سيؤول – إبراهيم العقيلي 231 مبتعثا تعثر منهم 14 لعدم قدرتهم على تعلم اللغة الكورية ورغبة في تغيير دولة الابتعاث كشف ل”الشرق” الملحق الثقافي السعودي في كوريا الجنوبية الدكتور تركي بن فهد العيار أن كوريا دعت المملكة لتكون ضيف الشرف في معرض سيؤول الدولي للكتاب للعام الجاري 2012 المقرر أن يعقد في الفترة من 20 وحتى 24 من شهر يونيو المقبل. وأوضح العيار في حوار مع “الشرق” أن هذا الحدث يتزامن مع مرور خمسين عاما على العلاقات بين المملكة وكوريا الجنوبية، لافتا أن عدد المبتعثين السعوديين في كوريا الجنوبية وصل إلى نحو 231 مبتعثا بينهم عشرون طالبة يدرسون في تخصصات نوعية أبرزها الهندسة بكافة فروعها. * متى تأسست الملحقية الثقافية السعودية في كوريا الجنوبية؟ - تأسست عام 2009م، حيث لم يكن هناك ملحقية ثقافية للمملكة قبل ذلك التاريخ، وعندما كلفت بالعمل في كوريا عام 2009 عملت على تأسيس الملحقية، والآن يعمل فيها 15 بينهم ثلاثة سعوديين فيما بقية العاملين يصنفون بأنهم عاملون محليون. * كم يبلغ عدد الطالبات والطلبة السعوديين الدارسين في كوريا؟ - عندما افتتحنا الملحقية عام 2009 لم يكن عدد الطلبة والطالبات السعوديين الذين يدرسون في كوريا الجنوبية يتجاوز 55 طالبا وطالبة، واليوم يصل عددهم بفضل برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إلى 231 طالبا وطالبة (211 طالبا، و 20 طالبة) يدرسون في مختلف المراحل الدراسية (البكالوريوس والماجستير والدكتوراة والزمالة)، ففي مرحلة الدكتوراة خمسة طلاب، الماجستير 26 طالبا وطالبة، والبقية في مرحلة البكالوريوس. * ما التخصصات التي يقبل عليها الدارسون السعوديون في كوريا؟ - أغلب التخصصات التي يدرسها الطلبة السعوديون هي الهندسة بكافة فروعها: هندسة حاسب آلي، إلكترونية وميكانيكية وصناعية وأيضا لدينا تقنية المعلومات وإدارة الأعمال والكيمياء والطب والبيئة واللغويات أي دراسة لغات، غير أن الغالبية في التخصصات الهندسية لأن كوريا متطورة ورائدة في المجالات الهندسية والتقنية. * كم عدد الطلبة الخريجين؟ - تخرج عدد قليل حتى الآن من كوريا الجنوبية، ومن تخرج في المدة المحددة بتميز تمت ترقيته للمرحلة الدراسية التي تلي مرحلته، فطالب البكالوريوس رقي لمواصلة الماجستير والحاصل على الماجستير رقي لمتابعة الدكتوراة، لأننا لا نريد أن يعود الطالب من هنا إذا كان متميزا، وكانت لديه الرغبة في مواصلة التعليم العالي بخاصة أنه صار ملما بأنظمة التعليم وبالتخصص طالما أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يعطي الفرصة للطالب لمواصلة تعليمه في مقر دراسته وهي فرصة ينبغي على أي طالب أن يغتنمها وألا يتراخى إذا كان من الطلبة الذين يستحقون الترقية بناء على إنجازه العلمي في المرحلة التي أنهاها وبناء على التقارير التي تصلنا من الجامعات وتوصيات المشرفين عليه. * ما البرامج التي تعتمدها الملحقية لمتابعة الطلبة؟ - دور الملحقية متابعة كافة الطلبة المبتعثين على برنامج خادم الحرمين الشريفين أو المبتعثين من الجامعات السعودية أو الذين يدرسون على حسابهم الخاص فالملحقية تتابعهم أكاديمياً من خلال مشرفين أكاديميين متخصصين لديها بالتواصل مع الجامعات ومنسقي الطلبة السعوديين في كل جامعة، فهناك تواصل مستمر ومباشر معهم، إضافة إلى أن هناك تقارير نتائج كل فصل دراسي تصل للملحقية عن كل طالب، وإذا كانت هناك أي مشكلة أو طارئ يتصل المشرف بالمنسق أو المشرف في الجامعة للسؤال عن وضع أي طالب، بالإضافة إلى زيارات متواصلة يقوم بها الملحق الثقافي للجامعات التي يدرس بها الطلاب السعوديون لتفقد أحوالهم وتعزيز العلاقة مع مسؤولي الجامعات. * هل هناك طلبة يدرسون على حسابهم الخاص في كوريا؟ - أكثر الطلبة يدرسون على حساب برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وهناك طالبان مبتعثان يدرسان على حساب جامعتيهما (جامعة شقراء وجامعة أم القرى)، وهما كانا في الأصل معيدين في تلكما الجامعتين، كما أن هناك سبعة طلبة يدرسون على حسابهم الخاص، لكنهم في طريقهم للالتحاق بالبعثة حيث إن التعليمات تقضي بإلحاق من يدرس على حسابه الخاص وبدأ الانتظام في دراسة اللغة الكورية ويرغب الالتحاق بالبعثة فإنه يستطيع التقدم للملحقية للالتحاق بالبعثة، وتم فعلا إلحاق الكثيرين من الطلبة، فمن يأتي إلينا لا نرده ولا نؤخر فرصة إلحاقهم بالبعثة أبدا. * ما تقديركم لكفاية المكافآت الممنوحة للدارسين لتلبية احتياجاتهم؟ - أعتقد أن المكافآت التي تعطى للمبتعثين جيدة وكافية وهي عادلة ولا أعتقد أنها سوف تؤدي إلى تقصير في احتياجات الطالب، لأن الطالب يجب أن يكون صرفه على مستوى طالب بمعنى أنه طالب يسكن داخل الجامعة وكل شيء موفر ومؤمن له داخل الجامعة والملحقية تتكفل بعلاجه وبالكتب والرسوم الدراسية وكل ما له علاقة بالجانب الأكاديمي والتعليمي فالملحقية تقوم به على أكمل وجه. أما من يدعون أن المكافأة لا تكفي فهؤلاء قد يصرفون هذه المبالغ في أمور ترفيهية أكثر منها للضرورة، أعني للترف وللسياحة والتمشي أكثر منها للاحتياجات الضرورية، ولكن ولله الحمد لم تصلنا أي شكوى من أي طالب مبتعث في كوريا بقلة المكافأة أو ضعفها أو أنها لا تلبي احتياجاتهم. * هل فشل طلبة مبتعثون في دراستهم في كوريا واضطروا للعودة إلى المملكة؟ - نعم، لكن عددهم قليل جدا، فمنذ افتتاح الملحقية لا يتجاوز عدد المتعثرين في دراستهم في كوريا 14 طالبا وطالبة، وأسباب تعثرهم: أن بعضهم لم يستطع أن يتأقلم مع اللغة الكورية ولم يفلح في أن ينجح فيها، والبعض الآخر تدنى تحصيله الأكاديمي، فبعض الجامعات إذا لم يحصل الطالب على معدل تراكمي معين فإنه يعطى إنذار ويعطى مهلة وإنذار آخر، ثم إذا لم يفلح يفصل من الجامعة لتدني معدله التراكمي، فالطالب يشعر أن هذه هي قدراته ولا يستطيع أن يبذل أكثر مما بذل فينسحب من مواصلة الدراسة ويعود إلى بلده، وهذا معدل طبيعي فمن 231 طالبا يفشل 14 أمر طبيعي، وعلينا أن نتوقع مثل هذا. * هل التعليم في الجامعات الكورية للطلبة الأجانب يكون باللغة الكورية أم بالإنجليزية؟ بنسبة 80% يكون باللغة الكورية، خصوصا في مرحلة البكالوريوس، أما بالنسبة للدراسات العليا، فغالبا باللغة الإنجليزية. * كم جامعة يدرس فيها الطلبة السعوديون في كوريا؟ يدرسون في 22 جامعة، في سيؤول وخارجها، ولا تنس أن في سيؤول وحدها أربعين جامعة بين حكومية وخاصة والجامعات الخاصة هي الأكثر، أما في عموم كوريا الجنوبية فيوجد حوالي 400 جامعة وكلية في كل التخصصات، وبعض الجامعات تملكها شركات كبرى مثل سامسونج وهيونداي فهذه الشركات تملك جامعات. * هل من جديد تود إضافته دكتور تركي؟ - نعم، يسرني عبر “الشرق” أن أعلن أن المملكة ستكون ضيف شرف في معرض سيؤول الدولي للكتاب لعام 2012 المقرر عقده خلال الفترة من 20 إلى 24 يونيو 2012م، وهي أول دولة عربية إسلامية تستضاف في مثل هذا المحفل الثقافي الدولي، ذلك أنه في السابق كان ضيوف الشرف دول غربية أو دول من شرق آسيا، ولكن المملكة عطفا على علاقتها الجيدة مع كوريا الجنوبية تمت دعوتها لتكون ضيف الشرف في هذه الدورة للمعرض. وأضيف أن دورة المعرض لهذا العام تتزامن مع مرور خمسين عاما على إقامة العلاقات بين المملكة وكوريا الجنوبية. هذا المعرض عالمي تشارك فيه مئات دور النشر العالمية ومئات الدول، ولذلك ندعو كافة مبتعثينا لأن يساهموا معنا في هذا الحدث الكبير بوجودهم وتعاونهم ودعمهم وإيصال الرسائل الثقافية الممكن أن ترسل من خلال هذا المعرض الذي يصاحبه فعاليات متعددة للجمهور. ونتوقع أن تشارك كثير من الجهات الحكومية والجامعات السعودية في هذا المعرض بوصف المملكة ضيف شرف فيه، كما أن مشاركة المملكة ستكون تحت مظلة وزارة التعليم العالي. د. تركي بن فهد العيار