يدرس في كوريا 500 طالب وطالبة سعوديين، تتنافس على توظيفهم كبرى الشركات الكورية التي لها فروع في المملكة برواتب وحوافز مغرية، كونهم يتحدثون بلغات ثلاث: الكورية، والإنجليزية، والعربية، ما يجعلهم الأنسب ليكونوا حلقة الوصل بين الكوريين والسعوديين، غير أن الصورة المبهمة لدى الغالبية عن كوريا تقف عائقاً وراء زيادة عدد الطلاب السعوديين المبتعثين إلى هناك. وكشف الملحق الثقافي في كوريا الدكتور هشام خداوردي أن 35 طالباً و150 طالبة يدرسون في تخصصات الهندسة والحاسب الآلي والتقنية، فيما التحق مؤخراً أربعون طالباً وطالبة ببكالوريوس الطب البشري، جميعهم مبتعثون من قبل وزارة التعليم العالي، وقد تخرج في الجامعات الكورية خلال الأشهر الماضية والعام الفائت 170 من الطلبة، كما يوجد في كوريا أربعون مبتعثاً تابعين لشركة أرامكو. وأشار الدكتور خداوردي إلى أن السعودي المبتعث في كوريا مطلوب للعمل لدى الشركات الكورية، التي تعده مكسباً كبيراً لها، لدرجة أن شركات كورية تتواصل مع الملحقية طالبة توظيف الطلبة السعوديين، غير أن قِلتهم تحول دون تحقيق رغبات عديد من تلك الشركات. وقال الملحق الثقافي إن الخريج السعودي من الجامعات الكورية ينتظره مستقبل وظيفي جيد، وأرجع أسباب قلة الطلاب السعوديين الدارسين في كوريا لعدة أسباب منها، جهل المجتمع السعودي بالمجتمع الكوري على عدة أصعدة، وعدم معرفة السعوديين بالمستوى المتقدم جداً للجامعات الكورية، حتى أن عدداً منها يحتل موقعاً بين أفضل خمسين جامعة على مستوى العالم، ويوجد ربط قوي بين الصناعة وبين الجامعات في كوريا، وبين البحث العلمي فتقنية النانو لوحدها مخصص لها 400 مركز أبحاث. وقال الملحق الثقافي إن الملحقية في صدد تقديم برامج استغرق إعدادها أربعة أشهر، وسيبدأ تنفيذها قريباً، وذلك بعد سؤال الطلبة عن أبرز الصعوبات التي تواجههم، وسؤال أساتذتهم أيضاً عن الجوانب التي تحتاج لدعم الطالب السعودي، حيث تبين أن مواد الفيزياء والكيمياء والرياضيات تشكل نقاط ضعف لدى الطالب السعودي بشكل عام، وبالتالي خصصت برامج مكثفة يأخذها الطالب لمدة ستة أشهر قبل دخوله الجامعة، من شأنها تقليل الفجوة بين الطالبين السعودي والكوري، وتسهل اندماج الطالب في الدراسة، كما سيبدأ العمل قريباً في الموقع الإلكتروني للملحقية الثقافية الكورية الذي سيركز على أخبار الطلاب السعوديين.