نجح النظام السوري، كما هو معروف تاريخيا، في الاحتفاظ بالأكراد ورقة في وجه تركيا، وكان هذا النظام يدعم حزب العمال الكردستاني في سوريا، وتركيا، رغم أن هذا الحزب يقاتل أيضا ضد إيران في «كردستان إيران». ولعل هذه المعادلة تعد مؤشرا على مدى سذاجة بعض القادة الأكراد في بناء تحالفاتهم، ووضع برامجهم. اليوم ينجح النظام السوري، بالتعاون مع إيران، في إقناع حزب العمال الكردستاني – فرع إيران – بإرسال مقاتلين إلى سوريا للدفاع عن «شرف الأكراد» الذي تعتدي عليه جبهة النصرة، وغيرها. معادلة خطيرة تضاف إلى معادلات كثيرة ومتداخلة في منطقة الصراع السورية، التي تمتد تفاعلاتها كل يوم إلى ناحية جديدة في المنطقة الممتدة من إيران إلى لبنان. الأسباب الحقيقية للاستعانة بأكراد إيران، الذين بغالبيتهم الساحقة هم من أهل السنة، تكمن في أن النظام السوري، ومن ورائه إيران، يشعران بالضعف رغم القوة العسكرية، ويرى الطرفان أن هذا الدعم المقدم للأكراد هو أخطر ورقة يمكن رفعها في وجه تركيا بعد الفشل في استخدام الورقة العلوية التركية. أكراد سوريا منقسمون فيما بينهم، وغالبيتهم ضد النظام السوري، وقد أثبتت الوقائع انحياز معظمهم إلى جانب الثورة السورية، والشعب السوري، الذي عاش متلاحما مع الأكراد على مدى عقود ماضية، رغم ظلم السلطات الرسمية لهم. اليوم هل ستنقلب المعادلة الكردية لصالح إيران أيضا، كما حصل في العراق؟!.. سؤال يستحق المراجعة.