أبرز وأهم مقومات الدولة الإيرانية يتمثل في العرق الآري الذي ينحدر منه الفرس، وما تسمية “إيران” بهذا الاسم إلا تأكيد على هويتها الآرية وعنصريتها الفارسية التي تشكل العمود الفقري للدولة. ومنذ قيام الدولة الإيرانية بجغرافيتها الحالية عام 1936 أكد أول ملوك البهلويين رضا شاه “أن الجنس الإيراني الآري متميز ومتفوق على الجنس العربي”، ومثل هذه الأفكار أوجدت وهماً في ذهن الدولة الإيرانية والشعب الفارسي بضرورة سيطرتهم على الشعب العربي. ومنذ السنوات الأولى للاحتلال الإيراني لإقليم الأحواز اتجهت سياسات الدولة الإيرانية لتصب نحو ترجيح العنصرية القومية على الديانة الإسلامية في تعريف الهوية الفارسية في التاريخ ماضٍ وحاضر، ويتطلع الفرس إلى الفتوحات الإسلامية على أنها بداية انحطاط إيران، باعتبارها تتميز بالوحشية والهمجية لقوم غير مثقفين وأعراب بلا حضارة هجموا على مدينة عظيمة ومشرقة، وتسببوا في انحطاط إيران القديمة وتخلفها إلى العصر الحاضر كما يدعون. والعديد من القواميس الفارسية تعرف مصطلح “العرب” بالغزاة وعديمي العقل والدماغ والمنحطين. وفي دراسة سابقة خصصتها لمواقف وتحديد طرق الكفاح في النشرات والبرامج السياسية لحركات التحرر الأحوازية، استنتجت أن التمييز العنصري الفارسي يحتل حيزاً كبيراً فيها، إذ تواتر بنسب عالية تتراوح بين %45 إلى %65. وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل حتماً على مدى اتباع إيران سياسة التمييز العنصري في تعاملها مع الأحوازيين، خصوصاً والعرب عموماً.