مثلما وقف التاريخ شاهداً على عظمة «سوق الخميس» الذي يعد الأشهر بين الأسواق الأسبوعية في المنطقة ويرتاده أعداد كبيرة من المتسوقين من السعوديين والخليجيين من كل حدب وصوب، حيث يجد المتسوق كل ما يحتاجه من مستلزماته المنوعة، ويعرض الباعة المواد الغذائية والخضراوات والملابس والأواني، إضافة إلى البضائع الشعبية كالتمور والصناعات اليدوية من سعف النخيل وغيرها.. يقف الحاضر اليوم شاهداً على أن تغيير موعد الإجازة الأسبوعية في المملكة إلى الجمعة والسبت حدث تأثيراً مباشراً في تراجع أعداد المتسوقين، وانخفاض المبيعات بشكل مخيف وتعرض الباعة إلى خسائر مادية كبيرة، حيث تلاشت ملامح السوق ومكانته الأولى التي كان يحتفظ بهما منذ أكثر من 200 عام، إضافة إلى القيمة التجارية التي اكتسبها السوق، فهو يحتضن قيمة تراثية تدل على عراقة محافظة الأحساء ومكانتها التجارية منذ القدم. الأحسائيون يرون أن سوقهم الذي يحيي تقليدا قديما، ويتيح لهم فرصة الالتقاء ببعضهم، يصعب تغيير موعده بعد تغيير الإجازة كسوق شعبي عرفه الناس منذ مئات السنين، بعض الباعة في السوق حاولوا تحويل السوق إلى السبت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفشلوا فشلاً ذريعاً وتكبدوا خسائر كبيرة لتميز سوق الخميس عن غيره من أسواق الأحساء الأخرى.. اسماً، وموعداً، ومتسوقين. وبنبرة لا تخلو من الامتعاض نعى متسوقون سوقهم، وهو العمق التاريخي، والموروث الشعبي على مر السنين، ومعلم من معالم الأحساء القديمة. الأمل الوحيد الذي ينتظره رواد السوق لإعادة أمجاده ما ستكشف عنه الأيام القادمة حول إمكانية استبدال مزاولة البيع والشراء إلى الفترة المسائية في نفس اليوم.