الصحف لابد من وجود فريق عمل لمراجعة التعليقات قبل نشرها، فإن خلت من الكلمات غير المناسبة نُشرت.. أما الحذف فيكون جزئياً أو كلياً، فإن كان الرأي موافقاً للآداب العامة عدا جزء يسير منه، فيتم حذف الجزء اليسير وتُنشر بقية التعليق.. إلا أن مسألة الحذف ذاتها تبقى نسبية التقدير من مسؤول إلى آخر. بعض الصحف تطلب من القارئ الكريم أن يؤشر بالموافقة على شروط الصحيفة كإجراء لإتمام إرسال تعليقه، لكنها لا تكتب له ما هي هذه الشروط، ومع هذا يسجل موافقته دون أن يعلم علامَ وافق؛ ودون تسجيل موافقته لا يمكنه الإرسال. أحدهم يقول: طالما أن الصحف تحذر من أن التعليقات لا تعبر عن وجهة نظرها، فلماذا تحذف تعليقي الذي تبرأت منه؟! وهنا نقول له: لم تنشره لأنه ربما يعبر عن وجهة نظرك بطريقة لا ترضاها أنت لنفسك. مهلاً.. أليس الكُتّاب تحذف بعض آرائهم، بل قد يُحذف الكاتبُ بشحمه وقلمه ما لم يتقيد بالضوابط (والضوابط هذه) هي أيضاً نسبية.