ويقولون.. إذا تصدرت الحديث يعني إما أن تكون افتراء محضاً أو شائعة وقد تأتي بمعنى شماتة، نركز على الشماتة لأني حتماً سأتصبح عليها اليوم. اليوم تنتهي إجازتي الجميلة التي امتدت شهراً كاملاً، ولا مشكلة قضيتها بالطول والعرض كما أحب. إذن أين المشكلة؟ المشكلة عزيزي القارئ أن مقر عملي انتقل للطرف القصي من الرياض وكانت المدة الزمنية بين منزلي ومقر عملي القديم قرابة 10-15 دقيقة، الآن في الأحوال العادية أحتاج ساعة لأصل..! الضغط النفسي أصابني وجموعا غفيرة من زميلاتي وبدأنا ندخل عدة مراحل بائسة: الإنكار: لا من غير المعقول أن الموضوع يحتاج ساعة وأكيد الموضوع شائعة ما أعتقد أن فرعنا سينتقل!! الغضب: طيب والعمل، غير منطقي في آخر الدنيا، طيب والناس اللي اشترت بيوتاً قريبة من هالفرع؟ تبيع مثلاً، كان يفترض أن يقدموا لنا وقتاً أكبر نرتب أمورنا هذا أمر غير عادل، كان ممكن فرعنا يظل مكانه حتى تنقل كافة الفروع الأخرى!! المساومة: لو يؤمِّنوا لنا سكنا قريبا أو على الأقل وسيلة نقل محترمة (مترو مثلاً) لنصل دون تأخير. الاكتئاب: التأخير سيستنزف راتبي والطريق سيحرق أعصابي (ساعة للذهاب، ساعة للعودة) حرام يومي ينقص ويصير 22 ساعة بس، و «العديم» يقول صرنا أعلى دولة في معدلات الموت على الطرقات، يعني يمكن أموت!! التقبل: أخرج من البيت 6 لأصل العمل 7، بالتالي لازم أستيقظ 5، بالعربي أصلي الفجر ويبدأ يومي، وساعة ذهاب ومثلها عودة.. جميل.. يبدو أن أطنان الكتب المركونة ستتحرك، وعموماً المبنى جديد، مرافقة أفضل وستنفتح نفسنا للعمل والإنتاجية. الفلسفة غير المنمقة أعلاه هي مراحل خمس للحزن تعرف بأنموذج (كيوبلر روس) وعادة هي تنطبق على حالات الموت والمصائب التي يجب أن تُراعى فيها نفسيات المحزونين وتركهم يعيشون كل هذه المراحل لتمر مرحلة الحزن بسلاسة.