إيران تفتح أحضانها للإخوان من جديد بعد فشلهم في مصر، ولعل إيران سعيدة بهذا الفشل لأنه سيكون سبباً لعودة الإخوان إلى طهران، فقد نُقل عن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ترحيبه بضرورة توحيد صفوف المقاومين من جديد في المنطقة، وتحدثت كثير من التسريبات عن لقاءات متواصلة بين حماس في لبنان وحزب الله.. وثمة مؤشرات أكثر وضوحاً في هذا المجال. ولكن اللافت الآن هو موقف النظام السوري الذي لا يريد عودة العلاقة بين إيران والإخوان، وهي العلاقة التي كانت تشكل واحداً من أسباب عديدة أسهمت في خداع النظام السوري سواء في علاقته مع حماس أو تركيا قبل الثورة السورية. الآن سنكون أمام معادلة جديدة وهي: النظام السوري يحمل موقفاً عدائياً حاسماً من الإخوان، فيما إيران ترغب في عودتهم إلى حضنها بحجمهم السابق قبل الثورات العربية. فكيف ستوفِّق إيران بين أطراف هذه المعادلة؟ وهل ستركز ضغطها على النظام السوري لقبول الإخوان من خلال إعادة إحياء المبادرات الإيرانية السرية التي فشلت ثلاث مرات في عقد اتفاق بين الإخوان والنظام السوري؟ أم أن إيران ستضغط هذه المرة على الإخوان وتمرِّر صفقة مع النظام السوري تشمل كل الحركات الجهادية أو بعضها مع بعض القوى الكردية. وهكذا.. لعلها معادلة بدأت تظهر بعض مؤشراتها على الأرض السورية.